هل الخلافة أصل من أصول الإسلام؟ – د. عماد عبد المسيح – إدارة م. محمد عوض..الندوة الثانية

بقلم: AI

ai هل الخلافة أصل من أصول الإسلام؟ - د. عماد عبد المسيح - إدارة م. محمد عوض..الندوة الثانية

بدأ د.عماد عبد المسيح الندوة الثانية من موسم “قرن من الإسلام وأصول الحكم”، والتي ادارها م. محمد عوض، بطرح سؤال اختاره عنوان للندوة، ألا وهو: :”هل الخلافة أصل من أصول الإسلام؟” وهو سؤال المئة عام المنصرمة منذ صدور كتاب الشيخ علي عبد الرازق “الإسلام وأصول الحكم”. وأبرز الدكتور عماد ردين على مسألة الخلافة بعد سقوط الخلافة العثمانية في عام 1924: أحدهما للشيخ محمد رشيد رضا والذي نادى باستعادة الخلافة، والآخر للعالم الأزهري علي عبد الرازق والذي كان يحبذ البحث عن نظم أخرى أكثر ملائمة للعصر. كما تطرق النقاش إلى تأثير الكتاب وأهميته في القضايا المعاصرة المتعلقة بالأمة الإسلامية والحكم. ثم تناول النقاش التفسيرات المختلفة لدور الخلافة في التاريخ الإسلامي، بما في ذلك تطورها من سلطة روحية وسياسية إلى نظام حكم أكثر علمانية. واختتمت المحادثة بمناقشات حول الأهمية الحديثة لمفهوم الخلافة وتحديات تحقيق التوازن بين السلطة الدينية والسياسية في السياقات الإسلامية المعاصرة.

ناقش د. عماد مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي، مع التركيز على رؤية محمد رشيد رضا الذي جادل بإعادتها على أساس أنها أصل من أصول الإسلام. وأوضح أن فكرة رشيد رضا نادت بأسلمة الدولة القومية كخطوة أولى، تليها – وبعد استقلال الدول الإسلامية، اختيار خليفة عادل وعارف من قبل المسلمين في جميع أنحاء العالم. وأشار د. عماد إلى أن هذه الرؤية أثرت على الحركات المعاصرة مثل الإخوان المسلمين، ولاحقا جماعات مثل القاعدة وداعش. وقارن ذلك الرد، باقتراح علي عبد الرازق، والذي طرح الخلافة على إنها ابتكار بشري متوافق مع الظرف التاريخي، تم إنشاؤه لحكم المجتمع الإسلامي بعد وفاة النبي محمد. كما أن غياب أي نص قرآني أو حديث نبوي يدل أو يشير على ذلك يثبت ان الخلافة ليست اصل من اصول الاسلام. وعليه اقترح نهجا مختلفا للحكم في البلدان ذات الغالبية المسلمة.

مناقشة تطور الفصل بين الكنيسة والدولة:

ثم انتقل د. عماد للكلام عن طور الفصل بين الكنيسة والدولة، مع التركيز بشكل خاص على الدور التاريخي للكنيسة الكاثوليكية في كل من القوى الروحية والزمنية، وكيف اعترفت في نهاية المطاف بالحاجة إلى الفصل بين الكنيسة والدولة. وأوضح كيف تغير موقف الكنيسة الكاثوليكية مع مرور الوقت، وبلغت ذروتها في اعتراف ال مجمع الفاتيكاني الثاني بكرامة الإنسان والحاجة إلى المساواة في الحقوق لجميع المواطنين، بغض النظر عن العقيدة.

المداخلات:

الخلافة في الفكر الإسلامي:

أشار د. عاصم حفني أن الخلافة لا تعتبر جانبًا أساسيًا من الإيمان في الإسلام السني، بل هي فرع من الفقه. ويشير إلى أن كتاب علي عبد الرازق المثير للجدل جادل ضد الأساس الديني للخلافة، مما خلق مشاكل من خلال التشكيك في الدور السياسي للنبي محمد.

الاصول والفروع في العقيدة:

ويضيف أشرف قنديل أن أهمية الخلافة في الفكر الإسلامي قد تغيرت مع مرور الوقت، حيث رفعتها بعض الجماعات إلى مبدأ أساسي استجابة للظروف التاريخية والسياسية. وأوضح د. عماد أن نفس هذا الخلط يحدث في المسيحية. وكيف أن معظم الكنائس تعتبر طقس التعميد فرع وليس أصل مسيحي، لكن بعض الطوائف المسيحية، مثل المعمدانيين، ترى أن المعمودية أصل من أصول الدين. وأشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية كان لها تاريخيا باباوات إيطاليون قبل التوسع والسماح لقادة غير الإيطاليين باعتلاء مقعد البابوية. وناقشت أ. نجلاء نصايرية اشكالية العلاقة بين الدولة الحديثة والخلافة، مشيرة الى مؤتمر لحزب التحرر التونسي تحت إسم:”فشل الدولة الحديثة وحتمية الخلافة”. ورد د. عماد بتسليط الضوء على ضرورة التطور السياسي في العالم العربي، مشيراً إلى ندرة الادبيات الفلسفية السياسية الإسلامية، أو الترجمات للفلسفة السياسية الغربية.

التطور التاريخي والسياسي للخلافة:

وأضاف د. وائل العظمة أنه في حين أن ابن تيمية وابن خلدون ناقشا غياب الخلافة بعد الخلفاء الراشدين وأصبحت ملك عضوضا، وإن معظم الشيوخ التقليديين لا يطالبون بالخلافة، بل يركزون على تطبيق الشريعة. أشار د. عماد أن فكرة الخلافة ،العثمانية لم توجد إلا في القرن الأخير من حكم الدولة العثمانية. فالحكام العثمانيين كان يشار إليهم بالسلاطين العثمانيين كعنوان للسلطة. وأضاف د. عاصم أن مصطلح “الخليفة” كان يستخدم تاريخيا لربط الدول المتفككة، وخاصة خلال تراجع الإمبراطورية العثمانية، وأن مفهوم الخلافة تطور مع مرور الوقت، وغالبا ما يتأثر بالحقائق السياسية بدلا من العقيدة الدينية الصارمة.

الدين والدولة في الإسلام وأوروبا:

وتنتقل المناقشة الى العلاقة بين الدين والدولة في السياقات الإسلامية والأوروبية. يوضح الدكتور عماد أن مشروع الدولة الحديثة غير مكتمل في العديد من الدول العربية، حيث لا تزال الروابط الدينية والأسرية تلعب دورًا مهمًا. وهو يقارن هذا مع التجربة الأوروبية، حيث استجابت الكنيسة في نهاية المطاف للتغيرات المجتمعية. يقول الدكتور محمد عيسى إن الإسلام، على عكس المسيحية، قد تضمن مسائل الحكم منذ بدايته. ثم يقدم الدكتور عماد وجهة نظر الشيخ علي عبد الرازق، التي تتساءل عما إذا كان النبي مارس الحكم السياسي وما إذا كانت هناك دولة مدينة حقيقية في أوائل الإسلام.

العلاقات بين الكنيسة والدولة:

وركزت المناقشة على التطور التاريخي للعلاقة بين الكنيسة والدولة، لا سيما في السياقين المسيحي والإسلامي. وأوضح الدكتور عماد كيف أن مفهوم “السيفين” في العصور الوسطى يمثل سيطرة الكنيسة على الوجود الروحي والجسدي، ويعود هذا إلى فلسفة أرسطو. ساهم الدكتور محمد عيسى بأفكار حول الحكم الإسلامي، مشيراً إلى أنه في حين أن الإسلام يعالج الشؤون المدنية من خلال الشريعة الإسلامية، فإنه لا يتطلب هيكل دولة ثيوقراطية، وقد طبقت الدول الإسلامية أنظمة قانونية علمانية جنبًا إلى جنب مع الممارسات الدينية.

إعادة النظر في دور الخلافة:

وناقش أ. محمود مفهوم الخلافة في الإسلام، مؤكداً أنه على الرغم من أن الإسلام هو دين أساسًا، إلا أن فكرة ربطه بدولة أدت إلى الارتباك والغموض. وقال إن الغرض الأصلي من الخلافة هو حماية قدرة المسلمين على ممارسة عقيدتهم بحرية ونشر الإسلام، ولكن الظروف الحديثة تغيرت، مما جعل الخلافة التقليدية غير ضرورية. ووافق الدكتور عماد على ذلك، مشيراً إلى أن مهام الخلافة، مثل جمع الزكاة وقيادة الطقوس الدينية، يمكن الآن القيام بها دون إقامة خلافة تقليدية.

السلطة المزدوجة للنبي محمد:

وطلب الدكتور عبد الباسط رأي د. عماد في دور السلطة الروحية والسياسية في الإسلام، لا سيما خلال عهد النبي محمد (ص) في المدينة المنورة. وأكد الدكتور عماد على الدور المزدوج للنبي في توحيد القبائل وإنشاء مجتمع متناغم مع حقوق متساوية للمجتمعات المختلفة. كما ناقشا آراء الشيخ علي عبد الرازق، الذي دافع عن الفصل بين السلطة الروحية والسلطة السياسية. 

وانتهت المحادثة بخطط للجلسات المستقبلية لمواصلة استكشاف هذه المواضيع بشكل أكبر.

للاستماع لتسجيل صوتي للندوة اضغط هنا

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات