بعيداً عن المئذنة – أليفة رفعت .. بقلم: نهلة هنو
بقلم: نهلة هنو

وجدت نفسي وأنا أوشك على الانتهاء من قراءة كل قصة من القصص الخمسة عشر لمجموعة أليفة رفعت القصصية “بعيداً عن المئذنة”، أشعر بالأسف لأنها لا تضم المزيد من الصفحات، حتى أتمكن من أن أقضي وقتا أطول مع هؤلاء النساء الجريئات والملهمات.
لم يوحِ لي اسم المؤلفة، ولا عنوان كتابها، بأنها من الكاتبات العربيات المتمردات اللاتي استمتع كثيرًا بلقائهن على صفحات كتبهن.
لذا، حين اكتشفتُ أنها إمرأة مصرية لم يُسمح لها بالالتحاق بالجامعة، بل وأُجبرت على زواج الصالونات التقليدي، وأُجبرت أيضاً على كبت رغبتها في الكتابة الأدبية إلى أن توفي زوجها وتحررت من قيده، سُرِرت لتصميمها على تحقيق حلمها، بل ودُهِشت من كونها لم تخجل من التطرق إلى مواضيع جريئة مثل احتياجات المرأة العاطفية والجنسية في العلاقة الزوجية.
وعلى الرغم من أن بعض الموضوعات التي ناقشتها كِتابات أليفة رفعت قد ظهرت في مؤلفات لكاتبات مصريات وعربيات أُخريات، إلا أن تفردها ينبع من أن تمردها يظل في نطاق إيمانها العميق.
فهي لم تنحُ باللائمة على الدين الإسلامي للظلم او للأوضاع المزرية وغير منصفة التي تعيش المرأة تحت وطئتها، وإنما هي تلقي باللوم على ظلم الرجال الذين يحيدون عن تعاليم الإسلام الصحيحة والتي تأمرهم بمعاملة المرأة بالعدل والإحسان.
فالنساء اللاتي تجسدهن أليفة رفعت في قصصها يتبعن فطرتهن في فهم وتقبل تعاليم الإسلام الصحيحة التي أمر بها الخالق العادل الرحيم، فيما يحبذ الرجال الاعتماد على تفسيرات مغلوطة وضعها ذكور مثلهم لضمان هيمنتهم على المرأة والتحكم بها.
وبينما نرى الكاتبة تمنح شخصياتها الحق الكامل في التمرد على أزواجهن الرجعيين، إلا أنها لا تسمح لهن حتى بالتفكير في المعصية. كيف لهن ذلك ولا شيء يميز ساعات يومهن إلا صوت الاذان؟ فالأذان هو الصوت الوحيد الذي يُسمَع على صفحات الكتاب، وقد يكون مصدر القوة لهؤلاء النساء، فهن يتشوقْن لسماعه، ويترقبن رفعَه. وبعد أن يصغين له لا يكنَّ قادرات على مواجهة الرجال فحسب، بل وعلى تحدي الموت أيضا، فهو بالنسبة لهن، لا يشير إلى النهاية، بل قد يعني بداية لحياة أفضل.
وجدت نفسي وأنا أوشك على الانتهاء من قراءة كل قصة من القصص الخمس عشرة لمجموعة أليفة رفعت القصصية “مئذنة.. من بعيد”، أشعر بالأسف لأنها لا تضم المزيد من الصفحات، لأقضي وقتا أطول مع هؤلاء النساء الجريئات الملهمات.
عن أليفة رفعت:
أليفة رفعت ( 1930- 1996) مؤلفة مصرية مثيرة للجدل، لها مجموعة من القصص القصيرة التي عكست حياة النساء التقليديات في الريف المصري.
لم تتحدث الكاتبة سوى اللغة العربية، لكنها سافرت مرارا حيث زارت كلا من إنجلترا وألمانيا وكندا والمغرب وتونس والنمسا وقبرص وتركيا والمملكة العربية السعودية حيث أدت فريضة الحج.
وقد تُرجمت كُتبها إلى الإنجليزية، والألمانية والهولندية والسويدية.

من مؤلفاتها:
حواء تعود لأدم (مجموعة قصصية)
من يكون الرجل (مجموعة قصصية)
بعيدا عن المئذنة (مجموعة قصصية)
جوهرة فرعون (رواية)
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد