اضربها بالسواك فما لها سواك… بقلم: منى حسنين
بقلم: منى حسنين

استكمالا لما طرحناه في مقالاتنا السابقة عن النقاش الذي دار حول معنى كلمة واضربوهن التي نزلت كطريقة للتعامل مع النساء، أو بالأحرى مع “من تخافون نشوزهن”، فقط تضمنت جزئية لمنشور “ي. ع” عن رأي محمد شحرور الذي أوَّلَ معنى كلمة “واضربوهن” إلى اتخذوا موقفا حازمًا منهن، ومصطفى محمود الذي صنف شذوذ النساء وحدد نوع العقاب المناسب له وخصص الضرب للخاضعة المازوخية.
أما “محمد نجار” الذي شاركنا مقال قد نشره في جريدة الشارع المغربي الذي طرح فيه ثلاثة مشكلات واجهت آية الضرب، أولها مشكلة فقهية، ومشكلة أخلاقيه، والثالثة مشكلة منطقية.
أما المشكلة الفقهية فقد تضمنت تساؤل الفقهاء “إلى أي مدى تصل درجة العنف في ضرب النساء ” واتفق أغلبهم أنه يجب أن يكون ضرب غير مبرح، حيث لا يجب أن يتجاوز الضرب في عنفه مقدار الضرب بالسواك، دون امتلاك نص قرآني يؤيد ما وصلوا إليه.
وبالنسبة للمشكلة الأخلاقية التي طرحها كاتب المقال هي نفور النفس البشرية من العنف وعدم استساغته خصوصاً بين الازواج، والمعضلة التي واجهت الفقهاء هنا في تفسير تلك الآية أنه لن يرتضي أحدهم أن تُضرب ابنته من جانب زوجها.
وقد أوضح محمد نجار أن بعضًا من المفسرين الأوائل قد أنكر الضرب من أساسه، وبعضهم الآخر قد ربط بين الآية وبين الظروف الاجتماعية لوقت نزولها.
ثم طرح بعضًا من تأويلات المفسرين المعاصرين التي تنوعت فى طرح معاني لكلمة اضربوهن ما بين جامعوهن أو ابتعدوا عنهن. أما عن جامعوهن فهو تفسير غير منطقي لأنه يؤدي بنا إلى منطقة تشبه هنا الاغتصاب.
وهنا نصل إلى المشكلة المنطقية حيث أن الآيات المنظمة للعلاقات الزوجية في القرآن جميعها تتعارض ومفهوم الضرب بمعناه المتعارف عليه. وقد استشهد الكاتب بقصة الرجل ذو الزوجة ذات اللسان السليط، الذي أتى شاكياً إياها إلى النبي فطرح عليه النبي حلولًا ولم يكن الضرب من ضمنها. وأخرى لطمها زوجها فأتى أبوها شاكياً إلى النبي فأمرها الأخير أن تلطم زوجها كما لطمها.
وأدى هذا التناقض للجوء بعض المفسرون إلى حل “الناسخ والمنسوخ ” حيث أن آية الضرب قد نسخت حكم قصاص المرأة من زوجها.
وهنا تساءل الكاتب أنه ربما كانت الكلمة الاصلية هي” و اقربوهن” حيث التبس الأمر عند تدوين المصحف بسبب عدم وجود التنقيط في هذا الوقت. وبالنسبة للكاتب إنها الكلمة الأنسب حيث أنها التصرف الأمثل لرأب الصدع وقت الخلاف.
واختتم المقال بقوله أن ضرب الزوجات منتشر بين جميع الشعوب لذلك سنت قوانين لحماية المرأة.
وقد ذهب “ع .ا ” في تأويله لآية واضربوهم أنه وجد فيها ما معناه أنه هناك جمع من الرجال متحكم في مجموعة من النساء وعليهم بتقويم الفئة الشاذة منهن بثلاثة إجراءات مجتمعة في آن واحد:
أولا: الموعظة
ثانيا: الهجرة في أماكن الراحة “المضاجع”، والتي قد قد تتضمن المقاهي و الكافيهات وعدم التكفل بالصرف عليهن في هذه الأماكن.
وثالثا: تفريق هذه الفئة شاذة عن بعضها وتعطيل طرق تواصلها لتفكيك قوتها.
أما ” أ. ا ” فقد أنكرت أن تكون المرأة مكرمة تحت وجود مبدأ الضرب في الإسلام بمعناه المتعارف عليه، وقد ذهبت لمعاني متفرقة من الضرب، كالضرب في الأرض أي السعي فيها.. وهنا قد يكون الضرب من وجهة نظرها هو الامتناع عن الكلام، وقد دلت على صحة تأويلها أنه لا إكراه في الدين فكيف يتأتى لهذا الدين باكراه المرأة على إتيان ما تكره.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد