تحايا وحنين في مسرحية :مش روميو وچولييت.. د. وليد الخشاب

كتب د. وليد الخشاب

screenshot-2024-05-22-at-00.52.09-2 تحايا وحنين في مسرحية :مش روميو وچولييت.. د. وليد الخشاب

شفت مسرحية “مش روميو وچولييت” أشعار أمين حداد وإخراج عصام السيد، وبطولة علي الحجار ورانيا فريد شوقي، مع حفظ الألقاب. كان شيء مؤثر إن الواحد يرجع ثاني يحضر مسرحية على مسرح الأزبكية اللي عمره مائة سنة ومن إنتاج المسرح القومي.


حسيت إن المسرحية مؤثرة، من كم الحنين اللي بتتكلم عنه، مثلا الحنين لمصر الخمسينات، لزمن ما كانش فيه تمايز كبير بين المسلمين والمسيحيين (رغم إن ده تمايز بدأت جذوره من مجلس قيادة الثورة في 1952 ما كانش فيه ضابط مسيحي واحد).
الحنين اللي أنا حسيته كان لزمن بديع خيري وآخرين كانوا بيكتبوا فيه أوبرات وأوبريتات بالعامية المصرية من مائة سنة برده، وكان بيلحنها سيد درويش مثلا.
نفس الرشاقة في الأغاني ونفس الروح اللي فيها خفة وانطلاق وحيوية وشقاوة، نفس مبدأ الجمل الحوارية القصيرة المقفاة، بس بلغة القرن الحالي وبروح أمين حداد.


كان مثير إن المسرحية فيها تحيات لقرن كامل من الثقافة المصرية الدارجة: تحية مسرحية روميو وجولييت اللي هي جزء من ثقافتنا الحديثة زي ما هي جزء من ثقافة الغرب، تحويل تيمة الحب المستحيل بين شاب وشابة من عائلتين بينهم خلافات قديمة عند شكسبير لحب بين شاب مسيحي وشابة مسلمة عند أمين حداد كان مؤثر، وفيه تحية ثانية لمسرحية قصة الحي الغربي الموسيقية، لأن المواجهات بين شلة المسلمين في المدرسة وشلة المسيحيين كانت أشبه بالمواجهات بين عصابة البورتوريك وعصابة البيض في الفيلم والمسرحية الموسيقية الأمريكيين.


شفت كمان تحية لصلاح جاهين في رسم شخصية المتطرف المسلم اللي فكرتني بنفس الشخصية اللي عملها محي إسماعيل في فيلم خلي بالك من زوزو.


وشفت تحية لبديع خيري والريحاني في مشهد الطلبة اللي مش عارفين يقروا عربي صح
ده غير التحية الصريحة لداليدا وأيام حياتها في شبرا
لكن الحنين في مسرحية” مش روميو وجولييت” مش مجرد ترحم على الماضي, ده تحذير من مآلات مستقبلية لو استمر المجتمع في تغدية الانقسامات. المسرحية تنتهي بحريق المدرسة وتعاون الكل كبير وصغير, مسيحي ومسلم, لإطفاء الحريق وإنقاذ الكل.
أتمنى نعرف نطفي الحريقة لما تحصل في الواقع…

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات