جهود ومحاولات القرآنيين في رفع توتر القرآن الكريم … بقلم: شادي المصري

سأحاول في مقالي هذا أن ألخص للقارئ توجه مدرسة القرآنيين ومحاولاتهم في عقلنة وأنسنة القرآن بحيث يتلائم ويتوافق مع العقل والإنسانية وقيم الحداثة والحرية وحقوق الإنسان في أي زمان ومكان في عالمنا المعاصر!
عرج الباحث جمال عمر في كتابه (توتر القرءان) على جهود بعض المفكرين القرآنيين في محاولاتهم الحثيثة في رفع وإزالة التوتر الحادث للقارئ والمتلقي للنص والخطاب القرآني حين قراءته وتدبر معانيه للوصول إلى فهم سليم لمحتوى هذا الكتاب الذي يؤمن به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها فيما يقرب من ٢ مليار شخص بل ويهتم به وبدراسته العديد من المستشرقين ومن فلاسفة علم الكلام وعلماء اجتماع ولغة وآداب من أديان ومذاهب وقوميات أخرى غير عربية !
فمثلاً قام الكاتب والناقد جمال عمر بإلقاء الضوء على تفسير القرءان بالقرءان في الكتاب الذي حققه لمحمد أبو زيد الدمنهوري (تفسير الهداية والعرفان ) والذي تم منعه ومصادرته نظراً لمحاربة الأنظمة العربية لكل إتجاه عقلاني يتجه في أي توجه مخالف للتوجه السني السائد والشائع في جامعة ومدرسة الأزهر!
وسأحاول في مقالي هذا أن ألخص للقارئ توجه مدرسة القرآنيين ومحاولاتهم في عقلنة وأنسنة القرآن بحيث يتلائم ويتوافق مع العقل والإنسانية وقيم الحداثة والحرية وحقوق الإنسان في أي زمان ومكان في عالمنا المعاصر!
أولاً ينبغي أن نعلم أن القرآنيين ليسوا بجماعة أو حزب سياسي أو تنظيم فهم لا يؤمنوا بالتوجه الجماعي في الدين بل ينادوا بالتدين الفردي القائم على الذاتية الشخصية في قراءة النص وتأويله بحسب كل إنسان واجتهاده وعقله وثقافته وبيئته وأرضيته المعرفية، ولذلك ليس لهم إمام أو شيخ طريقة أو أب روحي أو رئيس طائفة، بل هم يقولون بإمامة العقل كما في قول الحق ”يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ ” أي باجتهادات عقولهم.

ويفسرون الخمر بأنها كانت ما غطى على عقلك من تراث الآباء بحيث غيبك عن الوعي التنويري وأن لحم خنزير هو كل ما التحمت معه من أفكار مخنزرة عفنة ميتة عفا عليها الزمن. فلذلك عليك بإجتنابها وعدم أكل هذا التراث أكلاً لَمَّا، نعم ينبغي علينا قتل هذا التراث درساً وبحثاً ولكن في نفس الوقت يجب أن نجتهد في خلق أفكارنا الجديدة والتي تتناسب مع واقعنا المعاصر!
والقرآنيين ينظرون إلى النص القرآني على أنه مرآة يرى فيها كل فرد نفسه ويقرأ فيه ذاته وفي نفس الوقت يطلع على المرآة أو النص شخصيته بصورتها فيؤثِّر في النص ويتأثر به لأنه سيدرك عيوب نفسه ويصلحها حتى يتزين بالخصال الحسنة والصفات الطيبة ويتجمل أمام تلك المرآة، ولذلك فهم يؤمنون بالتعددية في التأويل وأن لكل قارئ بصمته الخاصة والتي لا يمكن أن تتشابه وتتطابق مع أي إنسان آخر لأن لكل فرد منا صفات وهيئة وشكل وصورة تميزه عن بقية الناس، ولذلك فهم في هذا الجانب أقرب للمتصوفة التي تأخذ هذا التوجه في قولها ( من ذاق عرف ) وفي قولهم ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) !
وفي تعريفهم للفظة الكتاب في لسان القرآن الخاص المتفرد بأنه ينقسم إلى: الكتاب المسطور (المصحف) أما الكتاب المنشور فهو الكون والإنسان ذاته ولذلك فالأصل عندهم هو الكتاب الموجود بداخلك وهو العقل والفطرة الإنسانية والضمير أو النفس اللوامة أما نص المصحف فما هو إلا تأكيد وتذكير فقط بنفخة الروح الإلهية والطاقة العقلية وما فيها من حب للحق والخير والجمال والحرية والعدل وهذا هو الكتاب الأصلي والذي جاء بحسب لغة كل إنسان في التواصل مع نفسه وغيره بما يتيسر له من طرق مختلفة وليس بالضرورة أن يكون هذا التواصل الداخلي باللغة العربية كما هو في المصحف وبهذا خرجوا من معضلة أن الرسالة السماوية ليست عامة لكل البشرية لأنها نزلت بلغة معينة دوناً عن بقية لغات ولهجات العالم الأخرى!
أما بالنسبة لنظرتهم للإسلام وتعريفه عندهم في لسان القرءان فهو كل من هو مؤمن بالسلام السلوكي مع الآخر وتفعيل سننه في الكون بغض النظر عن التصورات المختلفة عن الإله والعقائد والأفكار الميثولوجية والتي تُعَد بما يربو عن أربعة آلاف دين ومذهب في شتى بقاع العالم فهم يرون أنهم في نظر القرآن مسلمين جميعاً مصداقاً لقول الحق ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ؟! مالكم ؟! كيف تحكمون ؟!) وهذا يدل على أن المسلمين الطيبين الأخيار مسالمين والنقيض لهم هم المجرمين الأشرار الظالمين المعتدين على حقوق الإنسان وحرياته، وتلك هي نظرتهم للآخر والذي هو بالأحرى مضموم لمعسكرهم الإنساني طالما هو مسالم في سلوكه!
ويعتمد القرآنيون إعتماداً كلياً على القرآن كنص حكمة قديم قدم الأزل موحد وليس مفرق أزلي وأبدي في نفس ذات الوقت خارج الزمان والمكان ومحيط بالأكوان لأنه من كلام الحق المتصف بتلك الصفات، مصداقاً لقول الحق (الرحمن، علم القرآن ، خلق الإنسان، علمه البيان ).
إذن فهم يرون أن الله وضع منهجه الحكيم قبل أو بالتوازي مع خلق الإنسان ومع نفخة الروح فيه وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها، فهم بذلك يميلون إلى القول بقدم القرآن كنص كامل موحد يُنظَر له كوحدة واحدة وليس متفرقاً كما هو شائع، فهم لا يُخضِعون هذا النص للروايات والأحاديث والأخبار وعلوم السيرة وأسباب النزول والمكي والمدني والناسخ والمنسوخ والمتشابه والمحكم والمجمل والمفصل والقراءات العشر والتاريخ والشعر الجاهلي والفقه وكل النصوص البشرية التي تحوم حول النص حرصاً منهم على الموضوعية والحيادية في دراسة النص بعيداً عن تلك التصورات الأخرى الخارجة عنه والخروج من أزمة ومعضلة التراث في التناقض مع العقل والمنطق والإنسانية!
أما بخصوص اللغة العربية فهم رأوا أن اللغة قعدت قواعدها وكتبت معاجمها في عصورلاحقة بعد القرآن بعدة قرون فتم إختيار معاني لألفاظ في القرآن بصورة إنتقائية وإبراز دلالات معينة من واضعي تلك المعاجم لعصرهم وبيئتهم وثقافتهم والمغايرة لعصر التنزيل الحكيم للنأثيرعلى قارئ النص القرآني، ومن ناحية أخرى غفلوا أو تناسو أن اللغة يطرأ عليها التغيير في الأساليب والمعاني والدلالات بمرور مئات السنين عليها كما يحدث في تاريخ جميع اللغات العالمية وأقرته علوم اللسانيات، ومما ساهم أيضاً في تبديل وتحريف معاني بعض الألفاظ أنهم إنتحلوا أشعار في عصور لاحقة وزعموا أنها جاءت قبل نزول القرآن كما ذكرذلك الأديب والمفكر الكبير طه حسين ذلك في كتابه (في الشعر الجاهلي) كي يدسوا فيها ألفاظ معينة من داخل السياق القرآن وإستخدموها بطريقة مغايرة لإستخدام القرآن لها وأبرزوا معاني مختلفة جداً عن ما عليه إستخدام القرآن لها وإعتمدها أصحاب المعاجم مباشرةً بدون تحقيق ولا تدقيق لقولهم ” الشعر ديوان العرب” فجعلوه ظلماً وزوراً ( ديواناً لمعاني القرآن) بل انتحلوا أسماء لشعراء لم يكن لهم وجود تاريخي واقعي كي يمرروا مخططهم في التأثيرعلى معانيه بعدما إستعصى عليهم تغيير وتبديل النص ذاته بحروفه وكلماته لحفظه في الصدور وإنتشاره في الأمصار بطريقة شفاهية متواترة مما إستحال معه تغيير كلمة أو حرف واحد منه فعمدوا لتحريف معانيه ودلالاته بدلاً من تغيير النص ذاته!
ولذلك إعتمد القرآنيون على تتبع الجذر الثلاثي بل والثنائي لكلمات القرءان في النص كله للتعرف على طريقة القرآن في إستخدام أصل وجذر المفردة ومشتقاتها وتصاريفها لإكتشاف المشترك الدلالي لها بحيث أن يكون لها مركز وبؤرة معنى، يمشي ويرحل وينتقل معها داخل مختلف السياقات في السور والآيات مع زيادة معاني أخرى تُضاف إليه وتُحمَّل عليه ولا تتعارض مع المشترك الدلالي الأصلي للمفردة القرآنية فخرجوا بنتائج تختلف إختلاف جزئي وكلي في بعض الأحيان عن ما هو موجود في المعاجم العربية لأنهم رأوا أن النص هو الأصل وينبغي التركيز على كيفية إستخدام القائل للمفردة والتي ليست بالضرورة أن تتطابق مع إستخدام العرب المتغير لها مع إختلاف العصور والأزمنة والبيئات الإجتماعية وتغير الثقافات الإنسانية كسنة من سنن الكون!
وسأتناول بعض الأمثلة والنماذج التي توصلوا لها في معاني المفردات أذكر من ذلك كلمة “قتل” في القرآن لا تعني بالضرورة سفك دماء أو إنهاء لحياة إنسان بل جعلوه بذل أقوى وأقصى جهد لمنع شيئ وإحلال مكانه شيء آخر كما في قوله (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) ففسروا القتال هنا بالقتال الثقافي الفكري واستخدام نفس المُخرجات كما يحدث مثلاً الآن في علوم الإخراج السينمائي أو المسرحي كي يتم الإصلاح عن طريق الحوار والقتال المعرفي فيدرأ الجهل بالعلم والظلام الفكري بالتنوير بدلاً عنه، كما في قول الحق ( فاقتلوا أنفسكم ) أي اقتلوا الخصال السيئة التي فيكم بالخصال الحسنة واقتلوا النفس الأمارة بالسوء بالنفس اللوامة وكل كلمة قتل وذبح في القرآن فسروها على هذا النحو لاعتمادهم أن القرآن كتاب حكمة يدعو إلى قيم السلام والمحبة ويركز على العقل والنفس الإنسانية والقيم المجردة لا على العنف والماديات !
كما اعتمدوا أن الأصل في الأسماء الموجودة في القرآن أنها لا تأتي على سبيل التعيين سواءاً أكانت أسماء أشخاص أو حيوانات أو طيور أو أشياء مادية ملموسة بل هي أوصاف وصفات لأفعال وأحوال وقيم مجردة معنوية فمثلاً كلمة الفيل في قوله (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) فقالوا أنها من أفول النجم وغيابه كما في قوله (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) فجعلوا أصحاب الفيل هم أصحاب غياب الرؤيا عن الحقائق الجلية ولذلك فهم فشلوا في مسعاهم وكيدهم لأنهم تنكبوا لطريق العقل والعلم والمعرفة وظلوا في غيهم يعمهون وهذا ينطبق على كل زمان ومكان ولا يقتصر على القصة التي اختلقها التراثيون من وحي خيالهم على فيل أبرهة ولذلك لم يعتمد القرآنيين على الروايات والأحاديث وأسباب النزول والسيرة النبوية لأنهم قالوا أنها وضعت بعد عصر التنزيل واختلقت من وحي الخيال للتأثير على النص القرآني بل ولبست تلبيساً إحترافياً بحبكة فنية للتشويق والإثارة الدرامية كما فعل ابن إسحاق في سيرته لأنه كان قاص شعبي له علاقات وطيدة ببلاط الحاكم كي يسلي الناس ويبث من خلاله حكايات وقصص ومزايدات فنية شعبية ثم اتخذها الناس ديناً بعد ذلك بالرغم عن عدم ذكرها في النص القرآني صراحةً!
وركز القرآنيون على أن القرآن نص حكمة كامل موحد يخاطب كل إنسان في أي زمان ومكان وغير قاصر على بيئة وعصر معين فقط، ولذلك حاولوا أن يخرجوا من قصص السيرة وأسباب النزول وأطلقوا النص في ساحات رحبة وآفاق واسعة وسماوات عالية وجعلوا للنص ظاهر وباطن وغاصوا في بحار معانيه حتى يلتقطوا درره وكنوزه وحلقوا بأجنحته في آفاق فضاءاته المعرفية فهو غزير في دلالاته وجزيل في أساليبه البلاغية، ولذلك خرجوا بمعاني مختلفة إختلاف جذري عما قدمه التراثيون.
فمثلاً في قضايا المرأة جعلوها متساوية في الخطاب القرآني تماماً مع الرجل، فجعلوا أن الحق لا يفرق بينهما وأن الخطاب القرءاني يتحدث عن النفس الإنسانية الواحدة ولا يميز في لسانه بين إمرأة ورجل أو ذكر وأنثى لأن كل تلك المسميات التي شوهها العرب. تختص بوظائف تنطبق على كلا الجنسين فمثلاً في تفسيرهم ( الرجال قوامون على النساء ) جعلوا الرجال تنطبق على كلا الجنسين وهو صفة لكل من يستطيع تحمل المسؤولية وقادر على أداء وظيفته على أكمل وجه فالمرأة لها حق القوامة والعصمة والرئاسة إن تمكنت من آداء وظيفتها بإقتدار وكذلك لها حق المساواة في الميراث والشهادة ولها حق التملك واتخاذ قرارها في الزواج بدون ولي إن أرادت ذلك ولها حق إختيار أزيائها بكل حرية فالقرآن لم يتدخل في ذلك ولها حرية التنقل والسفر وتقرير مصيرها كالرجل تماماً ، فجعلوا كلمات إمرأة وأنثى ونساء ونسوة لا تختص بجنس جندري معين بل تمتد لكلا الجنسين على حسب الدور الوظيفي الموكل إليه. ولذلك خرجوا من مأزق التمييز العنصري الجنسي.
فمثلاً هم يرون أن خطاب التأنيث في قوله ( المؤمنين والمؤمنات ) لا يقصد بها الذكور والإناث ولكن المؤمنين هم الأعلى درجة في إيمانهم من المؤمنات وهذا الخطاب يشمل الرجل والمرأة فمثلاً يمكن للمرأة أن تكون من المؤمنين والرجل يكون من المؤمنات ولذلك وصف مريم عليها السلام بقوله “وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)” ولم يقل الراكعات لتمكنها وعلو إيمانها!
أما عن رؤيتهم للقصص القرآني فهم يرون أنه قصص للعظة والعبرة والهداية والحكمة وليس قصص تاريخي واقعي بل هو فني إرشادي للتوجيهات الإنسانية العامة ، ويقولون بأن القصص الحق لا يعني بالضرورة أن يكون قد حدث واقعاً في زمن معين بل هو من الفن الحكيم الذي يمتد في كل البيئات والأزمنة تنزيل من حكيم خبير ، وتزعم هذا الموقف الباحث محمد أحمد خلف الله في رسالته للدكتوراه التي طبعت في كتاب (القصص الفني في القرآن ) ليواجه الطعون التي وجهت للقرءان في أن علماء التاريخ المحققين والآثاريين الأركيولوجيين لم يجدوا دليل واحد في التاريخ حتى الآن على الوجود الواقعي لتلك الشخصيات والأحداث فلم يجدوا مثلاً دليلاً على قصة فرعون و موسى في مصر أو خروج بني إسرائيل على الرغم من أن الحضارة المصرية القديمة لم تغفل عن تسجيل تفاصيل دقيقة وصغيرة جداً عن حياة المصريين وقتها كوصف رقصاتهم وأدوات الماكياچ والطهي والأزياء والعادات والتقاليد والأعراف والقوانين والهزائم العسكرية والإنتصارات فما بالك بتلك الأحداث الكبرى والتي تقترب من وصف المعجزات نظراً لأهميتها ولكن لم نسمع أي شيئ يُذكَر عنها.
ولذلك واجه الدكتور خلف الله وطه حسين أن القرآن حينما يقص قصة فرعون وموسى وإبراهيم وإسماعيل لا يعني بالضرورة وجودهم الواقعي التاريخي ولكن إيجادهم في وعي القارئ وخلقهم في خياله بكلمة الله التي هي أوقع من الواقع ذاته لأنها قادمة من الحق فلا نعبأ إن حدثت في زمن معين أم لا ولكن يمكن في نفس ذات الوقت إسقاطها أو بلفظة القرآن ( تنزيل) تلك الشخصيات والأحداث كرموز على كل إنسان قارئ لهذا النص، ولذا زعم القرآنيون أن الرسل والأنبياء هم مقامات بداخل كل نفس بشرية
فمقام إبراهيم هم مقام التبرؤ من الهيم بتراث الآباء، ومقام إسماعيل هو سمو السمع لإكتساب الوعي، وإسحاق لسحق الأفكار الميتة والتي ليست فيها حياة ولذلك يهب الرب مقام إبراهيم لكل من فعل.
مقام إسماعيل وإسحاق ( التخلية ثم التحلية ) بمفهوم الصوفية وهو سحق الخصال السيئة والتحلي بسمو الوعي والصفات الحسنة.
وكذلك يحيى من الحياة ، واليسع من السعي نحو السعة، وإدريس من الدرس والتحصيل، وزكريا من الذكر والتذكير، وسليمان من تتبع سنن السلام والترقي في سلم العلم والمعرفة.
والمسيح من عمل مسح شامل لكلمة الله سواءاً أكانت مكتوبة أم مخلوقة لإدراك جميع جوانبها، وموسى من المس و التخصص والتعمق العقلاني من قول الحق ( لا يمسه إلا المطهرون).
ومقام محمد عندهم هو أعلى وأفضل ما يتوصل إليه بداخل كل مقام من مقامات الأنبياء جميعاً وليس مقام منفصل بذاته فهو خاتم الأنبياء أي هو المصدق وأعلى وأفضل ما يمكنك تحقيقه بداخل كل مقام من مقامات النفس البشرية، إذن هم يرون أن الرسل هي مقامات وبرامج حية يمكن تفعيلها بداخلنا على حسب حال كل إنسان !
وأخيراً نستطيع أن نقول أن القرآنيين حاولوا قدر جهدهم من الوصول كتيار فكري يعتمد على النص القرآني فقط من حل مشكلات كثيرة توارثناها من التراث ولكنهم لم يتمكنوا من وضع منهج واضح معتمد يقنع الآخرين بكل تلك النتائج التي توصلوا إليها كأفراد، وخاصةً أنهم تيار حديث مازال في طور النشأة ولم تتبلور جهودهم في شكل منهجي وقواعد كي يتم نقدها بطريقة أكاديمية متخصصة بعد، ولكن يُحسَب لهم عقلنة النص وأنسنته ليتوافق مع العقل والمنطق والقيم الإنسانية العليا النبيلة والتي تتناسب مع غالبية البشر في أي زمان ومكان !
: جهود ومحاولات القرآنيين في رفع توتر القرآن الكريم … بقلم: شادي المصريلمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
0 comments