أن نزرع الأحلام حقائق في الواقع.. بقلم جمال عمر
افتتاحية العدد الثاني من مجلة تفكير
بقلم: جمال عمر
مؤسس صالون وأكاديمية تفكير
دائما ما كنت أسأل نفسي “ليه أحلامنا بتظل مجرد أحلام؟ ليه خططنا بتفشل، كأفراد وكمجتمعات؟” وفي تجربة صالون تفكير ثم في مسرح تفكير وأكاديمية تفكير والآن في مجلة تفكير؛ أدركت أنه مهم أن تكون أفكاري وأحلامي مفتوحة بانفتاح السماء، لكن أيضا مهم جدا أن تسير على قدمين. أدركت أهمية أن أدرك القوانين الحاكمة لظواهر الكون، والضابطة للاجتماع الإنساني. وانه مهم جدا أن ندرك كيف تعمل الأمور كي نستطيع أن نستخدمها ونوظفها في تحقيق أفكارنا وأن نزرع الأحلام كحقائق واقعة.
إن تجربة دورات “مقدمة عن توتر القرآن” الثلاثة. كانت رحلة جميلة من التفاعل بين أفكار وآراء ودراسات عشتها بيني وبين الكتب، لأن أتبادلها مع عقول وقلوب دارسين ودارسات على مدار عام ونصف، من تبادل الفكر والنقد، وأن ترى ما كتبت بعيون آخرين، وتكتشف في النصوص جوانب أخرى لم تخطر لك على بال، أن ترى نفسك في عيون الآخرين، وهذا قيمة كلمة تفكير.
إنه تفكير وليس التفكير بألف ولام التعريف، والتفكير هو عملية إنشاء علاقات جديدة بين التصورات، التفكير هو ضد النقل وضد الترديد وضد مجرد التقليد، أن تطرق طرق أخرى، أن تكتشف مجهول. وكل ذلك مخيف، لأنه يخرج بنا من العوالم التي ألفنها ومن دفء العادي والمتكرر، وهو شعور مخيف، لكن بقدر الخوف هو شعور لذيذ وممتع، أن تكون حيا حتى لو كنت على حافة خطر.
كذلك كانت رحلة كتابة هذه المقالات والشهادات والقصص التي يحتويها هذا العدد، فكل صفحة فيه كانت رحلة خروج عن المألوف من كل من كتبوا من الدارسين، منهم من يكتب لأول مرة نصا في هذه المجالات. وكانت التجربة أكثر رهبة حين قررنا ننشر الأعمال التي عملنا عليها عام ونصف، وكانت تجربة جمع المادة وتحريرها في عدد مجلة تفكير، تحدي آخر وتجربة قام بها محمود عماد في جمع المقالات، وناهد الفهمي/ناتاشا في اختيار شهادات الحجاب، وإيمان إسماعيل في تجربة عمل مسابقة كتابة قصة قصيرة في صالون تفكير.
وكانت تجربة إيمان رفاعي في الجهد الكبير الذي قامت به في إخراج هذه المادة في هذا الشكل الجميل الذي انتقل بمجلة تفكير في عددها الثاني إلى مستوى آخر ليس مجرد مستوى هواة بل إلى مستوى شبه احترافي بالرغم أنها تجربتها الأولى في هذا العمل.
في هذا العدد، ملف رئيسي:
“القرآن والشريعة في مسار التاريخ الفكري عند المسلمين” من خلال ثلاثة عشر مقالة ودراسة.
ثم ملف ثاني:
كيف تحجبت ولماذا خلعت الحجاب؟
يعرض ثماني شهادات لتجارب مختلفة لبنات وسيدات لبسن الحجاب في الثمانينات والتسعينات وصراعهن مع أنفسهن لخلعه. من ضمن عشرات الشهادات التي تمت كتابتها في صالون تفكير وبعد موافقة صاحباتها على نشرها.
في القسم الثالث والأخير: قصتين قصيرتين من مسابقة نادي الأدب بصالون تفكير فازتا في المسابقة الأولى. التي كانت حول الحب والرأسمالية.
إن هذه التجربة على بساطتها، فهي عالم كامل لنا، عشنا كل حرف فيها وكل ثانية، نؤثر فيها وتزرع فينا، أن أهم شيء يجسده “تفكير” هو أن تكون موجود في المشهد، أن تكون حاضر هنا، فأنت تفكر إذا أنت حاضر هنا والآن، أنت تزرع حلم كحقيقة واقعة وإلى اللقاء مع حلم العدد الثالث من مجلة تفكير.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد