استئناف العدوان والإبادة.. العربدة الإسرائيلية وأنظمة بلا ورقة توت!! … بقلم: شادي عمر الشربيني
بقلم: شادي الشربيني

استأنفت إسرائيل حربها الإبادية ضد قطاع غزة في شهر رمضان المبارك، حيث تصب القنابل الأمريكية بعشرات ومئات الأطنان فوق رؤوس العزل الصائمين القانتين في غزة العزة والبطولة. تستغل إسرائيل استنزاف جبهات المساندة التي كان قد فتحها حزب الله من لبنان والمقاومة في العراق وانغلاق خطوط الدعم والامداد بعد إسقاط دمشق في يد الإرهاب التكفيري القاعدي، وتحويل سوريا إلى مرتع لإسرائيل وتركيا والمتأسلمين.
الآن أصبح واضحا أن العدوان الأمريكي على اليمن لم يكن سوى تمهيد وتغطية لإسرائيل لكي تستأنف حربها الإبادية على غزة. إن شهر رمضان كان دائما هو شهر النضال والعبادة والكفاح في حياة المسلمين والعرب، ولكن منذ أن أصبح رمضان هو الشهر التي تفتح فيه كل بالوعات المجاري وأنظمة الصرف على الشعب المصري والعربي عموما بعشرات وربما مئات مسلسلات وبرامج العهر والسفالة والتفاهة، تحول الشهر الفضيل لمناسبة لضرب الشعب العربي وخاصة في فلسطين، حيث فقدت الأمة عصبها، وتحولت إلى أمة من نعاج يسرح بين ظهرها قطعان الذئاب بلا أي محاذير أو قيود.
العدوان الإسرائيلي قبل أن يكون موجه إلى غزة البطلة المستشهدة، فهو بلا ريب صفعة مدوية على وجه السلطات العربية وبالأخص السلطتين المصرية ومن بعدها القطرية اللذان يمثلان ضامن أول وأساسي في تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة. إسرائيل تتحرك بمنتهى الصلافة والوحشية لأنها تعرف وتتيقن أن سلطات العجز والخضوع التي تسكن في القاهرة ودمشق والدوحة والرياض ودبي، لم ولن تتحرك. إن السلطة المصرية بالذات عليها أكبر المسئولية في انطلاق يد العربدة الإسرائيلية، مصر لم ولن يكون دورها أبدا هو الوسيط في الصراع العربي الإسرائيلي، مصر دولة المواجهة الأولى ودورها هو قيادة العالم العربي وتوحيده في وجه الصهيونية والإمبريالية الأمريكية. العدوان يسقط الشرعية عن كل السلطات في العالم العربي، خاصة سلطة القاهرة، وباستثناء اليمن البطل المقاتل الجسور، فإن الأنظمة العربية سقط عنها حتى أوراق التوت التي تستر عورتها!
كما أن الحديث أيضا يمكن أن ينطلق من التدليل على أن انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل بلا سقف أو حدود، وأن إدارة ترامب التي تم الدعاية والترويج لها على أنها أوقفت الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت لستة عشر شهرًا هي الإدارة التي تسعى إلى التفوق على كل من سبقها – بل وما يلحقها – من إدارات في منح دعم كامل وتفويض مفتوح وإطلاق آلة الحرب الإسرائيلية لذبح وقتل العزل والأطفال والنساء في غزة. لكن هذا أيضا عبث ومداراة عن المسئول الحقيقي عن إطلاق الجنون الصهيو/أمريكي ضد أهل غزة وشعب فلسطين وفي سوريا ولبنان.
هذا المقال هو افتتاحية وبداية لسلسلة تسعى إلى تقديم قراءة واسعة ومعمقة للحرب والعدوان الصهيوني/الأمريكي من منظور الأهداف الإسرائيلية الأمريكية ومن منظور العدوان الأمريكي على اليمن ومن منظور المقاومة في فلسطين وجبهة المقاومة بشكل عام. لكن في هذه الافتتاحية كان يجب فضح المسئول الأول عن إطلاق الجنون والسعار ضد شعبنا وأهلنا، وهو لم يعد فقط الضعف والتداعي العربي العام، بل والسقوط والانبطاح كالعبيد والغلمان أمام من يروهم سادتهم في واشنطن وحتى تل أبيب! فليس هناك أي مقدار من الضعف يمكن أن يبرر هذا الهوان، وإنما نفسية العبيد التي تحكمت وسيطرت على السلطات في عالمنا العربي، وبالأخص عند من يدعون تصدر المشهد وقيادة هذه الأمة!!
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
4 comments