ساندوتشات بلدي .. بقلم: جمال عمر
عن رحلته الأخيرة إلى مصر، يلتقط جمال عمر بعض اللقطات والمشاهد. وهذا هو المشهد الثاني: “ساندوتشات بلدي”.
بقلم: جمال عمر
مؤسس صالون وأكاديمية تفكير

-1-
ساندوتشات بلدي
كنت قد وصلت أمس لبيت أسرتي في الجهة المقابلة لمدينة بنها من النيل حين تواصلنا لكي نلتقي على إفطار وكوب من الشاي في مقهى ما في مدينة بنها. اتفقنا أن نتقابل عند محل ساندوتشات فول وطعمية شهير ببنها “الجديدة”، محل الرشيدي، أفضل المشي، من البيت وعبور كوبري بنها المعدني الشهير، والمرور على “النفق” أو “الكوبري” في مدخل الكوبري من ناحية بنها بدلا من إشارة المرور الشهيرة، التي تم اقتلاعها، لكن ظل التقاطع مسمى باسمها، فأرى قصر ثقافة بنها الذي شكّل وعينا بعروض السينما بها، ما زالت واجهات الرخام التي تم نزعها لتجديد المبنى من أحد المصانع الحربية كما هي منذ العام الماضي.

وسرت في الشارع الواسع الذي كان يوما ما هو جزء من طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي. حتى منتصف تسعينات القرن الماضي حينما تم تعديل الطريق ليمر خارج بنها وعمل كوبري خرساني، مما جعل هذا الشارع الواسع هو شارع حي في بنها الجديدة، مباني جامعة بنها، وقصر من قصور أسرة محمد علي كمبنى لإدارة الجامعة، وقبله مبنى لشرطة النجدة، وبعده مبنى لمباحث “أمن الدولة” الأمن الوطني الآن.
صديقي الدكتور الجامعي، يعرف أين يجد ركنة لسيارته الزرقاء القديمة، في هذه الحالات أكون كطفل أتبعه لأن التغيرات التي حدثت من طول سنوات رحيلي تجعلني لا أعرف تفاصيل كثيرة من واقع الحياة. المحل الصغير كان زحمة جدا، رغم أننا نقترب من ظهر اليوم مازال الناس يشترون وجبات إفطار، أتذكر هذه المباني قد تم بناؤها من المحافظة على جزء أخضر حين تم إعادة تخطيط الطريق في منتصف التسعينات بنقل الطريق الزراعي خارج المدينة.
اقترح عليَّ أن نجلس في كافيه ويذهب هو ليُحضر الإفطار، من محل آخر للرشيدي خلف المحل السابق، لأني أتناول الخبز المصري الأسمر وليس الخبز الأبيض الشامي، الذي أصبح خبز سندوتشات الفول والطعمية.
المقهى يحمل اسم كلمة فرنسية مكتوبة بالعربي وبحروف لاتينية، أرى هذه الكافيهات لأول مرة، سور من النباتات الخضراء يحيط بمساحة تم وضع كاربت أخضر للأرضية كأنه نجيلة خضراء، وشمسيات وكراسي منتشرة وهناك جزء من مبنى، به كراسي داخلية.
عادت بي الذاكرة لهذه المنطقة حيث كان يسكن مقرر فصلنا في أولى ثانوي الجابري، الذي كان يثبتنا حضور في اليوم الذي نترك فيه المدرسة للذهاب لسينما قصر ثقافة بنها، فمنظومة دولة يوليو بنت مساكن هنا عبارة عن خمسة طوابق كل طابق شقتين، محاطة بمساحة خضراء، فتم تحويل الشقتين في الدور الأرضي إلى مشروع استثماري كافية وتم تضمين المساحة الخضراء العامة كجزء من الكافية، كيف وعلى أي أساس قانوني؟ هذا موضوع آخر.

كان قد عاد بجلبابه الأزرق السماوي المكوي وشعره المهندم الذي يحوي خصلات بيضاء جميلة، ونظارة بسيطة، لمحت أزرار جلبابه اللامعة، التي تختلف عن أزرار الجلباب في التسعينات من القرن الماضي، وحين علقت عليها ابتسم ابتسامة عريضة، وقال “كنت متأكد أن دي أول شيء هتعلق عليه”. وبينما نتناول السندوتشات والشاي وإذا بمكالمة تليفونية تصله، تنهي جلستنا معا.
ممن هذه المكالمة وما الذي حدث؟… انتظروا المشهد القادم…
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليق واحد