السقوط إلى الجنة.. قصيدة … بقلم: أنطونيوس نبيل
أنطونيوس نبيل
طبيب وشاعر وملحن.

السقوط إلى الجنة
1.
قَدْ رَآنِي الْجُنْدُ فِي الحُلْمِ
أُقَاوِمُ مِحْنَتِي
فِي ظَلاَمِ البَطْشِ وَالظُّلْمِ
جَعَلْتُكِ جَنَّتِي
قَدْ خَبَأْتُكِ فِي حَشَا قَلْبِي
فَكَانَتْ تُهْمَتِي
أَوْدَعُونِي السِّجْنَ كَالكَلْبِ
حَبِيسَ الْعَتْمَةِ
وَكَأَنَّ النَّصْرَ وَالزَّهْوَ
هَزَائِمُ فَادِحَة
هَلَّلوا فِي جَنَّةِ المَأوَى
فَصَارَتْ أَضْرِحَة
بَشَّرُوا بِالْمَنِّ وَالسَّلْوَى
ضِبَاعًا جَائِعَة
رَاعَهُمْ مِنْ قَلْبِي أَنْ يَهْوَى
فَإذْ بِالْقَارِعَة
2.
سَلَّمُوا قُرَّةَ عَيْنِي للثَّرَى
صَارَتِ الْأَنْفَاسُ شَوْكًا فِي فَمِي
بَلْ شَظَايَا مِنْ زَفِيْرِ الْهَاوِيَة
وَدُعَائِي عِطْرُها أَنْ أَرْشِفَهْ
قَالُوا غَيْرَ المَوتِ عَيْشًا لَنْ تَرَى
وَاسْمُهَا نُورٌ يُكَافِحُ فِي دَمِي
أَقْسَمَتْ أَشْلَاءُ حُلْمِي الدَّامِيَة
أَنَّهَا ضَنًّا بِهِ لَنْ تَنْزِفَهْ
فَهْوَ وَرْدٌ كُنْتُ أَخْشَى
مُشْفِقًا أَنْ أَقْطِفَهْ
حَيْنَ كَانَ الْبُغْضُ يَغْشَى
كُلَّ عَيْنٍ وَشَفَة
3.
أَشْرِقِي فَجُرُوحُ رُوحِي الغَائِرَة
أَوْرَثَتْ لَحْمِي عُيُونًا سَاهِرَة
أرَّقَتْنِي بالنُّجُومِ الزَّائِفَة
وَهْيَ أَنْيَابٌ عَلَيَّ عَاكِفَة
كَشَّرَتْ كَيْدًا فِي وَجْهِي نَاهِرَة
ضَلَّلَتْنِي فِي الدُّرُوبِ الشَّائِكَة
سَمَّمَتْ بالْقَيْدِ رُوحِي الثَّائِرَة
وَرَمَتْ بِي للأَفَاعِي المُهْلِكَة
4.
قالوا أنَّ شذاكِ عنِّي قد تَوَارَى
خَلْفَ يَحْمُومِ الليالي المُرْجِفَة
فاسْتَعَاذَ القَلبُ بِاسْمِكِ وَاسْتَجَارَ
مِنْ سِيَاطٍ فِي أَكُفِّ العَاصِفَة
فِي دَمِي عَيْنَاكِ فَجْرٌ يَتَجَلَّى
وَسْطَ أَنْوَاءِ الليالي الكَالِحَة
وأنا فِي القَيْدِ بِاسْمِكِ أَتَغَنَّى
أقوى مِنْ كُلِّ سُعَارِ الأَسْلِحَة
5.
إذ بِرُوحِي قد أَقَمْتِي
صَارَ طيرًا فِيكِ صَوْتِي
يَشْدُو نُورًا للعيونِ البائسة
فِيكِ لَنْ أَرْضَى بِصَمْتِي
صَادِحًا لَا أَخْشَى مَوْتِي
بَاسِمًا وَسْطَ الليالي العابسة
6.
لَنْ أُبَالِي بِرَصَاصَاتِ الطُّغَاةِ
لَنْ أُبَالِي بِالْجُيُوشِ النَّابِحَة
لَنْ أُبَالِي بِنَعِيْقِ الدَّبَابَاتِ
سَأُغَنِّي فَوقَ أَرْضِي النَّائِحَة
مُعْلِنًا عَطَشِي إِلَيكِ يا حَيَاتِي
حَاضِنًا كُلَّ القلوبِ الكادحة
سَأُحَلِّقُ نَحْوَ فَجْرٍ فِيكِ آتِ
لَيْسَ لِي مِنْ دُونِ حُبِّك أَجْنِحَة
لقراءة قصيدة “ملخص هذيان العالم” بقلم: أنطونيوس نبيل اضغط الرابط التالي:
ملخص هذيان العالم… قصيدة … بقلم: أنطونيوس نبيل.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل:
salontafker@gmail.com
اشترك في صفحة تفكير الثقافية لتصلك مقالات تفكير اضغط هنا
تابعنا عبر صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي:
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد