شعور الراجل بعد أن يضرب امرأة … بقلم: إيمان اسماعيل
سيكولوجية الفرد المقهور فى المجتمع هو بيبقى مقهور من مديره والسلطة والحكومة فبيطلع غله على الاضعف وكذلك الام لو غير سوية بتطلع غلها فى الاطفال وهكذ.
بقلم: إيمان إسماعيل

بماذا يشعر الرجل بعد أن يضرب المرأة؟
كان هذا محور إحدى المنشورات على صالون تفكير ضمن موضوع الضرب، جاءت الإجابة متنوعة، وملفتة ومن بينها الغريب وغير المتوقع.
شاركت بعض النساء بإجابات قد تكون متوقعة، مثل “بس متقوليش راجل، ما هو ميصنفش راجل، مافيش راجل بيضرب، بيحس انه قوي وقادر على حد أضعف منه ويمكن دي اول مرة يحس كده، غلبان… معندهوش الحجة يقنع اللي قدامه فنستخدم الدراع يمكن يقنع”، من الإجابات التي تستحق التوقف والنظر كانت إجابة السيدة ع. م. التي قالت “يشعر ب relief وقتي اعتقد” ما نوع الارتياح الذي قد يشعر به الرجل بعد أن يضرب إمرأة؟
نشرت المعاهد الوطنية للصحة بأمريكا دراسة أجرتها عن هذا الموضوع واتخذت المجتمع الهندي نموذجا، حيث أجرت استطلاعات رأي شارك فيها حوالي 276672 رجلاً تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر والخمسين، تسائلت الدراسة عن شعور الرجل في وقائع ضرب الزوجة في سبعة مواقف وهي:
خروج الزوجة من البيت بدون إذن مسبق
إهمال الزوج أو الأطفال
رفض العلاقة الجنسية
طهو طعام سئ
الشك فيها واحتمالية الخيانة
تجادله
لا تحترم عائلته
في عامي 2005 و2006 جاءت إجابة 50% من الرجال المشاركين تبرر ضرب المرأة في موقف واحد على الأقل من بين سبعة مواقف عرضت عليهم
وعندما أعيدت الاستطلاعات في عامي 2015-16، كانت النسبة 42%، أما في 2019- 21 فقد ارتفعت النسبة مرة أخرى ل44%!!
تقول الدراسة أن الرجال الذين يمتلكون سلطة إدارة البيت وسلطة التحكم في الحياة الجنسية الزوجية كانوا أكثر تبريراً للضرب من قرنائهم الذين يعيشون حياة تقوم على المساواة.
وكذلك أشارت الدراسة إلى أن الرجال الذين جاءوا من خلفيات فقيرة أو لديها تاريخ عنف أسري أو مدمني الكحول أو الذين لم يتلقوا قدرا كافيا من التعليم أو من يقطنوا المناطق الريفية كانوا من أعلى المؤيدين لضرب الزوجة في سياقات مختلفة.
تؤكد الدراسة أن ضرب الزوجات يحدث بغض النظر عن الهويات الإجتماعية والثقافية والدينية والخلفيات الاقتصادية، لكن المثير للقلق هو القبول الاجتماعي والثقافي الواسع لهذه الجريمة،

بالنظر لإجابات بعض الرجال على البوست في الصالون قد نلمح شيئا مما جاء في تلك الدراسة.
يقول السيد م. ع. “على حسب دوافعه وملابسات الموقف، ده سؤال عام مينفعش ناخد عليه إجابة موحدة”، أما السيد خ. ح فقد وجه أسئلته لكاتب المنشور قائلا “عمرك ما ضربت حد يا…؟ سواء تأديباً أو دفاعاً أو عدواناً؟ أظن إحساس مماثل”، ويقول السيد م. ع. “ماهو علي حسب ومش مهم مين اللي اتضرب راجل او ست .. في ناس موهزأين ضروري يخدو علي دماغهم”!!
أما الأستاذ س. ح. فقد قص علينا جانبا من قصة عاشها وأعتقد أن جميعنا سمع أو عاش مثلها “والله تناقشت مره مع رجل يحمل شهاده الدكتوراه فى العظام وهو أستاذ جامعى..ومن أصل ريفى وكان مشجعا على ارتكاب مثل هذا السلوك السادى مع الزوجه ولم يجرمه..وعلى سبيل التأديب والإصلاح والتهذيب..وكأننا نعيش فى إصلاحيه للأحداث…!”
والسيد م. ع. عرض تفصيلة حُكيت له قائلا “ايده بتوجعه دا تعليق واحد صاحبي ضرب مراته” واكتفي السيد م. س. بكلمة واحدة “الرضا”
على الجانب الآخر جاءت إجابات مستنكرة فكرة العنف وضرب الزوجة، وتنوعت بين اجابات جادة وممازحة، يقول السيد م. أ. “انه اهان نفسه الجميلة التي راها فيها” والسيد م. م. ك. “بالخزي والعار !” والسيد ه ج. “نوع من العجز اللي بيحتاج يأكده لنفسه بالتفوق البدني العجز عن الحوار والاقناع والسيطرة والتحكم في نفسه وادارة الغضب”
أما د. أ. م. فقال “الشخص اللى بيضرب حد عموما وهو مش خايف من العقوبه او رد فعل قوى…الشخص ده جبان جدا حتى لو اظهر غير ذلك..انما لو فيه حد يرد له الضربه حتى لو بعد حين هيتردد…انما بقى الشخص المفقوع ومصمم يضرب وهو عارف العواقب يبقى بيضرب لانه الشخص المضروب اعتدى عليه ولو معنويا”
أما السيد ف. غ. فقد أسهب في تعليقه قائلا “شعور الذكورة المتجاوز عزيزتى يعززها قوة البنية ،، مقابل ضعف الانثى ، بنيويا ،
وايضا ، لثقافة الرجل العربى الذى يعتبر المرأة ملكية منذ أزمان الجاهلية وامتدت إلى الآن ،
ولا تجهدى نفسك عزيزتى ، فالضرب هو عراك ، والعراك موجود كمشكل وجودى فى كل الكائنات حتى منها الجماد ،مثل ثورة البراكين والعواصف والزلازل ،ومثلها فى الكائنات الحيه ، الرجل يثور والشعب يثور ، والفرد يثور والطفل الرضيع يثور ، إذن الضرب والتضارب نوعا من الوجود فى بنية الكائن أو الجسد الكونى الحى ، تعتبرها جينات متأصلة للجسد الكونى ، ويصعب محاربة والقضاء على سلوك حينى لأى جسد ،
إذن الضرب موجود.فى بنية الوجود ، ولكن تهذبه الإنسانية بالدين والقانون و التعليم والثقافة ،
اخيرا
احيانا تضطرى تضربى فلذات قلبك وهو طفلك المدلل والمحبوب ،بمعنى الضرب جين كونى واحد مكونات الكينون ،اذن نتكلم فقط عن كيف نهذبة ، ويكون هادف ، لكن عموما للزوجة إهانة ودى ثقافة يلزمها وقت وعصر جديد فى مستقبل منظور محمول بثقافة وتعليم جيد
تحياتى”
حملت التعليقات النسائية مرارة واضحة، ربما تعكس جزءا بسيطا من المعاناة، ليست بالضرورة معاناة شخصية لهن لكن قد تكون معاناة الأنثى في ظل قبول العنف اجتماعيا وثقافيا ودينيا ضدها.
قالت السيدة م. س. “ما أظنش أنه بيكون سعيد إلا لو مريض ، لأنه فش غله من شخص أخر وأهان نفسه بالتصرف ده ،
المشكلة الحقيقية فى الست أو الأهل اللى يرضوا بإهانة بنتهم”، والسيدة م. ع. “كنت شيرت قبل كده على صفحتى بوست عن سيكولوجية الفرد المقهور فى المجتمع هو بيبقى مقهور من مديره والسلطة والحكومة فبيطلع غله على الاضعف وكذلك الام لو غير سوية بتطلع غلها فى الاطفال وهكذا”

والسيدة ت. أ. “الراجل ايل بيضرب ست لعدة اسباب اولا التربية ايل بيربوا الولد من صغره انه راجل و قوي و البنت ضعيفة ليس لها شخصية لذلك بيعتبر نفسه اقوي تاني سبب ان يكون بيشوف والده بيضرب والدته و اخواته البنات من صغره ان دة عادي من حقه كرجل ضرب زوجته و اخواته البنات تالت سبب الشيوخ ايل بيتكلموا ليل نهار علي ان المراءة ليس لها قيمة في المجتمع و من حق الرجل سواء الزوج او الاخ التحكم في كل شيء في حياتها و هي عبدة للرجل بما فيه ضربها في الفراش كاءن الست دي عبارة عن شيء لمتعة الرجل و ليست انسانة لها حقوق مثلها مثله كانسان لذلك هو بيشعر بالعزة و الكرامة و القوة و الانتصار و انه قام بواجبه كارجل . و في الحقيقة الحيوان افضل منه”
والسيدة ر. ع. “هيشعر بإيه يعني طالما الامر بالنسبة له عادي ومشرع ؟ زي ما بيضرب ابنه بالظبط … بيشعر انه عمل اللي عليه واوفى حق قوامته”،
أما السيدة ع. م. فقالت “بيطلع الغضب وكل المشاعر السلبيه المكبوته واكيد ده شعور اى حد بيمارس العنف تجاه اخرين
دايما يختار الاضعف عشان يطلع فيه عقده”
تناول مجلة تفكير لموضوع الضرب اضغط هنا
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد