الصوفية و مفهومها عن الجنة والنار…بقلم هالة عصمت 

بقلم: هالة عصمت

screenshot-2024-05-25-at-06.57.54 الصوفية و مفهومها عن الجنة والنار...بقلم هالة عصمت 

تعتبر الصوفية مذهبا اسلاميا من وجهة نظر أهل السنة إلا انها ليست كذلك من وجهة نظر أصحابها إذ يعتبرونها أحد مراتب الدين الثلاثة (الاسلام, الايمان، الاحسان) فبينما اهتم الفقه بتعاليم الشريعة واهتم علم العقيدة بالإيمان فإن الصوفية قامت بالتركيز على مرتبة الإحسان ومقام التربية والسلوك وتطهير القلب والنفس والذي هو الركن الثالث في الدين بعد الاسلام والايمان.

لم يعرف على وجه التحديد متى بدأت الصوفية ويقال انها ظهرت في النصف الثاني من القرن الثاني هجرية كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات فيما بعد وظهرت كعلم في القرن الثالث وتطورت حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية.تميزت الصوفية بالكثير من التعريفات والتفاسير لثوابت الدين التي تختلف بشكل كبير عن مثيلتها عند أهل السنة و اعتادوا استخراج معاني غير مألوفة من ألفاظ القرآن اعتمادا على فكرة الاشارات والرموز والاسرار و المقامات, ففي المذهب الصوفي فإن العالم بما فيه و القرآن بمعانيه ليسا ادلة على الله فقط و انما هما معبر يتجلى الله من خلاله فبينما يبحث السلفي عن ادلة على الذات الالهية في الخطاب القرآني فإن الصوفي يبحث عن الله ذاته, كذلك يرى الصوفي أن معاني اللفظ القرآني ليست في الكلمات والنصوص فقط بل أيضا داخل ذات الصوفي العارف. و من اشهر تلك المعاني والتفاسير الغير مألوفة نظرة الصوفييىن للجنة و النار .

AD_4nXe2HBFt-oGL56WUl1TOUNdUUm93JVR1B0PFxkiEgItHfzU9VSzLwlWrcUtvb2KurJJb-dmc8OcJHBCCskk_tmQsyISkl2XdMcK06M_Q8iDTAHNpoiXTwGEmcpiy6vYI45PHt934TlZCwAZW68X42m3Qitc?key=DB909KNyEPBYyFxBqpdXHA الصوفية و مفهومها عن الجنة والنار...بقلم هالة عصمت 

الجنة:

كلمة الجنة في اللغة مشتقة من مادة (جنن) وتعني التخفي والتستر كقولهم (جنه الليل أي ستره) وكلمة (الجنين) حيث انه مختفي بداخل بطن أمه و (الجن) وهي مخلوقات غير مرئية و (الجنة) و هي الحديقة الغناء ذات الشجر والنخيل حيث تستتر أرضها لتكاثف أشجارها وغصونها, كما قيل أن جنة الخلد سميت كذلك بسبب ستر الله لحقيقتها و انعمها.

وفي حين يرى المفسرون أن كلمة الجنة في القرآن أتت بمعنى جنة ارضية وقد تكون للتمتع أو للاشتغال والتعيش واكتساب الرزق كما جاء في سورة الكهف “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا , كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا” (الكهف: 32-33) أو جنة الآخرة وهي للنعيم الأبدي لا غير كما جاء في الآيات “إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا 60 جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا” (مريم : 60 -61) فان مفسري الصوفية قاموا باضافة معاني جديدة تتماشى مع روح الصوفية وتعبر عن افكارها, كمثال يفسر جعفر

الصادق  (توفي 148 هجرية) كلمة الجنات في: ” وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا” ( نوح: 12) بقوله يزين ظاهركم بزينة الخدمة وباطنكم بأنوار الإيمان كما ذكر في كتاب حقائق التفسير للسلمي و ذلك لان رؤيته للسعادة والتنعم ليست في الحدائق الغناء والثمار اليانعة وإنما في أن يكون العبد في معية الله ظاهرا وباطنا وتلك هي جنة الصوفي التي يطمح للفوز بها و هو تفسير يتفق مع ما شرحه القشيري ( توفي 465 هجرية) في كتاب لطائف الإشارات عندما قام بتقسيم الجنة الى مستويين معجلة ومؤجلة فالمعجلة احوال وقربى والمؤجلة ثواب وتوبة فعندما فسر الصادق جنة نوح كان يعني بشكل مستتر الجنة المعجلة وهي القرب من الله بطاعته والسير في سبيل الوصول إليه وهو ما يسمى عند الصوفية جنة الوقت أي هنا في تلك الدنيا. 

AD_4nXcN5vbD_ylh_AJVXHfDi4z0SZ9I9DfgKui_dLRfQfq_TYRH3iBQQyDrqLbIKqWk02U3QWkTCx3pC7zMB4RWb4yJjP7ejgmbX7XJ7Fed88Zs0_oW0lY--labuqJUh7rlS3CaDht3V7fFR_oxnVeirue35hI?key=DB909KNyEPBYyFxBqpdXHA الصوفية و مفهومها عن الجنة والنار...بقلم هالة عصمت 

أما سهل التستري ( توفي 283 هجرية ) فقد كان واضحا في كتابه تفسير القرآن العظيم حيث يطلق على ما يكون عليه المتدين المتقي من قرب من الله وطاعة له الجنة الدنيوية ويبدو ذلك جليا عندما فسر آية: “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ” (الذاريات :15) بقوله المتقي في الدنيا في جنات الرضا يتقلب  , ولم يقف التستري عند تقسيم الجنة الى دنيوية واخروية وانما قام بتقسيم الاخروية الى جنتين عند تفسيره لقول الله ” وَادْخُلِي جَنَّتِي” (الفجر: 30) جنة حسية ممتلئة باللذائذ الحسية كالأكل والنكاح وهي غاية عوام المسلمين وجنة معية الله ودوام النظر إليه وهي غاية الصوفي العارف, و قد اكد ذلك التقسيم الامام الغزالي في حديثه عن سورة الفاتحة عندما أكد أن متعة العارف في رياض المعرفة لا تقل عن متعة من يدخل الجنة و يشبع شهوات بطنه وفرجه بل انهما لا يستويان فالعارف سعادته أشد في مشاركة الملائكة الفردوس الأعلى 

وهو ما أشار إليه القشيري في كتابه لطائف الإشارات في تفسير ” ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ 70 يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (الزخرف:  70- 71) بقوله العباد لهم فيها ما تشتهي أنفسهم لأنهم قاسوا في الدنيا بحكم مجاهدة الجوع والعطش والرغبة فيجازون في الجنة بوجوه الثواب اما اهل المعرفة والمحبون فلهم ما يلذ اعينهم من النظر الى الله لطول ما قاسوا من فرط الاشتياق بقلوبهم وما عالجوه من الاحتراق لشدة غليلهم.

النار:

كلمة النار تأتي من مادة (النور) وتدل كلاهما على الاضاءة ولم تميز كتب التفاسير بين نار الدنيا ونار الآخرة باستثناء ان الاولى يمكن تصورها ويتعذر ذلك بالنسبة للاخيرة حيث ان دلالتها في القرآن فضفاضة لا يستطيع العقل تحديدها.

و عند المفسرين لا يخرج معنى كلمة النار عن ثلاثة وجوه , الأول وهو النور والإضاءة ومن ذلك قوله تعالى ” إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى” (طه: 10) و ” فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ” (القصص: 29) والثاني وهو إعلان الحرب والعداوة كقوله” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” ( المائدة: 64) و الثالث و هو النار التي تحرق كقوله ” فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ” ( البقرة: 24 )

و قوله ” الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ” (ال عمران: 191 ) و قوله ” نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ”  (الهمزة :6) اما عند الصوفية فقد أضافوا معاني اخرى مثلما فعلوا بكلمة الجنة كما اشرنا سابقا. فعندما قام الصادق بتفسير ” نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ,الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ” ( الهمزة:  6 – 7) أضاف معنى جديد بقوله ” النيرات شتى مختلفة فمنها نار المحبة والمعرفة تتقد في افئدة الموحدين و نيران جهنم تتقد في افئدة الكافرين و نيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن  احترقت كل جهة لغير الله  وكل ذكر سوى ذكره وهو هنا قد أراد التركيز على مكانة واهمية المحبة والمعرفة عن الصوفية , وإن كانت المحبة ليست مستحدثة لديهم وإنما هي مفهوم ثابت في القرآن ومن ذلك قول الله” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ: (المائدة: 54) و قوله ” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (ال عمران: 31).

إلا أن المعرفة لديهم معرفة خاصة كونها متعلقة بالله ولها اقسام, فيقسمها ابن عطاء الأدمي (توفي 309 هجرية) إلى معرفة حق وهي ما ظهر الله لعباده من الاسامي و الصفات و معرفة حقيقة وهي لا سبيل لها لقوله ” يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا” (طه: 110)بينما 

يقول عنها الشبلي (توفي 334 هجرية)  بحسب ما هو مذكور في كتاب اللمع للطوسي أن من علامات المعرفة المحبة لأن من عرفه احبه. و بينما يرى التستري أن المعرفة غايتها الدهش والحيرة و يوافقه الشبلي  بحسب ما ذكر في كتاب الرسالة للقشيري في وصف العارف بقوله : أعرف الناس بالله تعالى أشدهم تحيرا فيه  يأتي رأي أبو على الدقاق (توفي 405 هجرية) في نفس الكتاب مختلفا حيث يقول : المعرفة توجب السكينة في القلب كما أن العلم يوجب السكون, فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته.

وإذا ما انتقلنا إلى كتاب تفسير القرآن العظيم للتستري وتفسيره للآية نفسها “نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ,الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ” نجده يذكر أنواعا أخرى من النيران قد نستطيع أن نعتبرها امتدادا أو تفصيلا لتعبير الصادق ( نيران جهنم تتقد في قلوب الكافرين) فيقول: اي لا تخمد بأكل الجلد واللحم حتى يخلص حرها الى القلوب , والنيران أربعة: نار الشهوة و وظيفتها حرق الطاعات  ونار الشقاوة ووظيفتها حرق التوحيد و نار القطيعة  وهي تحرق القلوب, و نار المحبة  وهي تحرق النيران كلها. 

أما القشيري فيفسر قوله تعالى ” جهنم يصلونها و بئس القرار” (ابراهيم: 29) بانها الجحيم المعجل وعذابها الفرقة لا الحرقة واستخدامه لكلمة المعجل تعني وجود عذاب مؤجل وهو نار الآخرة.

ومما سبق نستطيع أن نرى ان الصوفية  تنقسم إزاء مدلول النار الى فريقين, فريق يغلب عليه النار الدنيوية المتمثلة في الانفصال والابتعاد عن الله حيث أن الخوف من النار والطمع في الجنة لم يعد هو الهدف في معاملة المحبوب وإنما الشوق إليه ومخافة القطيعة هي ما يخشونه وهذا هو رأي جعفر الصادق و من قال بمثل قوله وفريق آخر يحاول إيجاد توازنا بين نار الدنيا ونار الآخرة وأن كليهما يستحق العمل على تجنب الوصول إليه ويمثل هذا الفريق التستري و القشيري ومن شابههم القول.

هالة عصمت تعرض ورقتها

في النهاية أرى أن الصوفية لم تستطع الاتفاق بين علمائها ومفسريها على معاني واضحة لتفسير الجنة والنار وهو ما يتماشى مع كونهم يؤمنون بفردية التجربة وارتباط التفسير لديهم بالمعاني الخفية المرتبطة بالاسرار و الاشارات والرموز وما يفيض به الله على عبده كلما ازداد محبة واقترابا, و لكنها ايضا لم تستطيع الابتعاد بالكلية عن التفاسير التقليدية للجنة و النار وإنما حاولت  في بعض الاحيان ان تجمع بين المدلولات اللغوية التقليدية وبين لغة الرمز والإشارة في شكل تقسيمات وتصنيفات و درجات فهل كان هذا بدافع اتقاء غضب علماء أهل الظاهر أم كان نوعا من الذكاء والمناورة لضمان استمرار الدعوة و اكتساب المزيد من الأنصار أم انه احتياج غريزي بداخل الإنسان لفكرة الثواب والعقاب الحسي إلى جانب الثواب و العقاب الوجداني؟ 

:مراجع

السلمي , حقائق التفسير-

القشيري,  لطائف الإشارات

التستري , تفسير القرآن العظيم

القشيري , الرسالة

الجنة و النار في التفسير الصوفي , د حسين علي عكاش

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات