الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع

بقلم : منى حسنين

436961210_1109421293629929_2138419842192079444_n الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع

و فى آخر أجزاء محاضرة دكتور محمد عيسى التى تناول فيها موضوع الحرية الفكرية فى أعمال عبد الجواد ياسين قد تم فيها فتح باب النقاش للحضور حيث بدأه دكتور وائل العظمة عندما قام بالتعليق عن ذكر دكتور عيسى تقاعس عبدالله بن عباس وجابر ابن عبدالله وعبد الله ابن عمرو في الدفاع عن حرية التفكير وفي انتقاد الدولة الأموية والخروج عليها ليقوم دكتور وائل بشرح وجهة نظره حيث  أن الناس كانوا على دين ملوكهم وأن المذهب الحنفي ما زال سائدا في 

d8b5d988d8b1d8a9-d988d8a7d8a6d984-d8a7d984d8b9d8b8d985d8a9-680891188-e1729076360565 الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع
د. وائل العظمة

مصر وسوريا بسبب الدولة العثمانية ومازال للشيعة الإمامية وجود بفضل الشاه عباس ، وفي زمان الرسول كان يقال أن أسلم شيخ القبيلة أسلمت القبيلة وحاول دكتور وائل تحليل أسباب تقاعس ما تم ذكرهم ووضح أسبابه في نقاط ثلاث وهم:

  • ‏إيمانهم بالجبرية وذلك ناتج عن ظروف بيئتهم في الجزيرة العربية
  • ‏أو ‏البراغماتية بعد حرب أهلية طويلة
  • ‏أو تقاعساً بسبب المصالح

‏لذلك يجب وضع أمرهم في سياقها التاريخي وقد سأل دكتور وائل دكتور عيسى عن تحليلية لهذا الأمر فوافق دكتور عيسى عن الأسباب التي طرحها دكتور وائل لكن أي كانت الأسباب فل التاريخ سيحاسبهم لأنهم أكثر قرباً للدين من الناحية الشكلية بشكل أكبر من الناحية المعرفية بسبب الشكل القبلي لأن تصرفهم لم يكن مجرد تصرف أكثر ما هو انعكاس لشكل الظروف المحيطة بهم

‏وقد أعرب جمال عمر عن إشكاليته في التعامل مع التراث حيث, يرى أنه يتم معايرة القدماء بمعاييرنا الحالية ,وهذا لا يقيم الأمر على أسس صحيحة فعلى سبيل المثال لا يمكننا أن نطالب المعتزلي الذي كان يعيش في القرن الأول أو الثاني الهجري أن يفكر في الحرية بمعناها المتعارف عليه الآن، وقد أعطى مثالا حيث ذكر أن بند “دين الدولة الإسلام” موجود في دستور ٢٣ وجدال طه حسين على ديباجة هذا البند مع فضيلة المفتي (الذي هو ذو مذهب حنفي) فبدلا من القول بأن “غالبية سكان مصر من المسلمين” أصبح “دين الدولة هو الإسلام” ، أي أن البنية القائمة على التلفيق ما بين المتناقضات موجودة منذ دستور ٢٣، وعقب الدكتور عيسى أن قراءة عبد الجواد ياسين لدستور 23 مرتبطة بطبيعة سكان مصر في ذلك الوقت  تأثير القوة الاستعمارية حينها حيث يقول دكتور عبد الجواد أن إدخال الإسلام في الدستور كان بهدف محاربة الشيوعية وليس بهدف تحديد هوية الدولة، حتى أصبحت الشيوعية تهمة يحاسب عليه الشيوعي بعقوبة المرتد

d8acd985d8a7d984-d981d8b1d8afd98a-d985d8a8d8aad8b3d985 الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع
جمال عمر

