عبدالجواد ياسين يقرأ ويتابع كل هذه المشاريع بعد أن بدأ من أرضية سلفية تقليدية في تعاملها مع التراث قام بتعديل أفكاره ليجيب عن سؤال الذات والآخر.

كتب

محمود عماد

احتفالا بسبعينية المفكر عبد الجواد ياسين، قدمت تفكير موسم ثقافي كبير خلال شهر سبتمبر يتكون من 15 ندوة حول نتاجه الفكري، ويساهم فيه محاضرين ومفكرين من الشرق والغرب، ويختتم الموسم بحوار مفتوح مع عبد الجواد ياسين.

وهذه هي المحاضرة الرابعة من الموسم يقدمها لدكتور مولاي أحمد صابر 

بعنوان “سؤال الدين والتدين في فكر عبد الجواد ياسين” التي أقيمت يوم السبت 7 سبتمبر 2024 وقد أدار الندوة أ/محمد عوض 

تعريف بالمحاضر

د. مولاي أحمد صابر كاتب وباحث مغربي حاصل على شهادة الدكتوراه؛ مختص في قضايا الفكر الإسلامي المعاصر والدراسات القرآنية.

من مؤلفاته: “منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم: سورة البقرة نموذجا”، و”لوحي دراسة تحليلية للمفردة القرآنية”،

و”التداول اللغوي للمفردة بين الشعر والقرآن”، و”القرآن ومطلب القراءة الداخلية سورة التوبة نموذجا”.

افتتاحية

بدأ د/صابر بالشكر والامتنان لصالون تفكير على الاستضافة، وبالجهود التي تقدمها تفكير واستعداده للظهور في أى وقت لدى منصة “تفكير”، وحكى بداية معرفته بالمفكر عبدالجواد ياسين من خلال كتابه “السلطة في الإسلام” ثم مقابلته لأول مرة في أبو ظبي مصادفةً عندما تعرف على ابن الاستاذ ياسين، ثم توالت المقابلات بعد هذه المقابلة أكثر من مرة وهو يعتز بصداقته كثيراً ويثني على علاقته الوطيدة بالشباب وتحفيزهم، ويتمنى له مزيد من العطاء المستمر.

جذور مشروعه الفكري 

ثم أوضح أن انطلاق مشروع ياسين جاء بعد مرحتلين: وهما النصف الأول من القرن العشرين حيث جدلية التقدم الغربي والتخلف العربي التي أعقبها رواد من المفكرين المسلمين الذين حاولوا عمل المقاربة بين الدين وبين العلوم الغربية الحديثة مثل محمد عبده. أما المرحلة الثانية في النصف الثاني من القرن العشرين كانت بها هزيمة 67 ومع الهزيمة تجدد السؤال حول قابلية الاستعمار وأدركت نخبة من المثقفين مثل مالك بن نبي وعابد الجابري أن الأزمة في داخل الأمة العربية وفي تعاملها مع تراثها.

الإجابة التقليدية لم تعد كافية

كان عبدالجواد ياسين يقرأ ويتابع كل هذه المشاريع بعد أن بدأ من أرضية سلفية تقليدية في تعاملها مع التراث قام بتعديل أفكاره ليجيب عن سؤال الذات والآخر ويعد كتاب السلطة في الإسلام هو استثمار المشاريع الفكرية السابقة عليه في دراسة علاقتنا بالتراث وكيفية تعاملنا معه، وقد تقاطعت أفكاره بالفعل مع أفكار نصر أبو زيد والجابري وعبدالمجيد الصغير في إثبات العلاقة بين تشكل الحديث النبوي في فترات تالية على القرن الأول وبدافع سياسي سلطوي وهو ما كوّن العقل العربي.

إسلام تشكل في التاريخ 

يحرر كتاب “السلطة في الإسلام” المسلم من التدين الذي ساد في فترات سابقة في التاريخ الإسلامي عن طريق التفرقة بين الدين (القرآن) / والتدين (الحديث) الذي يتغير بفعل التاريخ والاجتماع، وهي ذات الفكرة التي قدمها في كتابه الثاني “الدين والتدين” وضرب كثير من الأمثلة من داخل القرآن نفسه حتى يثبت أن التشريع داخل القرآن يستوعب الأنثروبولوجيا العربية الموجودة في العصر النبوي وعلى هذا يكون الدين هو الله والأخلاق الكلية الثابتة، أما التدين فهو التشريعات التي يتداخل فيها الاجتماع، فإذا تغير العصر أو تغير المجتمع تتغير التشريعات. لذلك الدين مطلق ثابت والتدين نسبي متغير.

فائدة التفرقة بين الدين والتدين

يدعونا عبدالجواد ياسين للانفتاح على مختلف الثقافات والانخراط بين الأمم المختلفة وإيجاد مشتركات بين الجميع والانسجام مع العالم باختلافاته، فجميع الثقافات تتجلى فيها قيم الأخلاق العليا لكن تختلف التطبيقات، مما يقودنا لمناطق أكثر تقبلا وانفتاحا على الآخر وينشر السلام بين العالم العربي والعالم.

نظرة نقدية

ينتقد د/صابر عدم إجابة المستشار عبدالجواد ياسين عن كيف نتعامل مع الحداثة ولا مع المشاكل التى ورطتنا فيها الحداثة، فهو لم ينقدها ولم يتطرق للتعاطي السياسي فهو قال إن التدين دائما ما تفرضه السلطة بينما هي علاقة جدلية بين السلطة وبين عموم المتدينين المؤثرين في حركة التاريخ أيضا وهي من النقاط الغائبة في فكر ياسين.

كما أنه لم يأتي بجديد فهو كقطبي الرحى الذي يدور حول النص من البداية إلى النهاية سواء كان القرآن أو الحديث فهو يدور حول النصوص ولم يتجاوزها، كذلك يؤخذ عليه غياب العلاقة بين الإسلام والأديان السابقة عليه.

واختتم كلامه بتساؤل هام يمكن للدارسين البحث فيه داخل مشروع ياسين وهو ما المتبقي من النص القرآني ويعتبر ثابت لم يتغير؟ 

• YouTube
• YouTube
• Telegram
• Facebook

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com