ست الحسن والجمال … بقلم: إيمان إسماعيل

بقلم: إيمان إسماعيل

440878463_442015385185178_4507253607105617610_n ست الحسن والجمال ... بقلم: إيمان إسماعيل

كان ياما كان يا سعد يا كرام وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصّلاة والسّلام، كان في بنت حلوة جدا… أحلى بنت في بلدهم… جمالها مشافتوش عين.. وعشان كده أهلها سموها ست الحسن والجمال.

للأسف أمها ماتت وهي صغيرة… واضطر أبوها يتجوز ست تانية هي كمان عندها بنت… بس البنت مكانتش حلوة… وعشان كده أمها سمتها أم الخسر، مرات أبوها كانت بتغير من جمالها وكانت خايفة على بنتها لما تكبر محدش يتجوزها عشان جمال ست الحسن، عدت الأيام ومرات أبوها بتخليها تعمل كل الشغل لوحدها عشان تتعبها وتخلي شكلها يتغير… بس عمر ده ما حصل.. وكانت ست الحسن كل ما تكبر تحلو أكتر…

لحد ما قررت مرات أبوها انها تخلص منها، سمعت مرات أبوها ان في تمساح كبير في جنب البير البعيد وكل اللي يروح هناك التمساح بياكله فطلبت من ست الحسن تروح تجيب مياه منه… استغربت ست الحسن وقالت: ما احنا دايما بنجيب من البير القريب… ردت مرات أبوها انها سمعت ان البحيرة ميتها طاهرة وبتشفي الأمراض… وافقت ست الحسن وراحت للبير وجابت المياه وفي الطريق وهي راجعة سمعت صوت حد بيتكلم…

بصت حواليها ملقتش حد… بعدين لقت حمامة بيضا بتميل عليها وبتسألها “اسقيني” سقتها ست الحسن ودعت لها الحمامة “روحي يجعل بياضي في وجهك مش في شعرك” ردت ست الحسن وهي خايفة وقالت لها: انا ست الحسن… ومشيت ست الحسن وهي وشها بيشع جمال، وفي الطريق قابلت نخلة قالت لها… أنا عطشانة… ممكن تسقيني… وافقت ست الحسن وسقتها وسقت كل النخل حواليها … وقالت لها النخلة: روحي يجعل طولي في شعرك مش في رجليكي… وفعلا طول شعر ست الحسن ومشيت وقابلت غراب سألها اسقيني… سقته ودعى لها “روحي يجعل سوادي في شعرك مش في قلبك”.

روحت ست الحسن ولما شافتها مرات أبوها سألتها عن جمالها اللي زاد… حكت لها عن الحمامة والنخلة والغراب، وفورا طلبت من بنتها أم الخسر انها تروح للبير وحصل.. راحت أم الخسر وجابت مياه وفي الطريق سألتها الحمامة “اسقيني” ردت عليها أم الخسر: أسقيكي من قلة أمي المبخرة المعطرة؟! لا، ردت الحمامة ودعت عليها “روحي يجعل بياضي في شعرك مش في وجهك” وفعلا ابيض شعرها.

وعدت على النخلة وقالت لها “اسقيني”، قالت أم الخسر: عاوزاني أسقيكي من قلة أمي المبخرة المعطرة؟! لا. قالت لها النخلة: “روحي يجعل طولي في رجليكي مش في شعرك”، وقابلت الغراب وسألها: اسقيني، وردت أم الخسر “عاوزني أسقيك من قلة أمي المبخرة المعطرة؟! لا، قالها الغراب: روحي يجعل سوادي في وجهك وقلبك، رجعت أم الخسر وهي بحالة وحشة… طويلة وشعرها أبيض ووشها مفحم ولما شافتها أمها فضلت تصرخ وتلطم وتبكي.

مرت الأيام ومرات أبو ست الحسن بتكرهها أكتر واكتر ومصرة تقتلها… وفي يوم سمعت ان في غولة ساكنة في قلب الجبل… جوا كهف محدش بيقدر يعدي قدامه من كتر الرعب، طلبت منها مرات أبوها تروح للغولة عشان تستلف منها الغربال، وسمعت ست الحسن الكلام وراحت للكهف…

وفي الطريق قابلت رعاة غنم سألوها رايحة فين؟ قالت لهم: طالعة الجبل أجيب الغربال من الغولة لمرات ابويا.. قالولها: طيب خدي شوية الحمص دول، ولو الغولة قالت لك فليني، فليها، وكل ما تلاقي قمل ارميه وكلي الحمص وقوليلها قملك حلو يا خالة. مشيت وسابتهم… وبعدين قابلها واحد وسألها انتي مين؟ قالت له: اسمي ست الحسن. وهي عجبته جدا وهو كمان…

وسابته ومشيت ومكانتش تعرف انه الأمير، وصلت ست الحسن لكهف أمنا الغولة… أول ما دخلت لقت ريحة وحشة… بصت حواليها لقت وساخة في كل مكان… وفجأة خرجت لها ست عجوزة متوسخة وريحتها وحشة، خافت منها ست الحسن… قالت لها الغولة: انتي جاية ليه؟ قالت لها: عاوزة الغربال لمرات أبويا قالت الغولة: أنا جعانة.. تعرفي تطبخي؟ ردت ست الحسن: اه بعرف.. قالت لها: المطبخ عندك شوفي هتأكليني ايه. دخلت ست الحسن ملقتش حاجات كتير.. يا دوب فرخة وشوية خضار… طبختهم ونضفت المكان.

وقبل ما تأكل الغولة قالت لها: ايه رأيك تستحمي.. ردت الغولة: ازاي؟ أنا مبعرفش. طلبت منها ست الحسن انها تسيبها تساعدها وفعلا ساعدتها.. حمتها ونضفت هدومها وسرحت شعرها ورتبت لها السرير وبعدين أكلتها، وطلبت منها الغولة تفليها وتاكل القمل.. وكل مرة ست الحسن تلاقي قمل ترميه وتاكل حبة حمص وتقولها قملك حلو يا خالة. وقالت لها على مكان الدهب وقالت خدي اللي يكفيكي، دخلت ست الحسن عند الدهب وملت ايدها وجيبها وقالت دول كفاية.

وهي خارجة سألتها الغولة: أخدتي قد إيه؟ ورتها ست الحسن الدهب.. ضحكت الغولة وفجأة جه عقد وخواتم وحلق وخلخال دهب، وأمرتهم الغولة إنهم يبقوا في رقبة وصوابع وودن ورجل ست الحسن وانهم ميتقلعوش منها أبدا.. وكل ما تحتاج فلوس يطلع من قلبهم دهب يساعدها… ولبستها كمان فستان دهب وجزمة دهب، رجعت ست الحسن للبيت وكانت مرات أبوها متغاظة إنها مماتتش وفي نفس الوقت فرحانة بالدهب.

حاولت تاخد العقد والخواتم والحلق والخلخال بس مبيتقلعوش.. استغربت ولما عرفت قررت تبعت أم الخسر هي كمان عشان يبقى معاها دهب طول عمرها. خرجت أم الخسر وفي الطريق قابلت الرعاة وسألوها رايحة فين.. قالت لهم: وانتوا مالكم ما تخليكم في حالكم؟ ردوا عليها “روحي يا رب الغولة تاكلك” وصلت للكهف ولقته متوسخ ومليان زباله وريحته وحشة وقالت: “إف ايه القرف ده؟!”.

خرجت الغولة متوسخة ومنكوشة وسألت أم الخسر: انتي مين وعايزة ايه؟ قالت لها: أمي بعتاني آخد الغربال، ردت الغولة: بتعرفي تطبخي؟ قالت لها أم الخسر: لا. قالت الغولة: طب أدخلي المطبخ وجربي.. دخلت لقت فرخة وخضار.. ومعرفتش تطبخهم.. طلعت الفرخة نص سوا والخضار ني ولما داقتهم الغولة غضبت وسألت أم الخسر: حميني ونضفي المكان، دخلت أم الخسر الحمام مع الغولة ومسكت الليفة والصابون وفضلت تدعك جامد فيها والغولة تصرخ وتشتمها، لما طلعت قالت لها: فليني وكلي القمل..

وفلتها وكل ما تلاقي قمل تقولها “جاتك القرف قملك يقرف زيك”، خلصت والغولة خدتها لمكان الحديد ولبستها كل حاجة حديد في حديد، حلق حديد وخواتم حديد وخلخال حديد وسلسلة حديد وفي الآخر فستان وجزمة حديد، وقالت لها: ميتقلعوش من جسمك أبدا. روحت أم الخسر ولما أمها شافتها صرخت ولطمت، والأمير اللي قابل ست الحسن في الطريق جا لبيتها واتقدم لها عشان يتجوزها.

قررت مرات أبوها إنها تبدل ست الحسن بأم الخسر وركبتها على الناقة وخبت ست الحسن في أوضة الخزين اللي اسمها الطاقة، وهنا بدأ الكلب بتاع ست الحسن ينبح وينادي: الحلوة جوا الطاقة وأم الخسر فوق الناقة.. الحلوة جوا الطاقة وأم الخسر فوق الناقة، واكتشف الأمير ان اللي فوق الناقة مش العروسة اللي هو عاوزها والجوازة باظت، وخافت ست الحسن وقتها وهربت من البيت لاحسن مرات أبوها تنتقم منها وتعذبها أكتر، مكانش عندها مكان وخافت حد يعرف عن الدهب اللي معاها وتتأذي..

فقررت تلبس توب راجل عجوز وسكنت في كوخ بوص، وراحت لبيت الأمير اللي هي متعرفش انها قابلته قبل كده.. وقالت للحرس وهي متنكرة “أنا راجل عجوز ومحتاج شغل، ساعدوني” قالولها طيب تشتغلي ترعي البقر؟ لا كبير وممكن يفعصني يموتني طب ترعي الغنم؟ لا مقدرش عليه، هيجري بعيد ومش هعرف ألمه طب ترعي الوز اه الوز ساهل اقوله بِط يبِط..

اشتغلت ترعى الوز، وكل يوم كانت تسرق وزة تدبحها وتاكلها، والحراس كانوا فاكرين ان حد بيغفلها ويسرق الوز من وراها على أساس أنها راجل عجوز، وبلغوا الأمير وقرر هو بنفسه يراقبها عشان يمسك الحرامي، وفضل مراقبها من بعيد لحد ما خلصت رعي واخدت وزة وراحت بيها على الكوخ، ومن شباك الكوخ شافها وهي بتقلع توب الراجل العجوز وبتفر شعرها وبتنضف وشها واكتشف انها البنت اللي قابلها ومتكلمش..

رجع لقصره وتاني يوم أمر حراسه يجيبوها عشان يحقق معاها في موضوع الوز، ووصلت ست الحسن وفضل يضغط عليها انها حرامية وسرقت الوز وانه هيقتلها، وخافت ست الحسن وقررت تحكي له الحقيقة، وبعد ما خلصت طلبها الأمير للجواز، وعاشوا مع بعض في القصر الكبير في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات وتوتة توتة فرغت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة؟

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات