“فاتي أريان” لعنة أوطاننا… إنها امرأة… بقلم: منى حسنين
بقلم: منى حسنين

سيجد المتابع لقضايا المرأة فى مجتمعاتنا العربية تشابهًا واضحًا ضمن ما تقاسيه نون النسوة على كافة أنحاء بلدانه باختلاف ثقافاتها، من هذا المنطلق نجد أنه من الطبيعي أن تَعبُر الأعمال الفنية المعبّرة عن تلك القضايا حدود بلدها الأم لتجد صداها فى جميع أنحاء الوطن.
شاهدت لكم ضمن فعاليات” مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة” و قد كان لى الحظ فى حضور عرض مسرحي مشارك فى الفعالية قادم رأسًا من دولة المغرب، العرض هو “فاتي أريان ” و لا أكذبكم قولًا أنه رغم جهلي باللهجة المغربية إلا أن العرض قد سحرني دون أن تواجهني أي عقبة فى فهم المحتوى.
يتناول العرض قصة الفتاة “فاتي” أو فاطمة و صراعها مع المجتمع الذكوري بدءًا من سلطة الأب الذي قام بتزويجها و هى قاصر و هروبها من القرية أملًا فى النجاة لتواجه العالم الأكبر فتصاب بالخيبات واحدة تلو الأخرى من جميع من قابلتهم من ذكور، لينتهى بها الحال مطرودة من إحدى البارات فتصادف صحفيًا و تبدأ فى سرد قصتها على مسامعه وتنتهى القصة من حيث بدأت.

المدهش أن المسرحية قامت على أداء ممثل واحد و هى الممثلة صفية زنزوني أو “فاتي” لتقوم صفية بأداء جميع الشخصيات باستخدام أقنعة مختلفة لكل شخصية على حدة، تلك الأقنعة قامت صفية بتعليقها بنفسها على خيوط تتدلى من سقف المسرح التي تظهر فى هيئتها كالقضبان التى تحبس روح البطلة لتكون تلك الأقنعة بمثابة السجانين لتلك الروح.
قامت صفية بأداء الأدوار بمنتهى الرشاقة و الانسيابية فى التحول من قناع لآخر أو بالأحرى من شخصية لأخرى بمنتهى الإتقان فى تقمص حركات جسد و تعبيرات صوتية و ردود أفعال مختلفة لكل شخصية أو حتى التعبير عن التطور النفسي للشخصية الرئيسية.
أماالإضاءة فأعطت أبعاد أخرى للمكان و أجادت التعبير عن دواخل الشخصيات خصوصًا أن ديكور المسرحية لم يكن يحوي سوى تلك الشرائط المتدلية من السقف و حقيبة سفر تتحرك بها فاتي أينما ذهبت.
الموسيقى و الأغاني تم توظيفها بشكل جيد لتوضيح بعض المواقف التى يصعب على البعض فهمها بسبب الجهل باللهجة المغربية.
أداء صفية زنزوني و إخراج مولاى الحسن الإدريسي حوّلا نصًا كتبه المبدع محمد ماشتي إلى معادل بصري زاد من جماله.
وقد فازت “فاتي أريان” بالعديد من الجوائز منها جائزتي الإخراج والتمثيل، ضمن فعاليات الدورة الأولى من “مهرجان الزرقاء للمونودراما” بالأردن.
مسرحية “فاتي أريان” من تأليف محمد ماشتي وإخراج مولاي الحسن الإدريسي وتمثيل صفية زنزوني وعبد الرحمن خالص مساعد مخرج، وسينوغرافيا صفية زنزوني، وتأليف الموسيقى المختار بلخديروغناء المختار بلخدير.
“فاتي أريان” عرض يستحق الإشادة …
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد