إشكالية “مط” المقدس، الخلافة نموذجا – أ. عمرو الشاعر – إدارة د. أكمل صفوت
بقلم: AI

ملخص سريع
غطى اللقاء مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بالمقدس في الاديان والمجتمعات، وكيف يتم “مط” هذا المفهوم. وشملت المناقشات مفهوم الخلافة، وتطور النصوص والممارسات الدينية، ودور القيادة في المجتمعات الإسلامية. وبحث المشاركون التوازن بين السلطة الدينية والحكم العملي، مؤكدين على أهمية المرونة والتغيرات المجتمعية التدريجية مع النظر في السياق التاريخي للنصوص الدينية وتفسيراتها.
المحاضرة
عرض أ. عمرو الشاعر مفهوم المقدس في الأديان، وكيف أن قضية هامة مثل قضية “الخلافة” هي تجسيد ممتاز لمسألة “مط” المقدس.وناقش كيف أن لُب الدين، الذي هو في الأصل فكرة إصلاحية محدودة الحجم واسعة التأثير، يتم عبر الزمن “مطه” وتوسيع حجمه، ليصبح واسع المساحة، محدود التأثير. ولا يقتصر هذا “المط” على الأديان الإبراهيمية، ولكنه يتم أيضا مع الكثير من الافكار الإصلاحية.
وبعد عرض معنى المقدس عامة، والمقدس في الاديان الابراهيمية خاصة، ركز أ. عمرو على مركزية النص المقدس، وخاصة القرآن. وأوضح كيف تطورت التفسيرات العلمية والتاريخية على مر القرون، مما أدى إلى مدارس فكرية وتفسيرات قانونية مختلفة بين المسلمين. وأكد أنه في حين أن القرآن لا يزال نصًا ثابتًا ومقدسًا، فإن التطورات اللاحقة في الفقه والممارسات الدينية أدت إلى تفسيرات وأنظمة قانونية متنوعة، والتي يرى أنها تكيفات لجأ لها الفقهاء للرد على المستجدات المجتمعية المتغيرة.
ثم تطرق أ. عمرو الى مفهوم الحكم والقيادة في التاريخ الإسلامي، مع التركيز على خلافة الخلفاء بعد النبي محمد. وشرح كيف تم اختيار الخلفاء الأربعة الأوائل والتحديات التي واجهتها المجتمعات الإسلامية المبكرة في تأسيس القيادة. كما تطرق إلى الفكر السياسي للخوارج الذين آمنوا بإدارة الشؤون دون حاكم، وتأمل في صعوبات الحكم بدون سلطة مركزية في العصر الحديث.
وبعدها ناقش أ. عمرو مفهوم الخلافة والحكم في الإسلام، مشددا على أن النبي محمد لم ينشئ نظامًا محددًا للخلافة بل ترك نموذجًا مرنًا لقادة المستقبل لا يتعارض مع الظروف المتغيرة. وقال إن فكرة الخلافة كمؤسسة دينية هي تطور لاحق ، وليس شيئًا أمر به النبي بشكل صريح. كما انتقد عمرو الميل إلى تفسير النصوص الدينية بطريقة توسع نطاق المرجعية الدينية بما يتجاوز ما هو ضروري، مشيراً إلى أن هذا يمكن أن يؤدي إلى تحول الدين إلى عبء بدلاً من كونه مصدر إرشاد وفائدة.
المداخلات
بدأت المناقشة بالرد على سؤال عن دور الحكام في دول الخليج، ف أكد أ. عمرو أن مسؤوليات الحكام تتجاوز الازدهار الاقتصادي لتشمل التوازن المجتمعي وتطوير الضمير المجتمعي. ثم تحولت المحادثة إلى التاريخ الديني ورايات التناخ، وسر تسمية مشروع التطبيع من دولة العدو الصهيوني بالاتفاقيات الإبراهيمية. وناقش المشاركون كيف تطورت النصوص والتفسيرات الدينية مع مرور الوقت، بما في ذلك فهم اليهود لعهدهم مع الله وقدسية الأفراد ضمن سياقات دينية مختلفة.
وركزت المناقشة على مفهوم القداسة وتطبيقه على البشر كمخلوقات الله، مع التأكيد عمرو على الافتراض الأصلي للقداسة. استكشف أ. أشرف قنديل تحويل الفروع إلى أصول وفكرة الحكم، وتفسير النصوص الدينية في السياقات السياسية. كما تطرق الحديث إلى الغرض من الدين كمرشد ومعالج، حيث سلط عمرو الضوء على ضرورة فهم النوايا الحقيقية للدين وأهمية استخدام الحكمة في تفسير النصوص الدينية.
وانتقلت المناقشة الى مفهوم الخلافة وتطورها التاريخي، لا سيما خلافة الرشيد. قدمت احدى المشاركات تحليلًا علميًا لتطور الخلافة، مشيرة إلى أنه في حين تم اختيار الخلفاء الأوائل بالإجماع، تحولت الخلافات اللاحقة إلى أنظمة وراثية. وأكد عمرو أن الخلافة يجب أن تقتصر على جوانبها المقدسة وليس السياسية، حيث أظهرت التجارب التاريخية أن خلط الدين مع الحكم يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج سلبية. واختتمت المحادثة بالاتفاق على أن الخلافة يجب فهمها كمسألة إدارية وتنظيمية أكثر منها مسألة دينية، مع تقديم تجربة الخلفاء الراشدين الأربعة دروسًا قيمة للحوكمة الحديثة.
وبعدها انتقلت المناقشة الى طبيعة القيادة والتشاور في التاريخ الإسلامي، لا سيما خلال عهد النبي محمد (ص) والخلفاء الأوائل. أكد عمرو على أهمية المرونة والاستجابة في القيادة، مقارناً إياها بالأنظمة الجافة أو المتحجرة. كما تطرقت المحادثة إلى مفهوم العلمانية وآثارها على المجتمعات الإسلامية، حيث ذُكر كيف ظلت الأعراف الدينية والاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من مختلف جوانب الحياة رغم التحديث.
وناقش عمرو تحديات تنفيذ التغييرات المجتمعية وأهمية النهج التدريجي من أسفل إلى أعلى بدلاً من فرضها من الأعلى إلى الأسفل. وشدد على أن القيم المجتمعية يجب أن تنعكس في الحكم، وأن التغييرات ينبغي أن تكون جزءا لا يتجزأ من وحدات مجتمعية صغيرة قبل توسيع نطاقها إلى مستويات أكبر. كما أكد عمرو على ضرورة الموازنة بين الأفكار النظرية والواقع العملي، محذراً من مخاطر فرض تغييرات جذرية يمكن أن تؤدي إلى الرفض المجتمعي أو المصيبة.
وشدد أ. عمرو على أن الدين هو مجموعة من التصورات ويجب أن يكون في المقام الأول بمثابة دور تعليمي وليس أساسًا للأحكام القانونية. وسلط مشارك الضوء على الاختلافات بين النصوص اليهودية والمسيحية والإسلامية وسياقاتها التاريخية. واتفق المشاركون على أن كسر الحاجز بين المقدس وغير المقدس يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، بغض النظر عن النوايا وراء مثل هذه الأعمال.
للاستماع الى تسجيل صوتي للندوة اضغط هنا
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد