قطار 922 .. ذهاب ليلي للقاهرة .. بقلم: جمال عمر
عن رحلته الأخيرة إلى مصر، يلتقط جمال عمر بعض اللقطات والمشاهد. وهذا هو الجزء الثاني من المشهد الثامن: “ذهاب ليلي للقاهرة”.
بقلم: جمال عمر
مؤسس صالون وأكاديمية تفكير

– 2 –
قطار 922
كان يحاول أن يسرع في مشيته، بعد أن ركن سيارته، عابرا ميدان محطة قطارات بنها الصغير، دخل مباشرة على شباك التذاكر، حيّاه الموظف، وأخرج د. هيكل نقود ودفع له ثمن التذاكر، كانت تذكرة عادية ومكتوب على ظهرها بقلم. وصعدنا على الرصيف الوسيط حيث يتوقف القطار القادم من الإسكندرية في اتجاه القاهرة، مازحته قائلا: انت مشهور في المحطة يا دكتور.
ابتسم من خلف نظارته، وعدل من چاكيته الأزرق وياقة القميص، وحكى لي عن سوء معاملة هذا الموظف، وأنه قرر في مرة أن يرسل شكوى فيه عبر النت في قاعدة بيانات مجلس الوزراء، وللعجب، أن هناك من اتصل بناظر المحطة، ومن وقتها ومعاملته معي تغيرت.
رغم أن التذكرة أغلى من تكلفة الميكروباص إلا أن القطار أفضل للدكتور هيكل في الذهاب للجامعة بالقاهرة والعودة، حتى ولو واقف داخل القطار، لأن محطة القطار في وسط المدينة، لكن موقف الميكروباص في شمال شرق المدينة تأخذ مواصلتين للوصول إليه، غير كراسي الميكروباص الضيقة، وأسلوب السائقين… إلخ. وتصل في القاهرة في محطة رمسيس فأنت في قلب القاهرة، والقطار حينما يسير مباشرة الزمن 45 دقيقة.
حينما وقف القطار 922 المكيف، على رصيف المحطة متأخرا خمس دقائق عن موعده، دخل الدكتور هيكل يعرف ما يبحث عنه، وجد كرسي فارغ، فقال لي: انت “اقعد هنا” وانا هدور على كرسي آخر. سمعت الكلام، وبعد دقائق اتصل بي وطلب أن أتقدم عربتين داخل القطار فهناك كرسي لي جنبه. جلست بجواره ووضعت شنطة الظهر الزرقاء التي أحملها على ركبتي، سألته عن مواعيد القطارات، فأخرج صورة كان قد التقطها بكاميرة تليفونه للستة مكتوبة بخط اليد عند موظف التذاكر بعنوان “محطة بنها خط القاهرة الطالع”، قوائم بها رقم القطار وموعد وصوله لمحطة بنها، وأسماء المحطات التي سيتوقف بها في طريقه للقاهرة ونوع القطار، بداية من أول قطار 818، مُحسن يصل من الإسكندرية الساعة الخامسة وعشر دقائق صباحا، ويقف بشبرا، ثم القاهرة. حتى آخر قطار 962 الذي يصل بنها قبل منتصف الليل بخمس دقائق، روسي مُكيف، ويقف أيضا بشبرا ثم القاهرة.
استغرق القطار تقريبا 45 دقيقة ووصلنا إلى محطة رمسيس أو “باب الحديد” اسمها القديم، ووقفت أنا ودكتور هيكل وأخذنا صورة لنا “سيلفي” في المحطة محاطين بألوان علم مصر التي يُدهن بها كل عربة قطار أو جرار قطار، مؤخرا، لنخرج من باب جانبي لا يتطلب أن نمرر تذكرتنا على بوابة، التذكرة التي ظلت في جيبي، فلم يأت كُمسري القطار بين بنها والقاهرة.

يتبع…...
لقراءة الجزء الأول من المشهد، اضغط على الرابط التالي:
ذهاب ليلي للقاهرة .. بقلم: جمال عمر
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليق واحد