مصر والدولة العثمانية بين خالد فهمي وأكمل صفوت
كتبت ناتاشا العبادي
عقدت دار المرايا للثقافة والفنون الحلقة الثالثة من بودكاست حكايات مرايا، وذلك مساء السبت العشرين من يوليو. وهذه الحكايا محاورات الدكتور أكمل صفوت عضو صالون تفكير مع المفكر والمؤرخ المصري الدكتور خالد فهمي تناولا فيها قضايا عدة من بينها تأريخ الدولة العثمانية وحراك الطلاب في جامعات عالمية مختلفة مؤخرا تأييد لقضية فلسطين.
دارت الحلقة الثالثة حول ثلاثة محاور :-

الأول:- التغيير في مناهج دراسات الشرق الأوسط و كيف أثر على تأريخ الدولة العثمانية
ألقى الدكتور خالد فهمي في هذا المحور الضوء على مجموعة هال، في الدورية الصادرة عن جامعة كامبردج R]review of Mmiddle Sstudy . وهذه مجموعة مقالات عبارة عن عروض كتب تأسست عليها مجموعة هال و تشكل حقل Oriental Sstudy . صدر أحد هذه الكتب أواخر الخمسينات وأوائل الستينات بعنوانIslamic Society للمؤرخيْن جب وباون. والكتاب المؤلف من مجلدين هو دراسة لنظام الحكم في الدولة العثمانية أوائل القرن الثامن عشر، وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام. الأول المؤسسة الدينية أي العلماء، والثاني المؤسسة القلمية أي البيروقراطية، والثالث المؤسسة السيفية أي رجال الحكم و العسكر. وقد أصبح الكتاب مرجعا لدارسي تاريخ الدولة العثمانية الذي يمتد ستمائة =سنة (١٢٩٩-١٩٢٤).
أخذ الدكتور خالد فهمي على المجلدين أنهما مدخل نظري لا فقهي، ويختزلان ستة قرون هي عمر الدولة العثمانية بكل تعقيداتها وحجمها الجغرافي بشكل مبتسر، فلم ترد في المجلدين مثلا مقارنات بين الولايات العثمانية كولايات البلقان والولايات العربية، أو بين الدولة العثمانية في القرن السادس عشر والثامن عشر. وفي رأي فهمي فإن التاريخ ليس دراسة الماضي، بل دراسة التغير والتحول عبر الزمن. ويستطرد فيذكر اكتشاف الأرشيف العثماني أواخر الستينات وأوائل السبعينات، وتنبهَ المؤرخين الأتراك لأهمية هذا الأرشيف الذي لم يكن متاحا للجمهور، ولا توجد مهارات لغوية لقراءته بلغته التركية العثمانية المكتوبة بحروف عربية، ولا بالحديثة المكتوبة بحروف لاتينية التي فرض استخدامها كمال أتاتورك.
ويقول إن أرشيف الدولة العثمانية هو أرشيف للمجتمع، ومن أهم سجلاتها سجلات المحاكم الشرعية لمختلف الولايات، ويشير إلي دور الأستاذ الفرنسي أندريه ريمون رائد الدراسات العثمانية في مصر واكتشافه في فرع من فروع المحاكم الشرعية وهو القسمة و القسام، والمقصود بالقسمة تقسيم التركات لتطبيق الشرع في الميراث، يقوم به القسام الذي يعين من قبل القاضي الشرعي، شرط أن تتوفر فيه معرفته بقوانين المواريث والحساب والفقه. ويرصد القسام الممتلكات الثابتة والمنقولة أو الديون للمورث أو عليه.
يقول أندريه ريمون إن لدينا هنا مصدرا لكتابة التاريخ الإسلامي من ممارسات المجتمع وليس بالاعتماد على الفقه، وإن سؤال الغرب الاستشراقي الفقهي النظري – الذي يعتمد على الفقه والآيات القرآنية عن عدم تحول المجتمع من الإقطاع إلى الرأسمالية خارج أوروبا أي سؤال “هل تحريم الربا كان عائقا للتحول للرأسمالية؟” – هو سؤال فقهي استشراقي نظري يفترض أمرا متخيلا من آية قرآنية، أما كيفية تعامل المجتمع أي ممارساته في الواقع فليس له إجابة. أما الآن فبإمكانك – كما يقول فهمي – الإشتباك مع هذا السؤال بعد دراسة السجلات كأن ندرس التجارة، ونرى أحوال التجار، وأين كانوا يسكنون ويعملون، وهل كان لهم شركاء، وهل كانوا يستثمرون.

يتحدث فهمي بعد ذلك عن كتاب للأستاذة نيللي حنا – تلميذة الأستاذ أندريه ريمون وهو دراسة تركة لأناس من متوسطي الحال، وكانت تركتهم مجموعة كتب. رصدت حنا في كتابها ما كان الناس يقرأون، ومن خلال الخريطة الفكرية لقراءتهم يمكن كما ترى رسم خريطة لفكرهم. وقال فهمي إن التاريخ الإجتماعي يمكنك من الإشتباك النقدي مع الفترة العثمانية. دامت الدولة العثمانية ستمائة سنة منها ثلاثمائة سنة فيها تاريخنا حيث كنا تحت حكمها، فألا يستحق ذلك دراسة تاريخها بعيدا عن السجالات الإسلامية أو القومية أو السلطوية القديمة التي تضللنا ولا تمكنا من دراسة تاريخنا الحقيقي كما يقول فهمي.
الثاني:- ثنائية التنوير والظلام
تطرق فهمي في هذا المحور إلى ثنائية التنوير والظلام، فقال إنه يرى أن السؤال فيها سؤال مضلل وسلطوي، وأن التحرر والمساواة والكرامة أهم، فالتنوير أداة وليس هدفا، وأكد فهمي أن هذه الثنائية هي ثنائية وضعها المستعمر، واقتبس جملا من كتاب للزعيم البريطاني البارز ونستون تشرشل ينقد فيه حركات التحرر في مصر والهند
الثالث:- ارتباط الحرية الشخصية بالحرية الأكاديمية وحراك الطلاب
تحدث خالد فهمي هنا عن دراسة له قارن فيها بين أحوال السجون في القرن التاسع عشر وأحوالها اليوم، وحيّى ذكرى الناشطة المصرية الراحلة سارة حجازي كإحدى ضحايا انتهاك الحريات الشخصية، وقال إن قصتها تماثل قصص المعتقلين في السجون حتى الجنائيين منهم. وذكّر بأن السجن تهذيب وإصلاح، وليس ترويعا، وأكد أن قمع الحريات الأكاديمية هو قمع للحريات الشخصية.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد