المسلمون في الغرب والهوية الحائرة .. د. أحمد عبد السلام

بوستر من تصميم ايمان رفاعي

إن المسلمين الذين جاءوا للغرب بكل تنويعاتهم ( التركي ، الإيراني ، الإندونيسي ، أو العربي )متخيلهم الديني كما تعلموه في بلادهم ولم يتعاملوا مع الدين كفكرة مطلقة

كتبت

نتاشا العبادي

240772157_10223700779399743_5523059789707789465_n المسلمون في الغرب والهوية الحائرة .. د. أحمد عبد السلام

يقدم صالون تفكير موسم ثقافي لشهر سبتمبر 2024 إحتفالا بسبعينية المفكر عبد الجواد ياسين والإحتفاء به و بمشواره الفكري ، وافتتح موسم سبعينية عبد الجواد ياسين اولي ندواته يوم الأحد 1 سبتمبر 2024 الساعة الثامنة مساء على زووم ، قدم الندوة الدكتور أحمد عبد السلام أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة مونستر سابقا والباحث المشارك بالمعهد الألماني للأبحاث الشرقية حاليا ، متخصص في تاريخ التشريع في المجتمعات المسلمة و مهتم بالعلاقات الترابطية في المجتمعات المسلمة، والدكتور أحمد عبد السلام قدم ندوة بعنوان أحكام الزواج الدينية و أصولها الثقافية في الموسم الثقافي لصالون تفكير لشهر نوفمبر 2023 ، و أدارت الندوة عضوة صالون تفكير ايمان رفاعى .

بدأت الندوة بكلمة للأستاذ جمال عمر مؤسس صالون تفكير بتحية الحضور ، وتحدث جمال عمر عن لماذا نحتفل بسبعينية عبد الجواد ياسين ؟ وأنه ليس احتفالا بشخص عيد الجواد ياسين فقط، ولكننا نحتفي بالقيمة الموجودة في حياتنا ، نحتفي بمن يزرع للمستقبل بعيدا عن التجارة والسمسرة وبعيدا عن الأضواء، وتمني جمال عمر أن يكمل مشوار الإحتفاء بهذه القيمة وكذلك احتفينا بسبعينية عبد الجبار الرفاعي في هذا السياق أيضا .
بدأت الندوة بحديث الدكتور أحمد عبد السلام عن كيفية تعرفه على المفكر عبد الجواد ياسين و عن ملكة المعلم التي وصف بها المفكر عبد الجواد ياسين وعن قدرته على توصيل المعلومة لكل المشاركين دون إعادة أو زيادة، وملكة الاستماع والمناقشة ، ويعبر دكتور أحمد عبد السلام عن سعادته بالتفاف الشباب العربي حول المفكر عبد الجواد ياسين في مؤتمر بالمغرب .
ثم دارت الندوة حول عدة محاور تناولها دكتور أحمد عبد السلام وهي كالتالي :-


1- المتخيل الغربي للإسلام و المسلمين أنفسهم ( الكماشة) ؛-
إن المسلمين الذين جاءوا للغرب بكل تنويعاتهم ( التركي ، الإيراني ، الإندونيسي ، أو العربي )متخيلهم الديني كما تعلموه في بلادهم ولم يتعاملوا مع الدين كفكرة مطلقة مثلما طرحها المفكر عبد الجواد ياسين وكانت حل لمشكلة المسلمين في الغرب ، و ما بين نظرة الغرب للمسلمين والإسلام بالمتخيل الغربي أو أن المجتمع الغربي يجد إشكالية في التعامل معه فيضعه في صندوق أو حيز بمتخيله الديني الذي جاء به ، وهذا أحد أطراف الكماشة أما الطرف الأخر للكماشة فهو المسلمين أنفسهم بإلتقاء مجموعة متخيليات وفي نفس الوقت هناك مجموعة تحاول تحريك هذا الخليط بناء على متخيلها أو ايديولوجيتها وتعطي تصور قيمي الإسلام ، و بالتالي ليس لدينا الإسلام كقيمة مطلقة ، لكن لدينا إسلام الأفارقة ، الإندونيسيين ، الماليزيين ، الهنود ، وبذلك تكون الكماشة التي يوضع بينها المسلم ، أما يترك متخيله ويعيش متخيل الآخر فيكون غير مرتاح و هذا ما يجعل الهوية حائرة خاصة مع المسلمين الذين يقيمون في الغرب إقامة دائمة بعكس من يقيمون في الغرب لفترات قصيرة ثلاث سنوات أو خمس سنوات .


2- الدين والتدين و الهوية الحائرة :-
يتحدث دكتور أحمد عبد السلام عن المجهودات المبذولة لتصحيح صورة الإسلام للغرب بعد أحداث 11 سبتمبر من زيارات للكنائس والمعابد وعقد ندوات وعمل زيارات للطلبة للمساجد ومشاهدة صلاة المسلمين فيها وهنا يحكي موقف في إحدى هذه الزيارات ورفض مدير المركز حضورهم أثناء صلاة الجمعة ، فذهبوا في نهاية الصلاة ولم يجدوا مدير المركز وتأخر عليهم فقام دكتور أحمد عبد السلام يتكلم عن الدين الإسلامي كقيمة مطلقة وصورته القيمة حتى تكون مسلما ،فيأتي مدير المركز لينزل الدكتور أحمد عبد السلام ويقطع حديثه ثم يبدأ المدير حديثه ( أنتم عندكم فكرة سيئة عن الإسلام لأن المسلمين هم السبب لأنهم لايطبقون الإسلام ) ، فيقول دكتور أحمد عبد السلام هنا طرح المدير إشكاليات الأولى أن الإسلام غير قادر على تقويم المسلمين ، والثانية لو المسلمين طبيعة بشرية سيئين يبقي إيه علاقتهم بالإسلام ؟ وهنا طرح سؤال الإسلام إيه الفكرة أم الصورة العامة ؟ لقد انتقل الإسلام إلى آسيا عن طريق التجار و تدينهم هو صورة الدين ، و عدم تماهي أو اتساق بين التدين الذي يطالب به الدين و صورة المتدين في تطبيق الدين هنا يحدث التوتر وهو التوتر المجتمعي الذي تحدث عنه المفكر عبد الجواد ياسين .

d8add8b3d98ad986-d986d8b5d8b1- المسلمون في الغرب والهوية الحائرة .. د. أحمد عبد السلام


3- الإسلام الأخضر / البيئي :-
هو نوع من التدين الجديد للمهتمين بالطبيعة والبيئة ونشأ 1967 بالصدفة ، حيث كتب أحد فلاسفة الدين مقال في الصحف الأمريكية عن أن الدين هو سبب الفساد البيئي ، فقام بالرد على المقال في نفس الصحيفة حسين نصر( وهو إيراني شيعي و فيلسوف )

بمقال اسمه الإنسان والبيئة دافع فيها عن كل الأديان وأن إشكالية الفساد البيئي يرجع للرأسمالية و الجشع وتحول المقال إلى كتاب وهو دستور فكرة الإسلام البيئي في العالم ، ويحكي دكتور أحمد عبد السلام عن أسباب قلة انتاجه كتب باللغة العربية لأنه عندما كتب مقالا بالعربي عن الإسلام الأخضر وأنه هوية بديلة للمسلمين في الغرب تم مهاجمته من المحكمين في المطبوعة التي سينشر بها المقال، تارة لرفضهم كيف يكون الإسلام الأخضر هوية ، و تارة أخرى كيف يذكر اسم حسين نصر لأنه شيعي ، و هنا جعلنا من التدين دينا وأن التدين الشيعي والتدين السني ديانتين وأن الإسلام هو السني فقط .


4- التغيرات المناخية والدين :-
يقول دكتور أحمد عبد السلام كنا نريد أن تتعامل المؤسسة الدينية مع التغيرات المناخية و أزمة البيئة تعامل ديني فيذكر الاردن كمثال كيف تعاملت مع ماء الوضوء لتعيده بعد الفلترة لاستخدامها في زراعة الأشجار حول المساجد والأردن بلد يعاني من قلة المياه ، بعكس غيرها الذي أقام مؤتمرات والتي ليس لها أي مردود .
يتحدث دكتور أحمد عبد السلام عن المسلم الحائر بين متخيله للدين و متخيل الغرب للدين ومتخيل الغرب للتدين و متخيل المسلم للتدين ،و إشكالية الخلط بين الدين كفكرة مطلقة في مجتمعاتنا ، أيضا عجز الخطاب الديني في التعامل مع السلفية والنظر لها كا نوع من أنواع التدين و صورة عملية للدين .

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليق واحد

اترك رد

ندوات