‏وفي مداخلة الدكتور قاسم المحبيشي حيث أشار فيها كدارس للفلسفة الوجودية ملاحظة أن مفهوم الحرية بالنسبة للمدونة التاريخية الإسلامية  مشروط بعناصر كثيرة منها وعي الذات الفردية ، فلا يوجد حرية للذات الفردية في الثقافة العربية الإسلامية ولكن هناك مركزية أساسية كمركزية الله ( السيد المطلق) كما قال هيجل فص و عرَّف الحرية على أنها حرية الاختيار وأشار دكتور قاسم إلى أن علماء الطبيعيات والفلاسفة  في الحضارة الإسلامية لم يمتلكوا شيئا من تلك الحرية ، بل كانوا محكومين بشروط ،فلا حرية اعتقاد ولا حرية مرأة، ولا حرية تفكير، وقد أبدى دكتور قاسم اندهاشه عندما ذكر المستشار عبد الجواد ياسين في إحدى لقاءاته عن حد الردة ، أن سيدنا علي الخليفة الرحيم قد أحرق مجموعة من الزنادقة بسبب شكه في ايمانهم ، وهو ما رآه  دكتور قاسم بالحد المرعب ، لذلك يجب البحث عن مقومات الحرية الحقيقية ، وعقب دكتور عيسى أنه لا ينبغي أن نحكم على الماضي بقيم اليوم، ولكن يجب ارجائه إلى واقعه التاريخي ، بالإضافة إلى أنه يجب علينا أن ندقق في مصداقية المصادر الإسلامية وخصوصا في التاريخ المبكر الإسلام

d8af.-d982d8a7d8b3d985-d8a7d984d985d8add8a8d8b4d98a الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع
د. قاسم المحبشي

‏وعقب دكتور اكمل صفوت بأهمية سؤال الحرية ودراسة الحركات الإسلامية التي تضمنت في مكمنها ما يسمم هذا المبدأ في إشارة لموقف المعتزلة من واقع مقولاتهم ومواقفهم ومحنهم، و أعرب دكتور اكمل أن موقف المعتزلة ما زال بالنسبة له ملغز حتى من ناحية فلسفتهم الشخصية ، ويتساءل دكتور اكمل هل خانوا تلك الفلسفة؟ أم انطوت فلسفتهم على ما أفسد أفكارهم فسمحت لهم بانتهاج نهج مخالف لما دعوا إليه من مبدأ حرية الاعتقاد والاختلاف؟ ، وعقّب بعدها دكتور عيسى بأن هذا كان رأى عبد الجواد ياسين عن المعتزلة حيث فرق بين الاعتزال  كمبدأ والمعتزلة كأشخاص فاصلة إذ لم يكونوا على قدر من المسؤولية لتوجيه النصح إلى السلطة، أو ربما أنهم قد استندوا لقوة السلطة في قمع الآخرين المخالفين  لفكرهم، حيث أن مجتمعاتنا العربية تفتقر لمبدأ الدفاع عن حرية الرأي الآخر إذا كان مخالف لآرائنا الشخصية ، وهذا ما جعل للمعتزلة رصيدا من الكراهية من طرف السنة وهذا ما نجد آثاره مستمرة حتى الآن

366828457_10168468365345624_8082665483284023628_n الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع
د. أكمل صفوت

‏وفي مداخلة أستاذ اشرف قنديل حيث أشار إلى أن الزمن والإنسانية والحداثة قد تجاوزوا عن أفكار المعتزلة التي كانت في وقتهم متقدمة عن باقي الأفكار فصل ولكن ما أطاح بهم  في عهد المتوكل  هو فتنة “خلق القرآن ” لنلاحظ أنهم لم يستخدموا السلطة السياسية لفرض أفكارهم ولكنهم تم استغلالهم من قبل تلك السلطة، وأضاف  أستاذ أشرف تعقيبا آخر حيث أشار إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى حكم الردة في الإسلام من نص أو حديث ولكنه يمكن تصنيفه تحت بند عقوبات الخيانة العظمى، وعقب دكتور عيسى على أنه يجب التدبر فيما جناه العباسيون من فوائد لتأييدهم الفكر الاعتزالي و وضح أن حد الردة يطبق على الخارجين عن الإسلام و إنضمامهم لصفوف المحاربين ضد المسلمين ، وهذا ما وصل إليه المعتدلون لتبرير القتل بحد الحرابة وهو ما فُهم من كلام عبد الجواد ياسين

havt الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع

‏أما دكتور وليد الخشاب فقد سأل عن رأي دكتور عيسى في مسألة دور المعتزلة من موضوع الحرية، هل يمكن استخدامها في تأسيس إطار للحرية في مجتمعنا الحديث؟ أم أنها ترتبط بسياق معين في العصور القديمة؟ وقد أشار دكتور عيسى إلى أن الحديث عن المعتزلة دائما ما يأخذنا إلى الإلهيات  وعلم الكلام وعن فلسفة الإسلام، وأن المعتزلة لم يتطرقوا لمفهوم الحرية كحرية إنسانية بصفة عامة شمولية، ونفى عبد الجواد تأثر المعتزلة بالفلسفة اليونانية حيث أنها قد تمت ترجمتها بعد ظهور الفكر الاعتزالي وأن هذا الفكر محدود جدا بنطاق الإلهيات، والسؤال الأصح هنا هل هناك تعارض بين المبادئ القرآنية التي تنص على حرية الإنسان وبين  سياسة الثواب والعقاب؟ فكيف يمكن تحقيق فكرة العدل من خلال فكرة الثواب والعقاب والتعارض بينهما حيث يتم محاسبة البشر على ما أراده الإله؟

screenshot-2024-05-22-at-00.52.09-2 الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع
د. وليد الخشاب

‏وهنا ينبغي تجريد كلمة الاعتزال من الاتصال بفئة محددة من البشر ولكن يمكننا تسمية التفكير العقلاني جوازاً بالاعتزالي ، فيرى  دكتور عيسى أن المعتزلة محجمين في دائرة الفلسفة الإسلامية، أما دور السياسة والسياسيين في قمع هذه الحرية فيجب مناقشته بعيدا عن الدين وعن الفكر الاعتزالي 

‏أما أستاذ محمد التداوي فقد طرح تساؤل أو قضية قال عنها أنه يتم تجاهلها ربما تعمداً  وهي موضوع تاريخ الأحداث نفسها حيث أن حديثنا مبني على روايات تاريخية نتج عنها قصة محددة نتجادل عليها حتى الآن ، وهذه الأحداث لا نستطيع الجزم بحدوثها لعدم وجود دلائل تاريخية تؤكد وجودها، فأين ذلك الطرح من فكر الدكتور عبد الجواد ياسين؟

‏وقد أجابة دكتور عيسى أن مسألة المصادر التاريخية قد أثارها المستشرقين وللأسف لم يطرحها المؤرخين العرب الذين تنقصهم شمولية النظرة 

‏وفي ختام اللقاء طرح دكتور عماد عبد المسيح تساؤل عن منهجية التفكير، ولماذا علينا دائما العودة للتاريخ لمحاولة إثبات ما نتحدث عنه؟ حيث أن المفاهيم التي نقتلها بحثاً كالحرية مثلا أو الدستور لم تكن متواجدة بنفس معناها الذي ندركه اليوم إلا في الفترة ما بعد القرن السابع عشر، فلم يجد ضرورة للعودة للماضي لأنه ستواجهنا أسئلة شائكة في صحة تاريخية ما نريد الاعتماد عليه، وقد أشار إلى عدم تأثر المعتزلة بالفلسفة اليونانية ولكنهم عند نشأتهم كان هناك مقاربة بينهم وبين اللاهوت المسيحي حيث وضح بمثال ” هل الكلمة أزلية في المسيحية” وهل “القرآن هو أيضا أزلي أم حادث في الزمن” وهذا السؤال كان بداية نشأة الحركة الاعتزالية

d8b5d988d8b1d8a9-d8b1d8bad8af-d8b5d981d988d8aa الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين .. د. محمد عيسى .. الجزء الرابع

ختاماً فقد كانت محاضرة ثرية ، أدارتها دكتورة رغد صفوت باقتدار، وبطرح دكتور محمد عيسى الذى شمل جميع جوانب الحرية الدينية فى فكر عبد الجواد ياسين، و قد أثرى االمحاضرة الحوار الذي تلاها بما فتحه من جوانب جديدة للنقاش.

​​​​​

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات