أكثر أهل النار.. هل تُعاقب المرأة لكونها امرأة؟ .. بقلم: عمرو عبد الرحمن
بقلم: عمرو عبد الرحمن

لماذا عدد النساء أكبر من الرجال في جهنم؟
سمعتُ حديثًا اللنبي، عن جابر بن عبدالله يقول فيه: “تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ”؛ فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: “لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ”، قَالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ .رواه مسلم.
يُذكر الحديث في سياق الحط من المرأة بشكل ما، الأمر الذي أدى إلى وجود التزامات عليها محورها هي مركزية الرجل على الأرض.
عندما بحثتُ عن الحديث لمحاولة فهمه وجدت أحدهم يرسل نفس السؤال ،عنوان هذا المقال، إلى موقع إسلامي شهير؛ليجيبه الموقع بعدد من الأحاديث الأخرى التي تصب في نفس الاتجاه.
عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (بِكُفْرِهِنَّ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ) رواه البخاري
التعامل مع هذين الحديثين يمكن أن يكون مثالاً واضحاً على كيفية استخدام منهج قاصر في التعامل مع كلام النبي، واعتباره كله سُنة، تقر حقائق وتنتج أحكامًا مؤبدة.
لا أرى في الحديثين إلا موعظة اجتماعية ساقها النبي لحث النساء في المجتمع الذي تُوجه إليه الموعظة على التصدق أو على التعامل بشكل أفضل اجتماعياً مع الإساءة بحيث لا تكون محفزاً لغضب تام على المسئ.
موعظة ليس الهدف منها تقليلًا من جنس النساء على مدار التاريخ ولا المستقبل، ولا يمكن أن تحمل يقينًا أن كون المرأة من جنس النساء فذلك يزيد من احتمالية دخولها النار، ما يتعارض مع فكرة المساواة بين البشر دون تفرقة بين عرق أو جنس أو لون.
يقول الله في سورة النساء (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)
ويقول موقع إسلامي شهير آخر: “فالمقصود أنهن يكثرن اللعن، يعني: يكثرن الكلام السيء والأذى مع الزوج ومع الأولاد، وربما فعلت ذلك مع الأقارب ومع الجيران، والغالب أن هذا من جهل وقلة الدين وضعفه، ولكن فيهن خيرات طيبات”.
“فيهن خيرات طيبات”، ولكن هذا ليس الأصل، كونها امرأة. فالأصل هو اللعن والأذى.
ويمكنك أن تقارن بين التعامل مع ذلك الحديث ومع الحديث التالي الذي يمكن اعتباره في نفس السياق.
عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ، رواه البخاري ومسلم.
لن تجد خطابًا دينيًا يحث على الفقر، أو يطالب الأغنياء بتقليل ثرواتهم التي تعرضهم لأن يصبحوا أقلية في الجنة، بينما بالنسبة إلى الشق الثاني من الحديث، يمكن وضعه إلى جانب كون “النساء ناقصات عقل ودين” في ناحية ونضم معهم “إن كيدهن عظيم” وربما نستعين بإسرائيليات تفيد بأن حواء هي من أخرجت آدم من الجنة؛ لرسم صورة أشمل للمرأة.
هذا الكائن الذي لا يقنع ولا يرضى، ويكون إخفاؤه أفضل من ظهوره بناءًا على صورة شريرة مرسومة لطبيعة المرأة، كل امرأة، مهما حاولنا الاستدراك بعدها، فالعبرة هنا بما هو الأصل؟ المساواة بين البشر ما يتوافق مع الأخلاق الكلية والمنهج الذي وضعه الإسلام، أم وضع المرأة في كفة أدنى ورسم صورة معينة لها ما قد يتوافق مع واقع اجتماعي معين لا يمكن تعميمه أو تأبيده.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد