القوة، الصدق، وما لا يُقال.. سرير بروكرست: حِكَمٌ فلسفيّةٌ وعمليَّة .. ترجمة: أنطونيوس نبيل
سرير بروكرست: حِكَمٌ فلسفيّةٌ وعمليَّة
تأليف: نسيم نقولا طالب
إهداء المؤلف: إلى ألكسندر ن. طالب
مجلة تفكير تقدم ترجمة أنطونيوس نبيل للكتاب على حلقات أسبوعية.
أنطونيوس نبيل
شاعر وملحن.

الحلقة السادسة: القوة، والصدق، وما لا يُقال
الحكيم والضعيف والعظيم
– ينزعُ الرجالُ متوسطو الإمكاناتِ إلى أن يغضبوا مِن صَغَائِرِ الإهاناتِ، ولكنهم خانعون خاضعون صامتون أمامَ الإهاناتِ بالغة الجسامة.
– التعريف الوحيد للذكر المهيمن: إن استفرغت جهدك في أن تصبح ذكرًا مهيمنًا، فَأَبْشِرْ بِطُولِ الخيبةِ.
– أولئك الذين لا يملكون شيئًا يُثْبتونه لا يعترفون أبدًا بأنهم يفتقرون إلى ما يثبتونه.
– يُظْهِرُ الضعيفُ قوتَهُ ويُخْفِي ضعفَه، أمَّا العظيمُ فيُبْرِزُ ضعفَهُ كأنَّه زينةٌ لَهُ.
– يا لروعة أن تصيرَ حكيمًا دون أن تكونَ مُضْجِرًا؛ يا لتعاسة أن تكونَ مُضْجِرًا دون أن تكونَ حكيمًا.
– إن المناقبَ التي أحترمُها هي سعةُ المعرفة، وشجاعة الوقوف صامدًا حين يَتَهَيَّبُ أنصافُ الرجال الأمرَ خشيةً على سمعتهم. أيُّ أَبْلَهَ في وسعه أن يكون ذكيًّا.
– الرجالُ متوسطو الإمكاناتِ يندمون على كلامهم أكثر من صمتهم، والرجالُ الأرقى يندمون على صمتهم أكثر من كلامهم، أمَّا العظماء فلا يندمون أبدًا.
– الرجالُ العاديون تُباعدُ أعدادٌ محددةٌ متفاوتةٌ من الوجبات بينهم وبين الكذب، والسرقة، والقتل، بل والعمل منجمين لدى الاحتياطي الفيدرالي بواشنطن؛ والعظماء ليس هذا حالهم.
– علم الاجتماع يعني اختراع صنف معيَّن من البشر بإمكاننا فهمه.
– حينما يقول الضعيفُ لأحد قرنائه “أتمنَّى لك حظًّا سعيدًا” فهو يتمنَّى العكس، فإن كان قويًّا فهو لا يُبالي إلى حدٍّ ما، والعظيمُ وحده يتمنَّى ما يُطابقُ قولَهُ.
– في الماضي، كان بعضُ الذُّكور فحسب قادرين على الإنجاب، والإناثُ جميعهن كُنَّ عليه قادرات. المساواةُ أكثرُ طبيعيةً للإناث.
– يُصَدِّقُ العظيمُ نِصْفَ مِا يسمعه وضِعْفَ ما يقوله.
– ليس هناك شهادةٌ على العَجْزِ أكثر أصالةً من التهديد اللفظي.
– أعظمُ عَمَلَيْنِ جَسُورَيْنِ لا يَعْرِفُ تاريخُ البشريَّةِ نظيرًا لهما في الشُّهْرَةِ والتَّبْجِيلِ، لم يكونا مقاتلَيْنِ مَلْحَمِيَيْنِ كأبطالِ هوميروس، وإنما كانا شَخْصَيْنِ مِن شرق البحر المتوسط ماتا، بل سَعَيَا إلى الموتِ، في سبيل أفكارهما.
– لا يُمكن للضعيفِ أن يكونَ نزيهًا إلَّا تَحْتَ سُلْطةِ نِظَامٍ قانونيٍّ شاملٍ ومُتْجَاوِز.
– مهما أَعياكَ الأمرُ، إيَّاكَ والكلماتِ- التَّهَدِيدَات، الشِّكَايَات، التبرير، السرديَّات، إعادة التأطير، محاولات الفوز بالمجادلات، المُناشدات- إيَّاكَ والكلمات.
– طبقًا لرواية لوقيان السميساطي فإن الفيلسوف ديموناكس رَدَعَ أحدَ الإسبرطيين عن ضربِ خادمه بأن قالَ له “إنك بهذا تجعله مساويًا لك.”
– كان الموتُ الشائنُ هو أبشعَ مخاوفِ الإنسانِ الكلاسيكيِّ؛ والآن صارَ الموتُ فحسب هو أبشعَ مخاوفِ الإنسان المعاصر.
الضِّمنيّ والصريح
– ستعلمُ ما لك مِن تأثيرٍ، حينما يبدأُ الناسُ في ملاحظةِ غيابك أكثر مِن ملاحظتهم لحضورِ الآخرين.
– اِعْلَمْ أَنَّ تكرارَ الأمرِ قد صار يقينًا، حينما تسمع إقرارًا بأنُّه لن يحدثَ مرَّةً أخرى.
– يستخدمُ بعضُ الكَتُومِين الصَّمْتَ لإخفاءِ ذكائهم، بينما أغلُبهم يستخدمُهُ لإخفاءِ افتقارهم إلى الذكاء.
– عندما يقولُ شخصٌ “أنا لست بهذا الغباء”، فكثيرًا ما يعني هذا أنَّه أغبى مما يَظُنُّ.
– إنَّ التَّحَدُّثَ بالسُّوءِ هو التعبيرُ الوحيدُ عن الإعجابِ؛ وذلك لأصالته وبراءته من التلفيق.
– عندما تقولُ امرأةٌ عن رجلٍ أنَّه ذكي فهي غالبًا تعني أنَّه وسيمٌ، وعندما يقولُ رجلٌ عن امرأةٍ أنَّها غبيةٌ فهو دائمًا يعني أنَّها جذَّابة.
– ما تُخْفِقُ مواقعُ المواعدة المنظَّمة في إدراكِهِ، هو أن ما لا يقولُه البَّشَرُ عن أنفسهم هو وحدَه ما يجعلُهم مدعاةً للاهتمام.
– حينما تبحثُ عن صُحْبَةٍ، فإنَّك غالبًا تُفَضِّلُ الذين يجدونك مثيرًا على الذين تَجِدُهم مثيرين.
– هَدَمَ الإنترنت الجدارَ الفاصلَ بين العام والخاصّ؛ فالأقوال السَّمِجَة النَّزِقَة التي كانت من قَبْلُ خاصَّةً، أصبحتْ الآن مُتَاحَةً للتفسيرِ الحَرْفِيّ.
– تَتَجَلَّى إحدى مشكلاتِ وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيّ، في أَنَّ استياءَ الآخرين منك دون علمك قد صارَ أمرًا بالغَ الصعوبةِ.
– عندما يقولُ لك شخصٌ “لم يعد بمقدوري أَنْ أفعلَ شيئًا آخر”، فَاعْلَمْ يقينًا أنَّه يملكُ المواردَ ويفتقرُ إلى الإرادة لمساعدتك، وعندما يقولُ لك شخصٌ “أنا هنا لمساعدتك” فاعلم يقينًا أنَّه لا يملكُ المواردَ ولا الإرادةَ لمساعدتك.
– إنَّنا نتوقَّعُ مِنَ الأماكنِ والمنتجاتِ أَنْ تكونَ أقلَّ جاذبية ممَّا تُصَوِّرُه لنا الكُتيباتُ التسويقيَّة لها، ولكنَّنا لا نغفرُ للبشرِ أبدًا أَنْ يكونوا أسوأَ مِنْ انطباعاتِنَا الأُولَى عنهم.
– عندما يَسْتَهِلُ شخصٌ حديثَه بكلمةِ “ببساطة”، فَاعْلَمْ أنَّك ستسمعُ شيئًا شديدَ التعقيدِ.
– إن نِصْفَ الناسِ يكذبُ بشفاهِهِ والنِّصْفَ الآخرَ بدموعِهِ.
عن أنماط الحُبِّ واللا حُبِّ
– قد يتعطَّشُ البَّشرُ إلى المالِ أو المعرفةِ أو الحُبِّ في أيِّ مرحلةٍ مِن أعمارِهم، وقد يطمحون أحيانًا إلى اثنين منهم، ولكنَّهم لا يطمحون أبدًا إلى ثلاثتهم.
– حُبٌّ بلا تضحيةٍ، هو والنَّهْب سواء.
– الزَّواجُ هو العمليَّةُ المؤسَّسيَّةُ لتأنيث الرجال والنساء في آن.
– هناك رجالٌ يُحيطُونَ أنفسَهُم بالنساءِ (ويسعَونَ إلى الثَّروة) مِن أجل المفاخرة، وآخرون يصنعون هذا غالبًا من أجل الاستهلاك؛ وما يتشابهُ النوعان إلا نادرًا.
– خارج نطاقِ الصداقةِ والحُبِّ، من العسيرِ أَنْ تَجِدَ مواقفَ ثنائيَّة، كِلا الطرفين فيها أبلهان.
– حضرتُ سمبوزيوم (ندوة)، مناسبةٌ استعارتْ اسمَها مِن حفلةِ الشُّرْبِ الأثينيَّة التي كانت تُقامُ في القرن الخامس قبل الميلاد حيث العَوَامُّ يتحدثون عن الحُبِّ؛ للأسف لم يكن بالندوةِ التي حضرتها خمرٌ، ولكن لحسن الحظِّ لم يتكلَّم أحدٌ عن الحُبّ.
– لن تفوزَ بقدرٍ هائلٍ مِن الاكتراثِ إلا ممَّن يمقتونك. فلا صديقَ ولا معجبَ ولا شريكَ حياةٍ سيتملَّقُ غرورَك بمِثْلِ هذا القَدْرِ الغَامِرِ مِنَ الفضولِ.
– حينما تقترنُ امرأةٌ برجلٍ مُوسِر وسَمِج، فبمقدورها أن تُؤمنُ بإخلاصٍ أنَّها قد خصَّتْ بانجذابِها إليه جزءًا مُحدَّدًا مِن جسدِه (مثال: أنفه أو رقبته أو ركبته).
– إنَّ عَدُوَك الحَمِيم أَوْثَقُ ولاءً لك وأَصْدَقُ قابليَّةً للتنبؤ بحركاتِهِ وسكناتِهِ مِن كُلِّ العَالَمِين؛ فالحكيمُ مَنْ يراهُ أكثرَ منفعةً له، مِن أَعَزِّ المُتَيَّمِين.
– مَن يغتابوني، كانوا ليغمروني بكراهية أغزر، إن عرفوني بِقَدْرٍ أكبر.
لقراءة الحلقة الخامسة من سرير بروكرست: حكم فلسفية وعملية اضغط الرابط التالي:
الحلقة الخامسة: لعبة المعرفة وخداع الأذكياء
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليق واحد