صاحب الصنعة…. يعقوب صنوع
بقلم: إيمان إسماعيل

“يعقوب صنوع ويوسف الخياط ومارون نقاش” 3 اسماء بتبدأ من عندهم الحكاية، حكاية نهضة الفن في مصر الحديثة، حكاية المسرح
يعقوب صنوع أو جيمس صنوع زي ما إشتهر بعد كده، هو مصري اتولد في القاهرة سنة 1839، لأبوين يهود عايشين في حي الشعرية، روفائيل صنوع أبو يعقوب كان بيشتغل في حاشية الأمير أحمد يكن حفيد محمد علي، يعقوب وهو عنده 13 سنة بس كتب قصيدة يمدح فيها الأمير، اللي كافئه ببعثة لإيطاليا عشان يدرس الفن والأدب والقانون الدولي
رجع يعقوب سنة 1853 واشتغل مدرس لأولاد الخديوي اسماعيل، يعلمهم مزيكا وأدب ولغات وده عشان هو كان بيجيد العربي والعبري والتركي والفارسي والفرنسي والانجليزي وطبعا الإيطالية، بس يعقوب مكانش ده أكبر أحلامه والخديوي كمان كان شايف كده، وده لأن صنوع كان كاتب ومترجم مميز وكان صحفي مهم في كتير من المجلات الغربية اللي عرفهم من خلال ترجماته على جمال الشعر العربي وأهميته، صنوع كمان كان رسام موهوب، اتميز برسم الكاريكاتور، كل الفنون دي خلت اسمه موجود في مجلات الانجليز والفرنسيين اللي كانوا بيمدحوا الراجل وعبقريته
سنة 1869 قرر صنوع إنه يأسس مسرح مصر وعرض عليه مسرحيات عربية وهنا المسرحيات مكانتش منحوتة من أعمال غربية معربة أو متمصرة، لا هو كان عاوز مسرحيات مصرية بجد، تحكي عن المجتمع ده بكل طبقاته، عمال وفلاحين وبهوات وحتى الأجانب اللي موجودين في مصر كمان

كان هو اللي بيألف المسرحيات، ويلحن مزيكتها ويخرجها، بدأت الفرقة ب11 واحد من تلاميذه كلهم رجالة وكان بيلبس منهم واحد ملابس ست عشان يقدم الأدوار النسائية، واتعرضت مسرحياته على مسرح كبير في حديقة الازبكية، دا مكانش جديد على القاهرة، لأن بالفعل كان في فرق أوروبية بتعرض أعمالها اللي كانت بتتقدم بلغات أجنبية ولفئة معينة في مصر
لكن الجديد بجد هو إن الفرقة مصرية وبتحكي حواديت مصرية، ومش بس كده، ده فرقته ضمت ممثلات مصريات لأول مرة في تاريخ مصر ودي نقلة مهمة، إنضم للفرقة بنتين واستمروا معاه سنتين في المسرح اللي قدم 32 مسرحية بعضها كان مترجم وأغلبها كان من تأليف صنوع زي مسرحية العليل والضرتين والبورصة
نجحت مسرحيات صنوع نجاح مبهر لدرجة إن الخديوي دعاه يعرض هو وفرقته داخل القصر وأطلق عليه موليير مصر، ومن المسرحيات اللي اشتهرت جداُ لصنوع هي(آنسة على الموضة، غندورة مصر) وهي مسرحيات كوميدية وكانت عاجبة الخديوي جداُ واللي خصص لصنوع ميزانية خاصة عشان ينشئ المسرح القومي سنة 1869، واستمرت العلاقة كويسة بين الخديوي والفنان لفترة مش طويلة، لأن صنوع مكانش عاجبه حال البلد وكان عنده حلم كبير إن الشعب المصري يفوق ويسترد نفسه ويرجع لحضارته
سنة 1874، سافر صنوع لأوروبا عشان يتعلم عن الصحافة والسياسة، رجع من هناك وهو حزين على حال بلده والتأخر اللي هو فيه، وقرر يكتب بكل جرأة وينتقد فساد الخديوي، وكمان عرض مسرحية اسمها (الوطن والحرية) اللي كانت برده كوميدية بس المرة دي بتتريق على فساد القصر، الجرايد المصرية خافت ورفضت تستقبل منه أي مقال وقفلت أبوابها في وشه
الخديوي غضب ومنع صنوع من عرض أعماله وقفل المسرح القومي، وبعدين نفى صنوع لفرنسا سنة 1878، وهناك قابل محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ومصطفى كامل وغيرهم من الشخصيات المصرية المهمة واللي جمعهم معارضتهم السياسية للقصر وللإنجليز، صنوع كان شايف إنه له دور مهم وعليه يقاوم ويدعم مصر ضد الانجليز بعد دخلوهم مصر وقرر يقاوم من منفاه، وقاوم باللي يملكه ويعرف قد ايه له تأثير، قاوم بالكلمة
أنشأ صنوع مجلات وجرايد بتصدر بالانجليزي والعربي والفرنسي منها “أبو نضارة زرقاء 1879، وأبو صفارة 1880، وصحيفة الوطني المصري 1883 التودد 1902” ومن أهم اللي تميزت بيه جرايده إنها كان بيتكتب فيها مقالات باللسان المصري أو يعني العامية المصرية، ويعتبر صنوع رائد الصحافة الهزلية الساخرة وكتاباته نجحت بنفس قوة نجاح مسرحياته

فضل صنوع يتنقل من بلد لبلد وهو بيدافع عن القضية واشترك في كتير من الحملات اللي اتعملت ضد الخديوي اسماعيل وضد الإنجليز، وده خلى كتير من المصريين اللي هناك ينضموا له وحتى من غير المصريين والمنفى مقدرش يمنع صنوع من إلتفاف تلاميذه حواليه، نقدر نقول ان صنوع كان شوكة في ضهرهم هناك وفضل يناضل ويقدم محاضرات وندوات ويكتب عن القضية، مرة شعر ومرة مقال، لحد آخر يوم في حياته سنة 1912

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد