ضربة الأول من أكتوبر.. إيران تلقي بالقفاز في وجه العدوان ولا تتراجع.. كتب: شادي عمر الشربيني
بقلم: شادي الشربيني

فعلتها إيران..
أطلقت قوس الصبر الذي عملت إسرائيل والولايات المتحدة ومن وراءهم على شده إلى أخر المدى. اللعبة مشهورة ومعروفة خصوصا في عالم السياسة والمواجهات الإقليمية والعالمية، حيث يتم الضغط على الخصم وشد قوس صبره، وهنا تكون المخاطرة، أو سياسة حافة الهاوية حسب التعبير الأمريكي الشهير. ضربات متتالية يتم توجيهها إلى طرف بحيث تكون مؤلمة بل وبطعم الإهانة والإذلال، لكنها أيضًا ليست إعلان حرب صريح يمكن أن يبرر الرد المباشر. يقع الطرف المقصود في حالة تردد وبلبلة، فلا يعرف إذا كان الأسلم في هذا الوقت هو ابتلاع الضربات والاستعانة بالصبر الاستراتيجي والتاريخي لكي يفوت فرصة توريطه على الاطراف المهاجمة، أم أن السكوت والانتظار هو طريق النهاية، حيث تمضي عملية ذبحه ببطء وبدون ألم كبير يسبب انتفاضة المذبوح!!
هكذا كانت المقاربة الصهيوأمركية / الغربية مع إيران على مدار عقد تقريبًا. يبدأ الأمر بعمليات هجوم وتخريب سيبرانية وإلكترونية ثم يتصاعد للوصول إلى تنفيذ اغتيالات تطول قادة البرنامج النووي الإيراني وقادة البرامج التسليحية المتميزة، ثم تتطور الأمور بشكل مرعب وخطير باغتيال قائد حماس إسماعيل هنية فوق الأراضي الإيرانية قي يوم حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وأخيرًا كانت القارعة باغتيال إسرائيل القائد الأيقوني حسن نصر الله!!
نعم القارعة.. اقدام إسرائيل على اغتيال نصر الله بدد كل الأصوات داخل الدولة الإيرانية التي تقول بضرورة الصبر تجنبا للفخ الكبير، وجعلت صوت الحرس الثوري هو الصوت الوحيد المسموع في أذن المرشد الأعلى علي خامنئي!!
كان النيل من البطل الأسطوري حسن نصر الله هو الذي أطلق قوس الصبر الإيراني، فانطلقت مئات الصواريخ لتزلزل قلب الكيان الصهيوني.
في سبيل فلسطين.. إيران تواجه العالم:
ليس هناك أوضح من هذا الأمر، حتى أنني أستغرب نفسي بشدة وأنا مضطر إلى الإشارة إليه والكتابة عنه.
إيران دولة كبيرة راسخة إلى حد كبير، ذات حضارة ضاربة في التاريخ، من المهم التذكير بذلك، لأنه في تلك المنطقة، التي اصطلح الغرب على تسميتها بالشرق الأوسط، فإننا أينما نوجه نظرنا نجد كيانات مستحدثة، صنع أغلبها بسكين اتفاقية سايكس – بيكو وشوكة الاستعمار، ومخلصا أعتقد أنه لا يوجد سوى استثنائيين، مصر وإيران. لا نهدف أن نقلل من أي كيان، ولكن التذكير بالحقائق مهم وواجب من أجل أي قراءة للأوضاع والاحوال تتوخى الواقعية والدقة. بجانب هذا العمق والرسوخ التاريخي والحضاري، فإن إيران دولة ممتدة الأطراف، يتجاوز عدد سكانها 90 مليون، وذات موارد واسعة ومتنوعة، أشهرها وعلى رأسها النفط والغاز. دولة بتلك المواصفات في موقع جغرافي بالغ الأهمية والحساسية، هي أمة تسعى دول العالم، خاصة تلك التي لها مصالح مباشرة في المنطقة، إلى إقامة علاقات قوية معها، إن لم يكن كسب صداقتها والتحالف معها. لكن حقيقة ما حدث ويحدث هو أن إيران تقف أمام حلف عالمي موجه ضدها، يشن عليها حرب مستمرة لا تتوقف منذ حوالي نصف قرن. السبب الأول والرئيسي لتلك الحرب الضروس هو إصرار النظام الإيراني، الذي تشكل عقب 11 فبراير 1979، على مجابهة إسرائيل والعمل على تحرير فلسطين المحتلة!!

نعم هذا هو أساس الحشد الواسع ضد إيران. صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القائدة لهذا الحلف، منذ أن أطاحت ثورة الإيرانية في نهاية السبعينيات بالشاه ونظامه الموالي لها بشكل كامل، إلا أن إسرائيل هي المحرض الأساسي وتعتبر نفسها رأس الحربة. ليس هناك أي مبالغة في القول بأنه حلف عالمي واسع ورهيب، فالولايات المتحدة تسحب وراءها أوروبا بقيادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي كلها قوى كبرى وحتى عظمى، هذا بالإضافة إلى جرها هذا الطيف الواسع من الدول والكيانات الواقع تحت هيمنتها في مختلف قارات العالم. إن هذا الحلف الواسع يضرب حصار سياسي ومالي واقتصادي وتقني وثقافي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويعمل على خنقها بمختلف العقوبات.
المسألة تحتاج إلى بعض من الإيضاح بخصوص المواجهة الإسرائيلية/الإيرانية في المنطقة. إسرائيل تجند الكثير من دول المنطقة في حربها ضد إيران، فهناك طيف واسع من الكيانات العربية التي تدخل في حلف كامل معها بحجة مواجهة الخطر الإيراني، يأتي على رأسهم المملكة السعودية والإمارات وليس نهاية بالأردن والمغرب. ومازالت مصر ممتثلة للفيتو الأمريكي/الإسرائيلي الذي يمنعها من استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
على الجانب الآخر فإن من يصنفون كأصدقاء لإيران، على رأسهم روسيا والصين، أيديهم مقيدة ومغلولة بشكل كبير في إقامة علاقة قوية ودعم حقيقي لإيران في مواجهة ذلك الحلف الواسع والحرب المستمرة ضدها. فالصين تستهول الثمن الذي يمكن أن تدفعه أمريكيًا وحتى خليجيًا في مقابل علاقات طبيعية مع إيران، ومثلها في الأمر روسيا التي يبدوا أنها أيضا تراعي علاقات خاصة مع إسرائيل ورئيس وزراءها نتنياهو وزادت صعوبة الأمر مع استغراقها في المواجهة العسكرية في أوكرانيا ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومن يتبعه.
هكذا هي المعادلة واضحة وقاطعة لأي من يريد أن يرى الأمور بلا اعتبارات أو انحيازيات مسبقة.* إيران بالرغم من طابع نظامها الحالي الثوري ومشروعه الكبير، إلا أنها ليست محكومة بمجموعة من المجانين أو المهاويس كما يحب أن يصور كثيرون. البعد العقلاني في السياسة الإيرانية هو من أول اسباب صمودها في هذه الحرب المستمرة ومقاومتها واستمرارها حتى الآن، فضلا عن مراكمتها لأسباب قوة ومنعة في أكثر من مجال. كان ومازال من الطبيعي للنظام الإيراني، وأي نظام أخر في موقعه يفسح المجال للعقل، يدرك الخلل والميل الفادح في موازين القوى، أن يكون الصبر الاستراتيجي واستيعاب الضربات هو الأولى له في هذه المرحلة على الأقل.
إن الذين يصفون الضربات الإيرانية لإسرائيل مساء يوم 13 أبريل 2024 بالمسرحية، يسقطون عن قصد وعمد أنه بالرغم من كل الملابسات، فإن غرض رد إيران على قصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق في بداية نفس هذا الشهر قد تحقق، مع مراعاتها تفادى فخ أن توصم بأنها البادئة بشن الحرب، مما يفتح الباب للعدوان عليها. بعد اغتيال إسماعيل هنية، الذي يجب أن نتذكر أن إسرائيل لم تعلن رسميا مسئوليتها عنه، فإن إيران جمدت ردها أمام الحملة الدبلوماسية الضارية التي شنتها الولايات المتحدة تحت عنوان أن قصف إيراني لإسرائيل يطيح بجهود وقف إطلاق النار في غزة. كان التصرف الإيراني بالتأجيل والانتظار دليل جديد عمن يتصرف بعقلانية ولا يريد دفع الأمور للحرب الشاملة والآخر الذي يسعى بشراسة ودناءة لإشعال تلك الحرب وجر الولايات المتحدة الأمريكية فيها.
الفارق بين الصبر الاستراتيجي والتراجع والخضوع الذي يصبح مع الوقت هزيمة واستسلام هو خيط دقيق يمشي عليه الطرف المقاوم بدقة وحذر بالغ، بحيث يعيد النظر في الأمور دائما ويدخل في حساباته المستجدات ودلالتها، حتى لا يتحول الاستيعاب والصبر إلى تراجع وهزيمة. المشهد كان واضحا أمام صانع القرار الإيراني، أن تجميد الرد على اغتيال هنية لم يوقف الحرب على غزة، بل وامتدت الحرب إلى لبنان، ثم إن الاجرام الإسرائيلي تحت المظلة والرعاية الامريكية يتفلت ويضرب مطيحا بأهم وأسمى الاعتبارات، فكان تفعيل قرار الرد انتقاما للشهداء هنية ونصر الله ونصرة للبنان وغزة وردعا لتوسع الاستباحة الإسرائيلية.
الاختراق الإيراني الصاروخي:

كانت مصر أول دولة عربية، ومن أوائل دول العالم النامي، التي تشرع في برنامج صاروخي وطني، ذلك لكي تكون جزء من حركة العصر والمستقبل كما صرح جمال عبد الناصر، وأيضا في إطار سباق التسلح الناشب في هذا الوقت مع إسرائيل. تم إعلان حرب شعواء على ذلك البرنامج الصاروخي من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بالأساس، فراحت الولايات المتحدة تمارس ضغوط سياسية واقتصادية متصاعدة ومترافقة مع حملات تشهير وتعريض إعلامية، أما إسرائيل فشنت على مصر حرب استخبارية عنيفة وشرسة، استهدفت بالدرجة الأولى العلماء الألمان الذين تم استقدامهم وقام عليهم بشكل أساسي البرنامج الصاروخي المصري.

لقد كان البرنامج الصاروخي العراقي هو الوارث الأكبر للبرنامج المصري، وقد استخدم العراقيون صواريخ أرض-أرض بكثافة في قصف طهران مما كان له أثر نفسي بالغ وكان من أوائل الأسباب التي دفعت الإمام الخميني لقبول وقف إطلاق النار قائلا: “إنني أمر الجيش الإيراني بقبول وقف إطلاق النار شاعرًا أنني اتجرع كأس من السم”!**

لم يأتي إشعال وتأجيج الحرب العراقية – الإيرانية إلا في مجرى حصار وإسقاط الثورة، واسترداد إيران دائرة في الفلك الغربي كما كانت في فترة الشاه محمد رضا بهلوي. بالرغم من الاستنزاف والخسائر العنيفة التي شهدتها إيران في تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات متصلة، وعلى الرغم من أن الحرب انتهت بتفوق العراق ووضع يده على أراضي كانت ضمن حدود إيران، إلا أن نظام الإسلامي الذي أقامته الثورة أستمر، وأخذ يبني دولته وقوته الدفاعية والعسكرية.***
أستمر هذا البناء مع وبالرغم من الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي والتقني الغربي المضروب حول إيران، والذي خضع لشروطه وتحكماته أوسع طيف من الدول والكيانات. ذلك ما استعدى قدر هائل من الاعتماد على الذات في بناء الدولة الإيرانية وقوة الدفاع والردع، قدر قل أن يوجد له مثيل في التاريخ. في هذا الإطار فرضت الصواريخ أرض – أرض نفسها كأكثر التقنيات العسكرية التي يمكن تحقيق تقدم كبير وشامل فيها بأقل قدر من الحاجة لمعونة خارجية. استطاعت إيران بالفعل أن تبني بجهد كبير، منظم وكفاحي، شبكة واسعة من الصواريخ بمختلف وأوسع المدايات، بل إن الاختراق الإيراني وصل إلى أن أصبحت واحدة من تلك الدول المعدودة التي صنعت الصواريخ الفرط صوتية، هذه الصواريخ التي استطاعت أن تخترق كل المنظومات الغربية وقبب إسرائيل الحديدية وتوجه أكبر ضربة لعمق الكيان حتى وقت كتابة هذه السطور.

إيران تلقي بالقفاز في وجه حلف العدوان.. نحن لا نخشى الحرب المفتوحة:
كان رد الفعل الأول للولايات المتحدة وإسرائيل على َضربة إيران الصاروخية في 1 أكتوبر 24، هو التقليل من شأنها والإعلان أنه تم اعتراض غالبية الصواريخ، فهي ضربة بلا تأثير وأثر! لكن حتى قبل أن تنشر الجرائد أمريكية الأكثر شهرة وموثوقية صور للأقمار الصناعية تكشف بعض من أثر الصواريخ الإيرانية على قواعد عسكرية إسرائيلية كبرى، فإن فيديوهات لتلك الصواريخ وهي تنهال كالنيازك على إسرائيل وتضربها بقوة وكبرياء، ألتقطها فلسطينيون بل وإسرائيليون ونشرت على مختلف وسائل التواصل والمواقع، فضحت الادعاءات الأمريكية – الإسرائيلية، ومازال حتى وقت كتابة تلك السطور يتم الكشف عن حجم الضربة الإيرانية التي فرضت إسرائيل أوسع وأكبر قدر من التعتيم على أثارها وتداعياتها.

أي متابع دقيق ويتوخى الانصاف يدرك أن هدف إيران من ضربة 1 أكتوبر الصاروخية لم يكن بالأساس إلحاق خسائر فادحة بإسرائيل، بل الردع أولاً. رسالة إيران، التي كُتبت بمداد النار، أنه بالرغم من القبب الحديدية، بالرغم من تواجد الولايات المتحدة بكل هيلمانها وتفوقها للدفاع عن إسرائيل وبجانب قوى عظمى أخرى مثل بريطانيا وفرنسا، بالرغم من ذلك التواطؤ المستتر والمعلن من الكثير من السلطات العربية، على رأسها الأردنية التي – كما هو منشور ومشهور– فتحت أجوائها وأراضيها للطائرات والمنظومات الأمريكية لإسقاط الصواريخ الإيرانية دفاعا عن إسرائيل، بالرغم من كل ذلك وكل ما وراءه وما يعنيه، فإن صواريخ إيران المتقدمة اخترقت ووصلت إلى عمق عمق الأراضي المحتلة لتضرب أكبر القواعد العسكرية الإسرائيلية وأكثرها حماية وتنزل على بعد أمتار من أعتى مراكز استخبارات الكيان، واليد المرتجفة لنتنياهو المختبئ تحت أرض فلسطين المحتلة أثناء ألقاءه بيان التهديد والوعيد بالرد، قاطعة بأن الرسالة الإيرانية قد دوت كالرعد في الأذن الإسرائيلية.
نعم.. نعرف أن كلام من قبيل أن إيران ينتظرها رد رهيب، يجعلها تشعر بأنها ارتكبت أكبر خطأ بل والخطيئة الكبرى التي ستفتح عليها أبواب نار تطيح بنظمها كاملا هذه المرة ولا تبقي منه شيئا! وحتى وقت كتابة هذه السطور، بعد مرور ما يقارب الأسبوعين من الضربة، لم يأتي الرد الإسرائيلي الموعود بعد، وحسب ما هو متداول فإن هناك ثلاثة آفاق رئيسية لشكل هذا الرد:
- ضربة إسرائيلية لمنشئات البرنامج النووي الإيراني، تطيح أو على الأقل تلحق به ضرر بالغ وعظيم. أمام هذا التهديد نجد اعتبارات وازنة مثل: أن هناك قوانين الدولية تحذر ضرب المنشآت النووية تتضمن مجموعة من المعاهدات والاتفاقيات التي تهدف إلى حماية المنشآت النووية ومنع الهجمات عليها، ومن أبرزها الاتفاقية حول الأمن النووي. ثم إن منشآت البرنامج النووي الإيراني الأهم محصنة على بعد عشرات الأمتار تحت الأرض، ولا تملك إسرائيل الأسلحة اللازمة للوصول إلى تلك الأعماق والأهداف، في الوقت نفسه فإن الرئيس بايدن أعلن أن الولايات المتحدة لن تدعم إسرائيل في استهداف البرنامج النووي الإيراني، ويبقى أن التعرض للمنشآت النووية يفتح الباب لرد إيراني بالمثل على المنشآت النووية الإسرائيلية، والأول من أكتوبر شاهد على استطاعتها.
- ضربة إسرائيلية للمنشآت ومراكز التكرير النفطية الإيرانية. وبالرغم من أن السعودية (وشقيقاتها) تبدي جاهزيتها الدائمة لتعويض أي نقص في أسواق النفط ينتج عن هذه الضربة، فإن مسألة التوقيت مهمة، لأننا على بعد أيام من انتخابات الرئاسة الامريكية، وسيكون من الصعب على أي تدخل أن يمنع من صعود وقتي كبير يدفع بأسعار البنزين والطاقة عامة في الولايات المتحدة، الأمر الذي يصب بشكل مباشر في صالح ترامب. إدارة بادين ومرشحتها عن الحزب الدبموقراطي للرئاسة هاريس لا يمكن أن تدعم مثل هذا التصرف، وستستقبل فعل إسرائيلي من هذا النوع على أنه يقطع بأن نتنياهو يدعم ترامب ويعمل على فتح الطريق أمام المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض.
- ويبقى بعد ذلك مروحة الاحتمالات الواسعة، من توجيه ضربة الإسرائيلية تجاه منشئات التصنيع العسكري الإيراني، خاصة مجمعات صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى استهداف مراكز وتجمعات للحرس الثوري في إيران.
إن الاحتمالات السابقة كلها قائمة، وهي بالتأكيد كانت حاضرة بكاملها في ذهن صانع القرار الإيراني عندما أقدم على ضربته في 1 أكتوبر، إنه خيار الحرب المفتوحة الذي بتم دائما التلويح به في وجه إيران لكي تحجم عن رد ضربات إسرائيل المتتالية لها تحت الحزام والاستهداف الإسرائيلي المفتوح لمحور المقاومة.
………………………….
………………………….
عبر شهور طويلة يُروج أن نتنياهو يسعى إلى حرب شاملة ضد إيران، يجر فيها الولايات المتحدة ودوله الصديقة في المنطقة، وأيا كان مدى معقولية أو صدقية هذا الأمر فإنه كان يتم استخدامه لتخويف إيران وتكبيل حركتها، وفي مقابل إطلاق يد إسرائيل في التدمير والتخريب والاغتيال. قيادات العالم والمنطقة تقول إنها لا تستطيع أن تقف أمام نزق نتنياهو وجنونه المفتوح، وفي المقابل يتوجهون جميعا للضغط بكل الوسائل والسبل على إيران للتعقل وتجنب عواقب الحرب الشاملة!
بكل بساطة إيران أعلنت أنها لن تقبل تلك المهزلة القاتلة حتى النهاية، وفي 1 أكتوبر ألقت بالقفاز في وجهة تحالف العدوان الواسع، الظاهر والمستتر منه، وأعلنت أنها لن تسكت ولن تبلع أي رد إسرائيلي، العين بالعين والسن بالسن، ولن نتراجع.
بالتأكيد تفتح الضربة الإيرانية الباب أمام احتمالات واسعة، ولكن تقديري ويقني أنها كانت قرار لازم، وأنه إذا أراد أحد فعلا أن يوقف الجنون، فالخطوة الأولى ولا بد هي عدم الخضوع له أو التراجع أمامه.
ملحوظات:
* سأسعى لإعداد مجموعة من المقالات حول الصراع المندلع بين إيران الثورة وبين إسرائيل والولايات المتحدة والغرب. فذلك هو أكبر وأقوى صراع يدور في المنطقة منذ سنوات كثيرة.
** “آية الله الخميني” في حديث إلى الأمة الإيرانية – يوم 18 يوليه 1988.
*** في آب (أغسطس) 1990 انسحبت القوات العراقية فجأة من الأراضي الإيرانية (2,500 كم مربع) وسلمت جميع الأسرى الإيرانيين المسجلين عندها.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد