بيلي … بقلم: جمال عمر
عن رحلته الأخيرة إلى مصر، يلتقط جمال عمر بعض اللقطات والمشاهد. وهذا هو المشهد السابع: “بيلي”.
بقلم: جمال عمر
مؤسس صالون وأكاديمية تفكير

– 1 –
كان قد كتب لي على تطبيق “ماسنچر” يتأكد من البوست الذي نشرته أني سأكون في معرض الكتاب اليوم. وقال لي أنه سيأتي لمعرض الكتاب، كانت الساعة قد اقتربت من الخامسة، حين التقيت سمير مرة أخرى في الجناح الذي تقام فيه الندوات، ذكر لي أن نغادر، فقد اكتفى من المعرض ومن القاهرة. ذكرت له أن صديق من صالون تفكير في طريقه للمعرض لنلتقي، فقرر سمير أن يعود إلى بنها وحده. وعدت أتجول لمحاولة الوصول لبعض الكتب الأخرى، فذهبت إلى مقر دار مؤمنون بلا حدود بحثا عن كتاب جديد أعلنوا عنه للدكتور علي مبروك.
كانت الساعة قد قاربت السادسة حين التقيته، وكنا قد التقينا العام الماضي، بشعره الذي تتخلله خصلات بيضاء، طويل، خفيف، “بيلي” الدلع الإيطالي لنبيل، من أصول إيطالية مصرية. منذ أن التقيته العام الماضي دائم الحيوية والمناقرة، ابن سوق وابن مدينة، إسكندراني/ قاهري. تجولنا في بعض أماكن كان يقصدها في المعرض لدار نشر معينة يسأل عن كتاب لصديق له، بل ويتفاوض على نشر كتاب لصديق له، ويأخذ معلومات من دور نشر ومن أشخاص.

كان ظلام الليل قد خيم على المنطقة الصحراوية التي بها أرض المعارض، حين خرجنا، كان بيلي في طريقه لشبرا لإحضار زوجته أو بتعبيره “الولية”، وسوف يوصلني إلى محطة قطارات رمسيس في طريقه.
كان الجو البارد قد حل، فارق ليس بسيط بين حرارة النهار وحرارة المساء، نسير على رصيف بجوارنا عربات راكنة، بدأ بيلي يصيح، “يا أحمد، يا أحمد يا عبد العزيز”، تصورته يمزح، حتى وصلنا بالقرب من سيارة تقريبا فيات قديمة راكنة صف ثاني في ميدان، صالونها الخلفي مكدس ببضاعة، ويجلس بالقرب منها شاب نحيل بزي خدمة عسكرية رسمية، يقول لبيلي، أنه جلس يحرس العربية.
وقف بيلي خلف العربية ووضع مفاتيح كانت في يده وبدأ عملية بحث في جيوبه، وكأنه “يُفلي” نفسه، بحثا، أدركت أنه يبحث عن نقود، وفي أثناء عملية البحث سألني إن كان معي عشرين جنيه فكة، ابتسمت وبخبث رددت عليه “يا سلام بس كده أفكلك، عايز فكة كام؟”. ارتسمت على وجهه ابتسامة ولمعة تذاكي، وكان قد أخرج عشرين جنيه أعطاها للعسكري أحمد عبد العزيز.
– 2 –
منذ التقيته العام الماضي، وعندي رغبة في أن أتعلم منه، روحه الجميلة المرحة طول الوقت والمناكفة الدائمة، وجدالات الدين والتاريخ، التي تجعل كثيرين ينفضون عنه، لكن ما يجذبني له هذه الروح المدينية المرحة، بتعبير مصري “ابن سوق”. لكن خلف هذا القناع أشعر أنه يخفي ألم ومرارة.
كان يستخدم “الچي بي اس” على التليفون لترشدنا، ورد على مكالمة تليفون، بعد أن انتهى، التفت لي وقال “المرا خلصت وهعدي عليها في شبرا بعد ما أنزلك”، أي مكان يكون مناسب لك قريب من محطة رمسيس من أي جهة هيكون كويس.
بدأ يتحدث عن أن “الولد” هيروح إيطاليا يدرس هناك، وأنه هو كمان بيفكر ينتقل لإيطاليا، رغم ان الشغل ماشي هنا، واستكملنا حديث العام الماضي، عن المدرسة الإيطالية في القاهرة التي تقدم خدمة مدرسية لطائفة المصريين الطليان، والصراعات حولها ودور القنصلية الإيطالية في ذلك.
وكعادته يمزج الجد بالمزاح، فذكر حينما كان يسافر من البلاد بجواز سفر له إيطالي، وفي جوازات المطار مستغربين كيف يخرج بجواز سفر إيطالي وليس له ختم دخول للبلاد بجواز إيطالي.
كنا قد عبرنا كوبري يمر من فوق خطوط سكك حديد محطة قطارات باب الحديد، لأخرج بالقرب من مدخل محطة رمسيس من جهة خط الصعيد، أحمل بؤجة الكتب.
لقراءة المشهد السابق، اضغط على الرابط التالي:
لقاء قساوسة .. بقلم: جمال عمر
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليق واحد