ضربني وبكى … منى حسنين
هذا التساؤل لم يكن بريئاً بالمرة بل هو نتاج تجربة شخصية محضة، لذلك قمت بطرح السؤال على أعضاء مجتمع تفكير في هذه الصيغة المباشرة: هل ممكن تلاقي هنا بنت مرت بتجربة أنها ضربت راجل ؟ وحست بإيه بعدها؟ “
بقلم: منى حسنين

بعد أن تم طرح موضوع ضرب النساء في القرآن وتأويلاته وطرحنا وجهات النظر المختلفة سواء تلك التي قرأت كلمة الضرب بصورتها المباشرة أو على الجهة الأخرى تصورها التأويلي وكيفية تأويل سلطة المجتمع له، جال بخاطري تساؤل، ماذا لو أننا عكسنا الطرح، أي ماذا لو كان المعتدى عليه بالضرب هو الرجل، وأنا أعني هنا الضرب بمعناه المتعارف عليه.
لا أكذبكم القول فهذا التساؤل لم يكن بريئاً بالمرة بل هو نتاج تجربة شخصية محضة، لذلك قمت بطرح السؤال على أعضاء مجتمع تفكير في هذه الصيغة المباشرة: هل ممكن تلاقي هنا بنت مرت بتجربة أنها ضربت راجل ؟ وحست بإيه بعدها؟ “
وجاءت الردود أغلبها كما توقعت فتجربتي الذاتية كانت شبه موحدة على أغلب من قمن بالرد الجاد على سؤالي، فمثلا قالت فيروز أنها قامت بضرب رجل قد تحرش بها وشعرت أنها اخذت جزء من حقها، و أعربت عن سعادتها الغامرة بعد أن قامت بفعل الضرب.
بينما طرحت دينا قد في جملة بسيطة ذلك التناقض بين فعل الضرب وتعارضه مع طبيعة المرأة حيث قالت “أنها حست أنها مبسوطة في الأول وبعد كده تضايقت من الموقف كله” ولا أخفيكم القول أن رانيا أثارت إعجابي عندما أعلنت أنها ردت الضرب بالضرب “وعلّمت عليه” على حسب قولها.
أما أميرة فقد سَمِعت صوت تنهيدتها المرتاحة من خلف تعليقها الذي كتبت فيه “أنها شعرت بثقه فظيعة أنها قادرة على حماية نفسها”.
ما فاجئني كان موقف صديقة ريهام التي كالت اللكمات والركلات لأمين شرطة “شاف نفسه عليها” حيث أنها بطلة مصارعة، أما العزيزة فاطمة فقد ارتأت أن الشتيمة قد تكون أكثر قسوة من الضرب.
وأعربت صباح عن نيتها المستقبلية فى ممارسة الضرب وأبدت عزة رأيها أن العنف من الطرف الضعيف يعقبه بشعور هائل بالانتصار.
بينما جميلتنا لمياء سردت تجربة لإحدى معارفها وكيف أنها ضربت زوجها كإجراء استباقي على ما قرأته من تصرفات شريك حياتها في نيته “للتلطيش بها” ، بينما أبدت إيمي انزعاجها من التعليقات لأنها ترى أنه مهما كان السبب فهو يندرج تحت قائمة العنف الذي سيجلب الألم والضيق.
أما تعليقات العنصر الرجالي فقد تباينت ما بين تعليقات طريفة من التحذير من تغول النساء أو الاندهاش من عدد من قمن بالضرب منهن.
وكان التعليق الأبرز للأستاذ بهاء حيث قال “إن المرأة عكس الرجل مش بتمارس العنف الجسدي لأسباب واضحة – الرجل مؤهل جسديا ونفسيا لممارسة العنف لتأدية دور وظيفي أعتقد أيضا أنه معروف وبنطالبه به عند الاحتياجات له – أما المرأة تمارس نوع آخر من العنف اللي هو passive aggressive عن طريق الوصف وتشويه وتلويث السمعة يبقى السؤال الصحيح المقابل الذكوري هل في ست شوهت راجل وحست بإيه بعدها”.
فى النهاية مازال موضوع الضرب بمعناه المتعارف عليه، والذي من خلال قراءتنا للواقع لا نستطيع إنكار وجوده، ويظل موضوع شائك فهو إن كان للرجل فعل فهو للمرأة حسب التجارب المطروحة لم يتعد كونه رد فعل وفى العموم هو منطقة شائكة يجب دراستها من متخصصين.
تناول مجلة تفكير لموضوع الضرب اضغط هنا
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد