فصل في عدم تكفير الشيعة .. بقلم: محمود عماد

وعدم اعتبارهم جماعة خارجة عن الإسلام الحنيف

محمود عماد

d985d8add985d988d8af-d8b9d985d8a7d8af فصل في عدم تكفير الشيعة .. بقلم: محمود عماد

سألني صديقي عمرو لماذا تدافع عن إيران وقد قتل (هنية) بين أظهرهم، وفي حمايتهم، أليس ذلك دليل على أنهم لا ينصرون القضية كما يدعون، وهم أعداء لأهل السنة والجماعة، وخطرهم على الإسلام أكبر من خطر اليهود والأمريكان؟؟؟!!!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، ثم أما بعد،

صديقي العزيز الغالي عمرو:

d8a5d8b3d985d8a7d8b9d98ad984-d987d986d98ad8a9- فصل في عدم تكفير الشيعة .. بقلم: محمود عماد

لن نتحدث في أمور سياسية معقدة وقد يجانبني الصواب لقلة علمي بها، لكن سأقول لك إذا سألت أي فلسطيني مع المقاومة سيقول لك إن إيران هي أكبر داعم للقضية أكبر من قطر، ومن كل الدول (السنية) العربية مجتمعة.

أما ما يخصنا من الأمور الشرعية:

فاعلم – أخي في الله – أن كل من شهد بلا إله إلا الله وحده لا شريك له فهو مؤمن تام الإيمان بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من قال لا إله إلا الله دخل الجنة)).

والشيعة على اختلاف مذاهبهم يشهدون بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وربما يضيف البعض عبارة ((وأن علي ولي الله))

ورغم أن الإضافة الأخيرة تعد بدعة، إلا أن هذه البدعة بالطبع لن تخرجهم من الملة، ولن تجعلهم كفارا ككفر اليهود والنصارى.

النقطة الثانية:

سب الصحابة الأشراف الأطهار الذين حملوا إلينا هذا الدين.

أقول إن سب الصحابة وكراهيتهم أمر بغيض، وليس من الإسلام في شىء، ومرتكبه واقع في محظور بلا شك.

غير أن ذنب سب الصحابة الأشراف لا يخرج المسلم من الدين، ولا يجعله مرتدا بحال من الأحوال، فنسأل الله له الهداية وننكر عليه هذا المنكر الكبير. ولا ننسى أن الشيعة هم إخواننا في الدين والأهل والنسب، فكلنا مسلمون ونتحدث بلغة القرآن العظيم.

النقطة الثالثة والأهم:

حادثة الإفك:

فمن قال بتكذيب القرآن فهو كافر منكر لكلام الله قولا واحدا، ومن قام بتأويل الآيات ليوافق فهمه، أو هوى في نفسه، فهو ممن قال عنهم الله:
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ).
فهو إثم جم، لكنه معصية كبيرة لا تخرج صاحبها من الملة، ولا تعطي جماعة السنة والجماعة الحق في إهدار دمه، واستباحة عرضه والحكم عليه بالكفر والضلال وتقليب عوام المسلمين على الشيعة المؤمنين، وترسيخ العداوة والبغضاء بيننا وبين إخواننا.

وعلى هذايا صديقي عمرو يكون الشيعي مسلما صحيح الإسلام ومؤمنا تام الإيمان. وإتباع مذهبه جائز شرعا لا شيء فيه من عوام المسلمين، ولا إثم إلا في النقاط الثلاث الخلافية التي ذكرتها أعلاه.والأمر يحتاج لمزيد من التفصيل، ولكن لحين ذلك أضع بين يديك – أيها القارئ – فتوى الشيخ محمود شلتوت للجهود التي قدمها لتقريب وجهات النظر بين السنة والجماعة والشيعة.

نص الفتوى:
(نقلا عن رصيف 22 في مقال عن الإمام محمود شلتوت رحمه الله)
قيل لفضيلته إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح: أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة، وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية، ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه، فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلاً؟

فأجاب فضيلته:
1- أن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتّباع مذهب معيّن، بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحاً، والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة، ولمَن قلد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره، أي مذهب كان، ولا حرج عليه في شيء من ذلك.

2ـ إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنّة.

فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى، يجوز لمَن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم، والعمل بما يقررونه في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات”.

وجاء في ذيل الفتوى: “السيد صاحب السماحة العلامة الجليل الأستاذ محمد تقي القمي السكرتير العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية… سلام الله عليكم ورحمته… أما بعد، فيسرني أن أبعث إلى سماحتكم بصورة موقّع عليها بإمضائي من الفتوى التي أصدرتها في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية، راجياً أن تجعلوها في سجلات دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي أسهمنا معكم في تأسيسها، ووفقنا الله لتحقيق رسالتها. والسلام عليكم ورحمة الله. “

انتهى

نشهد أن الشيعة مسلمون موحدون، وأنهم على الدين الصحيح سائرون.

والله أعلم، ونحن لا نعلم ما تخفي الصدور، وما تسر الظنون.

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات