ست الحسن والجمال وصديقتها داليا .. بقلم: رقية أسامة
إيمان إسماعيل تجمع حواديت من التراث الشعبي بروايات مختلفة.
قصة “ست الحسن والجمال وصديقتها داليا” منقولة عن سلسلة قصص “تلاتات .. تلاتات .. والعبرة بالنهايات”
كان ياما كان يا سعد يا كرام، وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي (عليه الصلاة والسلام).
كان في بنت جمالها أخاذ بيتحاكى عليه كل اللي يشوفها ومن كتر جمالها راحوا سموها (ست الحسن والجمال)، كانت (ست الحسن والجمال) عايشة مع أبوها في بيت صغير في القرية اللي بتطل على الغابة، وكانت يتيمة مامتها ماتت من وهي صغيرة ورباها أبوها لحد ما كبرت وبقت شابة بالجمال ده، ومن يومها بقى الشبان عاوزين ينولوا شرف الجواز منها لكن هي كانت بترفض كل اللي بيتقدموا لها وكانت بتتريق عليهم ولا عاجبها العجب..
وفي يوم من الأيام أبوها تعب جدا وتعبه ده فضل يزيد، وهي ماكنتش عارفة تساعده وتخفف عنه ده ازاي..
وكان فيه جيران عايشين جنب بيتهم الصغير، وكان عندهم بنت في سن (ست الحسن والجمال) لكن كانت وحشة الخلقة، فلما أبو (ست الحسن والجمال) تعب راحت للجيران دول عشان يساعدوها، راحت وخبطت على بابهم، فتحت لها (أم البنت الوحشة) و(ست الحسن والجمال) سألتها عن دوا لوالدها..
راحت ردت عليها (الجارة أم البنت الوحشة): لو عاوزة أبوكي يخف ويبقى أحسن من الأول يبقى عليكي وعلى العشبة النادرة اللي في الغابة.
وطبعا كانت نية أم البنت الوحشة ان لما ست الحسن والجمال هتروح الغابة هتوه أو تموت من الحيوانات المفترسة في الغابة وتخلص منها ومن جمالها.
ست الحسن والجمال ماكدبتش خبر وجريت على الغابة عشان تنقذ باباها التعبان.
وهي ماشية في وسط الغابة كانت خايفة خالص ومن كتر التعب والمشي لقت شجرة كبيرة راحت قعدت تحتها عشان تستريح شوية، وهي قاعدة تحت الشجرة ومالت على جذعها، فجأة لقت الشجرة فروعها بتتحرك فخافت ست الحسن والجمال وقامت تجري .. هنا الشجرة كلمتها وقالت لها: “ما تخافيش” وسألتها: انتي جاية الغابة ليه؟
ردت عليها ست الحسن والجمال وقالت: أنا والدي تعبان وعيان، والست جارتنا دلتني إن فيه عشبة نادرة جوا الغابة وفيها الدوا لوالدي. بس أنا تعبت من كتر اللف والتدوير عليها، ممكن تقوليلي لو تعرفي فين مكانها.
ردت الشجرة وقالت: أنا مش عارفة مكانها فين بالظبط، لكن هقولك على اللي يعرف مكانها، بس بشرط أنا عطشانة بقالي سنين ومحتاجة أرتوي وحد يسقيني لو تقدري وتروحي عند البير البعيد اللي جوا الغابة وتجيبي ليا المياه وترويني، راح أدلك على اللي يعرف مكان العشبة النادرة.
قامت ست الحسن والجمال وفضلت ماشية في الغابة لحد ما راحت عند البير، وفضلت تدور على جردل أو حاجة عشان تنزلها وتاخد شوية من مية البير، وهنا لقت صوت طالع من جوا البير، اتخضت ورجعت لورا وهي مرعوبة..
راح الصوت قالها: ما تتخضيش كده، أنا البير المسحور، والصوت ده مني أنا، انتي عاوزة المياه ليه؟ وايه اللي دخلك الغابة؟
ردت عليه ست الحسن والجمال: أنا والدي تعبان وعيان، والست جارتنا دلتني إن فيه (عشبة نادرة) جوا الغابة وفيها الدوا لوالدي. بس أنا تعبت من كتر اللف والتدوير عليها، ولقيت شجرة كبيرة رحت أرتاح تحتها لكن طلعت مسحورة هي كمان، وسألتها على الدوا قالت لي أنها عطشانة بقالها سنين وعاوزة ترتوي من المياه بتاعتك ولو جيبت لها المياه بتاعتك هتقول لي على مكان (العشبة النادرة).
رد عليها البير المسحور: أنا راح أخليكي تاخدي من المياه بتاعتي عشان تسقي وتروي الشجرة المسحورة، لكن على شرط.. لازم تروحي لبيت الحطاب اللي جوا الغابة وهو هيديكي الدلو اللي بيه هتزليه وتاخدي من المياه بتاعتي.
هنا بدأت ست الحسن والجمال تزهق وردت بضيق: يووه هو كل أما أروح لحد عشان يديني الدوا لازم يكون عاوز حاجة بالمقابل .. طيب طيب يا بير يا مسحور راح أروح للحطاب وأجيب الدلو..
فضلت ماشية جوا الغابة لحد ما لقت بيت في وسط الأشجار، قالت في سرها: أكيد ده بيت الحطاب اللي قال لي عليه البير المسحور، أنا راح أخبط على الباب ويارب بقى الحطاب يقولي على مكان الدوا.
لما وصلت عند بيت الحطاب، فضلت تخبط على الباب لكن مفيش حد فتح لها، راحت تخبط كتير بردو مفيش حس ولا خبر .. قعدت على باب البيت وكانت يأست وقربت تعيط، هنا جه الحطاب ولما شافها سألها: انتي مين؟ ومالك بتعيطي ليه؟ وايه حكايتك؟
ردت عليه ست الحسن والجمال وراحت حكت له حكايتها من أولها لحد ما وصلت عنده.
راح الحطاب بص لها وقالها: أنا هديكي (الدلو) اللي انتي عاوزاه، لكن الأول لازم أجيب الخشب اللي هعمل بيه الدلو ده، وعشان كده لازم تيجي تساعديني أجمع الخشب اللي هعمل بيه (الدلو).
لكن (ست الحسن والجمال) انجرت فيه صريخ وزعيق، وقالت له: أنا مش عاوزة الدوا خلاص. وقامت تمشي، ولكن الحطاب وهي ماشية قالها: زي ما أنتي زعقتي بالطريقة دي، صوتك هيتحول لصوت (صرصور وضفادع الغابة) كل لما تيجي تتكلمي.
بصت له باشمئزاز وراحت ماشية، وهي في طريقها للرجوع للبيت عدت على (البير المسحور) راح سألها: فين (الدلو)؟ وأول لما جت تفتح بوقها عشان ترد عليه طلع منها صوت (صرصور وضفادع الغابة)، اتخضت وقفلت بوقها بسرعة وكانت هتمشي، لكن (البير المسحور) قالها: زي ما جيبتيش ليا (الدلو)، طول ما عيونك مفتوحة هتنزل منها دموع طول الوقت ولا تقفلش أبدا.
ست الحسن والجمال بدأت تجري وتهرب وعيونها عمالة تنزل دموع ما بتقفشي، وهي في طريقها بتجري عدت على (الشجرة المسحورة) ولما سألتها: فين المياه؟ أنا عطشانة .. فتحت ست الحسن والجمال تاني بوقها عشان ترد عليها لكن طلع منها صوت صرصور وضفادع الغابة المزعج وعيونها عمالة تنزل دموع، راحت تجري وهي بتهرب، وهنا (الشجرة المسحورة) قالت لها: زي ما جيبتيش ليا المياه وأنا عطشانة، شعرك الجميل ده هيكون عامل زي فروع الخشب بتاعتي مليان شوك.
رجعت (ست الحسن والجمال) البيت وهي مكنتش جميلة خالص، وهي راجعة شافتها جارتها وبنتها، الجارة الأم كانت فرحانة لكن بنتها كانت زعلانة على (ست الحسن والجمال) لأنها كانت صاحبتها الوحيدة اللي بتلعب معاها وبتكلمها من كل بنات القرية كلهم.
وفي يوم قررت (البنت الوحشة) انها تروح الغابة، وهي ماشية في وسط الغابة كانت خايفة ومن كتر التعب والمشي لقت شجرة كبيرة راحت قعدت تحتها عشان تستريح شوية، وهي قاعدة تحت الشجرة ومالت براسها على جذعها، فجأة لقت فروع الشجرة بتتحرك فخافت وقامت تجري .. هنا الشجرة كلمتها وقالت لها ما تخافيش وسألتها: انتي جاية الغابة لية؟
ردت عليها (البنت الوحشة) وقالت: أنا كان ليا صاحبة هي الوحيدة اللي كانت بتكلمني اسمها (ست الحسن والجمال) وكانت بتدور على دوا لأبوها المريض، وأمي هي اللي بعتتها الغابة عشان تجيب (العشبة النادرة)، لكن لما رجعت شكلها وحالها اتبدل تماما وبقت وحشة جدا لدرجة انها بقت أوحش مني.
سكتت الشجرة المسحورة شوية، وبعدين قالت لها: صاحبتك ست الحسن والجمال كانت أنانية ومش بتحب تساعد حد وأنا والغابة طلبنا منها تساعدنا لكن هي زعقت فينا وسخرت مننا واللي حصل دة نتيجة اختيارها، ولكن بما أنك صاحبة حقيقية وخايفة على صاحبتك ونفسك ترجع تاني، الغابة هتساعدك لكن بشرط انك تعملي لنا كل الحاجات اللي هنطلبها منك. وافقت (البنت الوحشة) على طول، وقالت لها: هعمل كل اللي انتي عاوزاه.
طلبت (الشجرة المسحورة) من (البنت الوحشة) وقالت لها: أنا عطشانة بقالي سنين ومحتاجة أرتوي وحد يسقيني لو تقدري وتروحي عند البير البعيد اللي جوا الغابة وتجيبي ليا المياه وترويني. ردت البنت وقالت لها حاضر.
فضلت ماشية في الغابة لحد ما راحت عند البير، وفضلت تدور على جردل أو حاجة عشان تنزلها وتاخد شوية من مية البير، وهنا لقت صوت طالع من جوا البير، اتخضت ورجعت لورا وهي مرعوبة ..
راح الصوت قالها: ما تتخضيش كده أنا (البير المسحور)، والصوت ده مني أنا، انتي عاوزة المياه لية؟ واية اللي دخلك الغابة؟
ردت عليه (البنت الوحشة) وحكت له حكايتها هي و(ست الحسن والجمال)، سكت شوية وبعدين طلب منها انها تروح عند الحطاب اللي بيته جوا الغابة وهو هيديها (الدلو) اللي بيه تقدر تجيب بيه مياه وتروي (الشجرة المسحورة العطشانة).
فضلت (البنت الوحشة) ماشية جوا الغابة لحد ما لقت بيت في وسط الأشجار، قالت في سرها أكيد ده بيت الحطاب اللي قالي عليه البير المسحور، أنا راح أخبط على الباب، وبعد ما خبطت فتح لها الباب الحطاب وسألها: انتي مين؟ وحكايتك ايه؟
ردت عليه (البنت الوحشة) وحكت له حكايتها هي وست الحسن والجمال، راح الحطاب بص لها وقالها: أنا هديكي (الدلو) اللي انتي عاوزاه، لكن الأول لازم أجيب الخشب اللي هعمل بيه الدلو ده، وعشان كده لازم تيجي تساعديني أجمع الخشب اللي هعمل بيه (الدلو).
وافقت وراحت معاه جوا الغابة في مكان تجميع الخشب وفضلت تجمع الخشب عشان يصنع لها (الدلو) اللي هي عاوزاه، وهي بتجمع فروع الخشب لقت زهرة شكلها جميل جدا وملونة بكذا لون على عكس بقية الأزهار الموجودة، ندهت على الحطاب وقالت له: هي ايه الزهرة دي؟ رد عليها وقالها: دي العشبة النادرة اللي كانت بتدور عليها صاحبتك ست الحسن والجمال. سألته: ينفع اخدها وأبقى اديهالها؟ قالها: ايوة خوديها .. انتي عشان قلبك طيب ظهرت ليكي (العشبة النادرة).
وبعدين رجعوا على بيت الحطاب، والحطاب صنع لها (الدلو)، أخدته وشكرت الحطاب على مساعدتها وقالها: انتي اللي ساعدتيني.
ورجعت جري على البير المسحور وهي معاها (الدلو)، وقالت له: جيبته اهو، قالها: اربطيه في الحبل ده ونزليه جوايا وطلعيه هتلاقيه مليان مياه.
(البنت الوحشة) سمعت كلام البير المسحور وعملت زي ما قال بالحرف وطلعت (الدلو) ولقيته مليان مياه، فرحت جدا وشكرت البير على المياه.
وراحت جري على (الشجرة المسحورة) وفضلت تسقيها من مياه (البير المسحور) ولما خلصت كل المياه عليها، الشجرة المسحورة كأنها تنفست وبدأت تزهر وتطلع ورد لونه جميل وفرحت (البنت الوحشة) بمنظر الشجرة، بعدها كانت هتمشي لكن الشجرة المسحورة وقفتها وقالت لها: زي ما سقيتيني، لون خدودك هتكون زى لون الورد اللي زهر على فروعي.
شكرتها جدا، و(الشجرة المسحورة) طلبت منها طلب أخير أنها تروح ترجع (الدلو) عند البير عشان اللي يحب يشرب يعرف يشرب. وافقت (البنت الوحشة) وراحت رجعت (الدلو) عند (البير المسحور)، شكرها وقالها: زي ما جيبتي الدلو، شعرك هيكون ناعم وحرير زي المياه بتاعتي.
فرحت (البنت الوحشة) اللي ما بقتش وحشة وشكرته جدا.
وجريت بسرعة عشان تروح عند صاحبتها (ست الحسن والجمال) وخبطت على بيتها، فتحت لها وعيونها عمالة تنزل دموع وشعرها متخشب ومليان شوك وكانت هتسألها: انتي مين؟ لأنها معرفتش صاحبتها (البنت الوحشة) لأنها شافت بنت جميلة قدامها، وأول ما (ست الحسن والجمال) فتحت بوقها طلع صوت (صرصور وضفادع الغابة) راحت قافلاه تاني، حضنتها صاحبتها وقالت لها: خدي الزهرة دي واغليها واشربي منها انتي وباباكي هترجعوا تاني.
عملت فعلا (ست الحسن والجمال) زي ما قالت لها وشربت مياه (العشبة النادرة) ورجعت زي ما كانت وباباها خف وبقى كويس. وبعدها راحت لصاحبتها وحضنتها وقالت لها: شكرا جدا يا (داليا)، أنا اتعلمت الدرس خلاص.
وكان اسم (البنت الوحشة) الحقيقي (داليا) واللي كانت دايما بتناديها بيه صاحبتها (ست الحسن والجمال).
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليق واحد