رحلة العمر..السفير عبد الرؤوف الريدي… بقلم: بهاء الريدي
بقلم: بهاء الريدي

صدرت مذكرات السفير الريدى عن دار نهضة مصر بقلمه تحت عنوان “رحلة العمر (مصر وأمريكا.. معارك الحرب والسلام)” فى 571 صفحه و 11 فصل تغطى الرحلة من مولده عام 1932. وقام بتصميم الغلاف حسين الشحات.
الكتاب به صور عديدة من طفولته وجميع المراحل السياسية وصور عائلية تجمع أولاده وأحفاده مُقدمًا بإهداء إلى زوجته.

تتكون الرحلة من محطات عديدة
القسم الأول: النشأة
عام 1932 كان الميلاد بعزبة البرج الضفة الأخرى من رأس البر بدمياط. كان والده أحد تجار عزبة البرج التى تشتهر بصيد الاسماك و صناعة السفن، وبها أكبر اسطول صيد في مصر تلك الفترة. نشط بها العديد من الأحزاب السياسية، وكانت ميول عزبة البرج وفدية. يحكى الريدي عن رأس البر وذكرياته بها ودراسته الابتدائية و الثانوية بمدينة دمياط، ودور والدته فى دفعه للتعليم فى ذلك الوقت و يشمل القسم الأول تأثير البيئة الثقافية والاجتماعية على تشكيل وعيه. يروي تفاصيل التحاقه بوزارة الخارجية المصرية عام 1955، واهتمامه المبكر بالشؤون الدولية، مما أهّله ليكون ضمن الجيل الجديد من الدبلوماسيين المصريين الذين ساهموا في إعادة صياغة دور مصر على الساحة الدولية بعد ثورة 1952.
القسم الثاني: المرحلة الدبلوماسية الأولى
يستعرض الريدي تجربته الأولى كملحق دبلوماسي في بعثة مصر لدى الأمم المتحدة. في هذه المرحلة، شارك في تمثيل مصر في المحافل الدولية، خاصةً في فترة كانت مصر فيها لاعبًا رئيسيًا في حركة عدم الانحياز بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.
تأثر بشخصيات عديدة مثل محمود فوزى1 وهمرشولد2 وعمله المباشر مع محمود رياض3 بالخارجية و الجامعة العربية، وتحدث عن حرب 67 و تداعياتها.
شارك في مؤتمر القمة الأول لدول عدم الانحياز في بلجراد، حيث أُتيحت له فرصة العمل عن قرب مع كبار القادة الدوليين كما شارك المتابعة الدبلوماسية لحرب السويس و تداعياتها بالأمم المتحدة.
يروي تفاصيل مشاركته في اللقاء الثلاثي بين عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي في نيودلهي.
يروي تفاصيل مشاركته في مباحثات السلام بكامب ديفيد وما حدث بها من تفاصيل.
القسم الثالث: مناصب جديدة
مع مرور الوقت، تولى الريدي مناصب أكثر أهمية، من بينها: •مندوب مصر لدى الأمم المتحدة في جنيف، حيث أُتيحت له الفرصة لفهم أعمق للدبلوماسية متعددة الأطراف.
•سفير مصر في باكستان عام 1979، في مرحلة كانت العلاقات الدولية فيها تتسم بالتوتر بسبب الحرب الباردة والنزاعات الإقليمية في جنوب آسيا و الصراع فى أفغانستان.
القسم الرابع: السفير في واشنطن (1984-1992)
يُعد هذا القسم هو قلب الكتاب، حيث يقدم الريدي تجربة غنية وشهادة مباشرة على العلاقات المصرية الأمريكية خلال فترة مهمة من التاريخ كانت أحداثها الرئيسية:
•تعزيز العلاقات الثنائية: يوضح الريدي كيف عمل على تقوية العلاقات بين مصر وأمريكا ، خاصة في فترة شهدت تقاربًا استراتيجيًا بين البلدين.
•أكيلى لوروا : تفاصيل حادث أختطاف السفينه الأيطالية ومحاوله حل أزمة المختطفين والخاطفين وتأثير ذلك على العلاقات المصرية الأمريكية.
• حرب الخليج وأزمة الكويت: يروي تفاصيل أزمة غزو العراق للكويت عام 1990، ودور مصر في التحالف الدولي لتحرير الكويت، وكيف أثرت تلك الأزمة على السياسة الإقليمية والدولية.
•إسقاط ديون مصر :كان هو صاحب فكره مناقشة أمريكا لإسقاط ديون مصر و الفاعل الأساسى فى التفاوض و قد شارك أيضًا كل من أشرف غربال4 وأبو غزالة5 فى الاتصال بأعضاء الكونجرس.
• بطرس غالي أمينًا عامًا للأمم المتحدة : المساهمة خلال وجوده بواشنطن فى دعم بطرس غالى ليكون أمينًا عامًا للأمم المتحدة.

القسم الخامس: التأملات والدروس المستفادة
يخصص الريدي جزءًا من الكتاب لتحليل الدور الذي تلعبه الدبلوماسية في تشكيل العلاقات الدولية، ويعرض رؤيته لمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، مؤكدًا على ضرورة أن تكون هذه العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
الخاتمة: مكتبة مصر العامة ورؤية ثقافية
يختتم الريدي الكتاب بالحديث عن دوره في تأسيس مكتبة مصر العامة، التي يراها إنجازًا شخصيًا ومساهمة في تعزيز التعليم والثقافة في المجتمع المصري، حيث بلغت أفرع المكتبه ما يقرب من 50 فرع فى جميع المناطق من أسوان جنوبًا حنى دمياط شمالًا، ويتحدث عن دوره فى تأسيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، و أهميته فى التواصل مع المؤسسات الخاجية.
- محمود فوزي (19 سبتمبر 1900 – 12 يونيو 1981)، نائب رئيس جمهورية مصر العربية بالفترة من 16 يناير 1972 حتى 18 سبتمبر 1974 وذلك أثناء فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات، وقبلها كان رئيسًا للوزراء، كما كان وزيرًا للخارجية وذلك بعد قيام ثورة 23 يوليو. ↩︎
- داغ همرشولد (1905 – 18 سبتمبر 1961) هو اقتصادي سويدي والأمين العام للأمم المتحدة بين 1953 و1961 ↩︎
- محمود رياض كان دبلوماسيًا مصريًا. كان سفيرًا لمصر لدى الأمم المتحدة من عام 1962 إلى عام 1964، ووزيرًا للخارجية المصرية من عام 1964 إلى عام 1972، وأمينًا عامًا لجامعة الدول العربية من عام 1972 إلى عام 1979. كان رياض ضابطًا في الجيش تحول إلى دبلوماسي، وكان يُعتبر خبيرًا في الشؤون العربية. ↩︎
- أشرف غربال (مايو 1925 – 29 نوفمبر 2005)، كان دبلوماسيًا مصريًا، وسفير مصر لدى الولايات المتحدة من 1973 حتى 1986.
↩︎ - المشير / محمد عبد الحليم أبو غزالة (15 يناير 1930 – 6 سبتمبر 2008) قائد عسكري مصري، شغل منصب وزير دفاع مصر في أواخر عهد محمد أنور السادات وبداية عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك لعدة سنوات حتى سنة 1989، شارك في حرب أكتوبر 1973 قائدًا لمدفعية الجيش الثاني. ↩︎
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد