لماذا ننام؟…….بقلم محمود عماد
بقلم: محمود عماد

نام يا حبيبي نام وأدبحلك جوزين حمام
دائماً ما كانت تغني جدتي هذه الأغنية قبل موعد نومنا كل يوم عندما كانت تبيت في بيتنا.
أكتب تلك الكلمات وأنا في حال بين النوم والاستيقاظ لقد جن الليل من وقت طويل واقتربت شمس الصباح من أنت تميل. جسدي يخبرني باحتياجه إلى النوم وعقلي لا يريد الانصياع.
تقلبت على السرير لساعات لم أحصيها وأنا أفكر في أشياء كثيرة إلا النوم حتى هممت بالقيام والكتابة، حتى أفرغ عقلي من الكلام وقلت له هات ما عندك، هيا أكتب كل ما تفكر فيه حتى ارتاح منك
صمت عقلي لدقائق ثم استحضر سؤالاً لوزعياً
لماذا تريد أن تنام، اليوم عيد وغدا عطلة؟
ما فائدة النوم أصلا؟
ثم لم يلبث أن أتى بالجواب على سؤاله
وأرسل أحد جنوده ليحضر مقطع فيديو من ذاكرتي الضعيفة للدكتور سامح سعد في لقاء له مع محمود سعد (ليسوا اخوه رغم تشابه السعادة)

قال د.سامح أن المخ يعمل بطريقة صعبة للغاية ويقوم بتسجيل جميع المعلومات خلال اليوم حتى المعلومات التى لا ندركها مثل رؤية حركة السيارات أو سماع أصوات لا نميزها وهكذا طوال اليوم.
وما إن تغفو في سباتنا العميق حتى يبدأ جنود المخ في العمل ويبدأوا عملية الفرز الواسع لكل المعلومات والبيانات ويتم استبعاد المعلومات غير المهمة وإرسالها خارج الذاكرة لا اعلم -هل يوجد مكب للنفايات في المخ أم لا – ويتم إرسال المعلومات المهمة إلى الذاكرة التي يحتفظ بها الإنسان لفترة طويلة.
ذكرني هذا الكلام بضعف ذاكرتي وكيف أننى مهما ذاكرت الشىء وحاولت تذكره في المستقبل فإنني أنساه بعد وقت قريب أيام أو أسابيع على الأكثر
لا أعلم هل ذاكرتي بها عدد قليل من الجنود ولهذا لا يرسلون المعلومات التى أريد أم أنهم كسالى مثلي ولا يقومون بواجباتهم، ربما.
المهم أن بغض النظر عن ماذا يعمل المخ ليلا ونحن نائمون كما يشرح المتخصصون فنحن نحتاج للنوم حتى نستطيع أن نواصل العمل بأجسادنا ليوم آخر
.فكما نحتاج للهواء والماء والطعام للحصول على طاقة نتحرك بها، نحتاج للنوم حتى ترتاح الماكينات في أجسادنا من العمل
تقول الأبحاث أننا نحتاج ل8 ساعات يومياً حتى تستطيع الجنود بطرد السموم من الجسم وإعادة التالف من العضلات والأنسجة خلال النهار، رغم وجود أشخاص ينامون ل3 أو 4 ساعات فقط ولا يشعرون بالتعب ويرجع ذلك لوجود لأن جنودهم أقوياء ويستطيعون إنجاز العمل بسرعة أكبر من الطبيعي، أي يحتوي الجينوم الداخلي على جين النوم القصير.
لكن هذا استثناء لا تعتمد عليه يا صديقي، وفي كل الأحوال أنت أعلم مِني بشؤون ماكيناتك الداخلية، فإذا كنت ممن يحتاج ل6 ساعات فنم وإن كنت تحتاج ل12 فلا تحرم جسدك من النوم فهو يعلم أكثر مِني ومنك. فلولا النوم ما قمنا ليوم جديد.
ولعل نعمة النوم هى أكثر متعة من الأكل والشرب ليس فقط لأنها الأكثر راحة ولكن لوجود الأحلام التى تفصلنا عن أجسادنا لفترة وتنقلنا لعالم أرحب وبلا حدود، عالم نستطيع أن نعيش فيه ما لا نستطيع أن نراه في الواقع، عالم نقابل فيه الأشخاص التى حرمتنا منهم الحياة، عالم نحلق فيه إلى المستقبل ونعود به إلى حنين الماضي والذكريات.
لقد بدأت في التثاؤب وعيني بدأت تؤلمني. أعتقد أنه قد حلّ. وداعاً الآن فأنا أريد النوم بشدة وإكمال حلم الأمس الذي لم ينتهي بعد.
أحلام سعيدة
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد