الغضب الأسود …أنسام النجار
كتبت أنسام النجار
مجلة تفكير تعرض بعض شهادات سيدات مع تجربة لبس الحجاب وكيف كانت عملية لبس الحجاب عند قطاعات مختلفة من المجتمع وهذه شهادة أنسام النجار.
بقلم: أنسام النجار

بما ان النهارده بتتكلموا عن الحجاب فحبيت أحكي حكايتي.
والدي كان تعليم أزهري في الأساس وورثت عنه وقتها مكتبة دينية فيها تفاسير وكتب مهمة.
لما بابا اتقدم لماما طبعا مكنتش محجبة وهو اللي خلاها اتحجبت، البيت نفسه كان بيت عيلة ولأننا قرايب في بعض، ولاد عمه اتجوزوا خالاتي واتحجبوا.
نيجي ليا بقى
بعد موت بابا دخلت المدرسة، أول سنة ليا، بعد موته بشهور بسيطة.
ذكريات الوقت ده كلها فراغ حواليا.
كنت بصلي وقتها زي ماكنت بشوفه بالضبط في مكتبه أحيانا، أي مكان لكن بعيد عن عين اللي حواليا، مكنتش بحب حد يشوفني بصلي.
وفي تانية ابتدائي قررت كست صغيره ألبس الحجاب مع نفسي، أخدت ايشارب من ماما ولبسته وانا رايحه المدرسة.
وقتها مدرستي كانت مبسوطة مني، أنا اتفاجئت برد فعلها، ماما لا طلبت ولا حد طلب مني ده.
الحقيقة كلهم اتفاجأوا بس محدش علق.
أنا اللي عاوزاه بعمله وبس.
وده وقتها شفته حاجه لها علاقه برضا ربنا وحبه، أو جايز حب بابا مش عارفة.
لكن بعدها بكم سنة حسيت اني اتخنقت منه، خلعته عادي بمنتهى البساطة.
محدش علق.
بدأ في الإعدادي كلام عن الحجاب كنت بحس اني متحاصرة بالفكرة.
كنت بشوفه بيسرق حريتنا، بيحولنا لبنات قبيحات، منقدرش نلبس براحتنا، شبه أمهاتنا اللي شكلهم هم كمان اتغير بسبب الملابس الواسعة وإخفاء الشعر، إهمال الشعر تماما.
بدأ الحصار يزيد في الثانوي، خاصة اني لونت شعرى لون عجيب وقتها واحنا أصلا بيتنا متشدد طبعا.
يعنى زاد على البيت، بيت العيلة، ضغوط خارجيه كمان، وبدأ صدام كبير بيني وبين خالي، غيرة وغضب وتحطيم أشياء وغلق شبابيك البيت، خناقه كبيرة ممكن تقوم لو نسيت بلكونة نص مفتوحة.
جيرانا الصراحة كانوا قايمين بالواجب، حدف مشابك غسيل وجوابات وأنا اللي بتروق طبعا بسببهم.
في يوم قررت أغطي شعري؛
كانوا مبسوطين جدا ان أخيرا الصداع ده هيخلص.
ارتديته أسود، لم أرتدي في الجامعة سوى الأسود، أصدقائي يتذكرون هذا جيدا، كان علامة غضب عبرت عنها بلون الحجاب.
يمكن بعدها بسنوات غيرت اللون وتشددت وتخففت في مظهري حتى قررت خلعه تماما من أربع سنوات في تحدي لكل الأمور التي فرضت علي ورأيت فيها انتقاص من حريتي، رأيت فيها أني أتحمل ذنب كوني امرأة.
هل تعلم كيف هي المرأة في بلادنا؟
حريتها وحقوقها وتفضيلاتها يحددها المجتمع لاعتبارات لا تخصها هي.
عليها أن تدافع دوما عن اختياراتها، عليها أن تنفي تهمة الغواية.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد