عناق الذكريات…بقلم: إيمان إسماعيل
إيمان إسماعيل ترفع الستار عن الكابوس 117 والأخير
بقلم: إيمان إسماعيل

وقفت أمام بيت أبي وكأني لا أعرفه، تغير كثيرا، نبتت الأشواك في جدرانه، ما كل هذه الشقوق؟ أين الأبواب؟ لما البيت خاوٍ؟ أين أبي وأمي، أين إخوتي؟
دخلت البيت فإذا بالأرض سكنتها الحشائش والأوساخ، الجدران مهدمة وكل الغرف خالية، حتى الأبواب اختفت، البيت مظلم إلا غرفة نورا، ناديت:
– بابا، ماما، خليل، حامد!!
لم يجبني أحد، صعدت السلم في اتجاه غرفة نورا التي ينبعث منها ضوء أحمر، ناديت نورا مرارا لكنها لم تجبني، توجهت لحمام غرفتها، غريب!! مازال باب الحمام موجود، وقفت أمام الباب فإذا بصرخات مكتومة تصدر من إمرأة خلفه، أعرف صوتها، إنها نورا، صوتها كأنها تنازع، الباب مغلق، رحت أضرب الباب في محاولة لكسره، مرات ومرات حتى إنكسر.

رأيت نورا عارية ملطخة بالدماء، تنازع، لا تقوى على الصرخات، يخرج من فرجها رأس طفل، بقية جسده انحشر داخلها.
نظرت نحو النافذة فإذا بخليل يقفز منها، ناديته فنظر لي نظرته السوداء وهرب، جريت إلى نورا، احتضنتها، حاولت أن انظف جسدها، وضعت ملابسها أسفل رأسها ورحت للطفل، حاولت إخراجه لكن لم أستطع، الطفل ميت، جذبتني نورا نحوها، وقالت:
– الأجندة الصفرا.
لم تقل شيئا غيرها، وماتت، احتضنتها وصرخت، ناديت أبي وأمي وحامد، وحتى خليل، طلبت نجدتها، ناديت حتى تصدعت جدران الحمام وبدأ السقف يتساقط علينا.
استيقظت وأنا أتصبب عرقاً وألهث وكأني كنتي أجري ألف ميل.
نظمت أنفاسي ورحت أنطلق الشهادة وأذكر الله وادعو لنورا بالرحمة
– خير يا نورا؟ من يوم موتك مزرتنيش؟ يا رب تكوني مرتاحة في نومتك.
بحثت في الخزانة عن الأجندة الصفراء، لم أقرأها من قبل، أخذتها فقط لأن نورا همست في أذني أن آخذها.
قلبت الأجندة بين كفيّ، ثم فتحتها، لكني لم أستطع، أغلقتها وبدأت جولتي المعتادة، لكن الأجندة الصفراء لم تفارق عقلي.
للاطلاع على الكوابيس السابقة:
ذاكرة لا تنسى..كابوس 115 الجزء الأول
ذاكرة لا تنسى..كابوس 115 الجزء الثاني
ذاكرة لا تنسى..كابوس 115 الجزء الثالث
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد