لذَّة انتقام…. إيمان اسماعيل

لذَّة انتقام….إيمان إسماعيل تكشف الستار عن الكابوس 116

بقلم: إيمان إسماعيل

440878463_442015385185178_4507253607105617610_n لذَّة انتقام.... إيمان اسماعيل

جلست بجوار نافذتي التي تطل على حديقة غناء، أسمع صوت العصافير التي تسكن أشجارها، النافذة مرتفعة كثيرًا عن الأرض، كأنني في الطابق الثالث أو الرابع، لكن الغريب أن فرع من دالية عنب كان يغطي جزءًا من النافذة، كيف وصل إلى هنا؟ 

النظر إلى الحديقة الغناء كان كفيلا بصرف تفكيري عن أي شئ، الكأس الذي في يدي به مشروب أبيض، أشم رائحة الموز تفوح منه، أحب مزيج الموز واللبن، لكن تعكر لونه الأبيض بقطرة حمراء سقطت من عنقود العنب المتدلي أعلى النافذة، نظرت إليه فإذا به أحمر قرمزي، لم أرى من قبل عنب بهذا اللون.

وقفت على الكرسي حتى وصلت للعنقود، رائحته بها زفرة مقززة، أخذت حبة عنب ووضعتها في فمي فإذا بطعم مر ومالح ورائحة نتنة انفجرت في فمي، لفظتها بسرعة وبحثت عن أي ماء لأغير طعم فمي، وجدت القنينة أسفل الطاولة وشربت، لكنني وجدت ما بها عصير من هذا العنب العفن. 

نظرت لفرع الشجرة فوق رأسي ووجدت كل العناقيد حمراء، ورحت أتساءل كيف وصل الفرع هنا؟ أين باقي الشجرة؟ 

تتبعت الفرع، ووجدت أنني أستطيع السير على السقف، شققت السقف بيديّ، ودخلت لغرفة واسعة، بمساحة بيت أبي، لا بل هي بيت أبي، هي ذات الجدران، لكن غرفها اختفت، تحول البيت لغرفة واحدة خالية من أي أثاث إلا من سرير، أعرفه جيداً، إنه سريري القديم، ذلك الذي كنت اختبأ أسفله خوفاً من خليل، كنت أضع كل الدمى وطبق فيه القليل من البسكوت وكوب ماء، أحسب حساب اختبائي لنهار كامل أسفله، كيف نبتت دالية عنب في سريري؟ 

اقتربت من الدالية فإذا بالجذور قد انغمست في قلب كومة كبيرة من القش الأحمر، بدا القش وكأن دماً يرقد أسفله، نعم هذا ليس لون القش، هو نشع من بقعة دم كبيرة أسفله. 

اقتربت أكثر فإذا برائحة العصير العفن تضرب أنفي وتملأ جوفي بنفس الرائحة التي انفجرت من حبة العنب، سمعت أنين يأتي من أسفل القش، همهمات، نزعات، ثم صمت. 

نبشت القش، فإذا بخليل راقد بداخله وقد نبتت جذور الدالية من كبده ورئتيه، تآكلت قدماه وكفيه وجزء كبير من ذراعيه، عيناه أبيضت، وشفتاه تلونت بالازرق، أما عنقه فقد سكن فيه سكين كبير، يشبه سكيني الذي أفضله في المطبخ، نزعت السكين من رقبته لأتحقق، نعم هو سكيني، أعرفه جيدًا، لقد نقشت عليه حروف اسمي. 

16 لذَّة انتقام.... إيمان اسماعيل

نظرت لبقايا خليل ولم أشعر بالخوف، امتزجت مشاعر كثيرة يمكن جمعها في وصف واحد، الحرية. 

طعنت عنقه بالسكين مرة أخرى، ورحت أتخفف من ثيابي، تمايلت يمينًا ويسارًا، سمعت صوت إيمان البحر درويش يدندن “أنا طير في السما”، فردت جناحي ورقصت، أغضمت عيناي فإذا بلحن الاغنية يعلو، وأنا أرقص وأرقص، رقصت حتى خرجت من الغرفة.

فتحت عيني فإذا بالعناقيد الحمراء تحيط بي، قطفت أجملها وتناولته وأنا أتلذذ. 

سلم نحو الهاوية..كابوس 112

حفرة في الذاكرة..كابوس 113

ذهاب بلا عودة .. كابوس 114

ذاكرة لا تنسى..كابوس 115 الجزء الأول

ذاكرة لا تنسى..كابوس 115 الجزء الثاني

ذاكرة لا تنسى..كابوس 115 الجزء الثالث

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات