ملخص قصير

قدمت المحاضرة لسلسلة جديدة من المحاضرات في أكاديمية الفكر، تركز على الأسلوب المنهجي لدراسة الفلسفة الإسلامية من زاوية اجتماعية. وتمحور النقاش حول مفهوم الفلسفة الإسلامية وتعريفها وعلاقتها بالفلسفة الغربية، حيث أكد المشاركون على الحاجة إلى نهج متعدد التخصصات وأهمية تحديد تعريف الفلسفة الإسلامية من حيث النطاق الجغرافي ومدى أصالتها. وانتهت المحادثة بخطط لمحاضرة متابعة للتعمق في الإطار التاريخي للفلسفة الإسلامي

جوانب المحاضرة

•يقوم أ.محمد صلاح بالتحضير للمحاضرة القادمة حول الإطار الاجتماعي التاريخي للفلسفة، مع التركيز على الأحداث الكبرى التي شكلت الفكر الإسلامي.

• الدعوة للتفكير في تعريف ونطاق الفلسفة الإسلامية لمزيد من المناقشة في المحاضرات المقبلة.

•تقديم اقتراح إلى أ.محمد صلاح للنظر في استخدام مصطلح “الحكمة” بديلًا ل (الفلسفة الإسلامية) في المناقشات المستقبلية.

•يناقش أ.محمد صلاح تأثير السياقات الاجتماعية والثقافية على الفكر الفلسفي في محاضراته القادمة.

ملخص المحاضرة

تقديم دورات وفلسفة جديدة

قدم جمال عمر للدورة كأحدث دورات أكاديمية تفكير. وأبرز أهمية تنمية الفكر من خلال التفاعل وعملية التعلم المستمر. ثم قدم جمال أ.محمد صلاح، وهو باحث شاب يدرس التراث والتاريخ الفكري للمسلمين. قدم أ.محمد دورته الأولى في الأكاديمية ، مع التركيز على النهج المنهجي لدراسة الفلسفة الإسلامية من زاوية اجتماعية. ناقش تعريف الفلسفة، وتحديات تعريفها، وأهمية النشاط العقلي في التفكير الفلسفي. كما تطرق إلى مفهوم الفلسفة الإسلامية وحدودها. وانتهت المحادثة بدعوة للمشاركين للمشاركة في التفكير النقدي والمناقشة.

الفلسفة الإسلامية وتأثيراتها

ناقش محمد صلاح مفهوم الفلسفة الإسلامية، مؤكدًا أنها ليست تديين للفلسفة بل نهج فريد متأثر بالدين. جادل بأن الفلسفة الإسلامية تتفاعل مع الدين، إما من خلال المصالحة أو التفسير أو الدفاع أو النقد أو الإلهام. كما تناول محمد مسألة ما إذا كانت هناك فلسفة إسلامية حقيقية، مشيرًا إلى أنها مسألة جدل بين الباحثين. واقترح أن الفلسفة الإسلامية لم تكن مجرد نقل للتراث اليوناني بل مزيج فريد من التأثيرات المختلفة. واختتم محمد حديثه بمناقشة حدود الفلسفة الإسلامية واقترح أن تُفهم على أنها فلسفة أنتجها مسلمون تصالحوا مع الدين أو تفاعلوا معه.

علم الاجتماع مقابل التاريخ: نهج مقارن

قارن محمد صلاح بين علم الاجتماع والتاريخ مبرزًا أهم الاختلافات بينهما، مؤكدًا أن علم الاجتماع يدرس المجتمع من منظور أوسع، بما في ذلك علاقاته الديناميكية وعلاقته بالسلطة والفكر. كما أبرز أهمية النهج المقارن في علم الاجتماع، الذي يسمح بالانتقال من بيئة بعينها إلى التعميم. كما أوضح محمد أن علم الاجتماع يعتمد على الملاحظة والمقارنة والتعميم، بينما يركز التاريخ على تحليل الوثائق لإلقاء الضوء على مجتمعات محددة. كما ذكر نظرية الدخول التفسيري ونظرة دوركايم حول العلاقة بين علم الاجتماع والتاريخ.

دمج علم الاجتماع والتاريخ في الإسلام

ناقش محمد صلاح تكامل علم الاجتماع والتاريخ، مشددا على أهمية مراعاة جميع العوامل في فهم الظواهر الاجتماعية. انتقد النظرية الكلاسيكية للمجتمع ككيان مستقل يشبه الكائن الحي، وبدلًا من ذلك دعا إلى نظرية تكاملية تعترف بالعلاقة التكميلية بين الفرد والمجتمع. كما ناقش العديد من المدارس التاريخية والنظريات الاجتماعية، بما في ذلك الوضعية والتاريخية والبنيوية والتاريخ الجديد وكيف يمكن أن تكون مفيدة في فهم الفكر الإسلامي والمجتمعات الإسلامية. واختتم محمد حديثه بالقول أن مقاربتهم ستستفيد من كل هذه النظريات دون تحيز، مع التركيز على التفاعل بين الفرد والمجتمع.

تعريف الفلسفة وتحديد مدى أصالتها

دعا أ.محمد صلاح الحضور إلى التفكير في الأسئلة المتعلقة بمقاربة الفلسفة. وناقش تحديات تعريف الفلسفة ومراجعتها في سياق الإسلام والمفكرين العرب. لخص جمال عمر نقاط محمد وافتتح المناقشة. جادل د.شريف عكاشة بأن الفلسفة الأصيلة يجب أن تنبع من سياق اجتماعي حقيقي، وقدم أمثلة على المفكرين مثل محمد عبده الذين يعتبرون فلاسفة من منظور غربي. وافق محمد على أن الأصالة تتطلب التفكير الأصلي المتجذر في الاهتمامات المعرفية بدلًا من مجرد تطبيق الفلسفات الغربية. وشدد على الحاجة إلى نهج متعدد التخصصات ينتقد الفلسفات القائمة ويبني عليها. سلط د.شريف الضوء على أصول البنيوية في علم اللغة والسيميائية¹، والتي اعترف بها محمد مع الإشارة أيضًا إلى التأثير غير المباشر للنهج العلمي من الثورة الصناعية.

توسيع تعريف الفلسفة الإسلامية

ناقش محمد مفهوم الفلسفة، مؤكدًا أنها لا تقتصر على منطقة معينة أو عِرق معين. واقترح أن الفلسفة اليونانية يمكن أن تتطابق مع الفلسفة المصرية القديمة، وأن مصطلح “الفلسفة الإسلامية” يجب أن يشمل عمل العلماء المسلمين من مختلف المناطق الجغرافية. اتفق جمال عمر ود.محمد عيسى مع وجهة نظر محمد صلاح، مسلطين الضوء على أهمية فهم الفلسفة في سياقها الأوسع. كما أقروا بالتحديات في تعريف المصطلح بسبب الخلفيات المتنوعة لعلماء المسلمين. واختتمت المناقشة باقتراح استخدام مصطلح “الفلسفة الإسلامية” لوصف التفكير الفلسفي للعلماء المسلمين بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.

تعريف الفلسفة وطبيعتها

ناقش محمد صلاح ود.محمد عيسى تعريف وطبيعة الفلسفة. واتفقا على أن الفلسفة نشاط عقلي، وطريقة للتفكير، ونشاط فكري بشري. وشددا على أهمية الدقة في التعريف وعلى الحاجة إلى التمييز بين مختلف المناهج الفلسفية. كما ناقشا تأثير العوامل الثقافية والبيئية على الفكر الفلسفي. انتهت المحادثة بدعوة لمزيد من الاستكشاف وفهم الفلسفة.

الاعتراف بقيمة الفلسفة الإسلامية

ناقش جمال عمر أصول وتطور الفلسفة الإسلامية، مشددًا على إنتاجها الفريد من قبل المسلمين وتمييزها عن الفلسفة الغربية. وانتقد الميل إلى النظر إلى الفلسفة الإسلامية على أنها مجرد نقل للأفكار الغربية، بحجة أنه يجب الاعتراف بها كنظام فكري شامل. كما سلط جمال الضوء على التوتر بين الفلسفة الإسلامية والمركزية الغربية، مشيرًا إلى أن هذا التوتر أعاق الاعتراف بمساهمات الفلسفة الإسلامية. وأضاف أن المشكلة هي غياب تأثير الفلسفة على حاضرنا، وعدم انتاج فكر فلسفي معاصر، لنظل ندور حول الماضي ، محاولين إعادة إنتاجه طوال الوقت.

توسيع تعريف الفلسفة الإسلامية

دار النقاش حول مفهوم الفلسفة وعلاقتها بالفكر الإسلامي. وناقش المشاركون ما إذا كان ينبغي استبدال مصطلح “الفلسفة” بـ “الحكمة الإسلامية” لتشمل بشكل أفضل الجوانب العقلية والفكرية للفلسفة الإسلامية. كما ناقشوا السياقات التاريخية والاجتماعية التي أثرت على تطور الفلسفة الإسلامية، والحاجة إلى تجاوز وجهات النظر الأوروبية المركزية. واتفق المشاركون على أن مصطلح “الفلسفة” ينبغي ألا يقتصر على تعريفه التقليدي، بل يجب فهمه بمعنى أوسع يشمل الجوانب العقلية والفكرية. ومن المقرر أن تتعمق الجلسة التالية في الإطار التاريخي للفلسفة الإسلامية.

استكشاف سياق الحكمة والفلسفة

ناقش جمال عمر ومحمد صلاح في اللقاء مفهوم الحكمة وعلاقتها بالفلسفة. واتفقا على أن الحكمة مفهوم عالمي يتجاوز الحدود الثقافية والدينية. كما ناقشا أهمية السياق في فهم الفلسفة، لا سيما فيما يتعلق بالجذور البروتستانتية للفلسفة الغربية. وشدد محمد على ضرورة التدقيق في المصطلحات وتحديدها لتفادي الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها أثناء محاولة فهم طبيعة الأشياء وظروف نشأتها. وانتهت المحادثة بخطط لجلسة متابعة في غضون أسبوعين.

1. السيميائية: تناول المؤسس دي سوسير السيميائية بالتعريف فقال هي “دراسة حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية”، أما المؤسس الآخر بيرس فيرى أن السيميائية إنما هي مجرد اسم آخر لعلم المنطق بمفهومه العام، وهذا الاستعمال ليس جديدًا فقد كان الفيلسوف الألماني لامبيرت يشير إلى السيميوطيقا بوصفها مرادفًا لكلمة منطق، والسيميائية عند عامة الدارسين لها هي النظر إلى العلامة بوصفها إشارة تدل على أكثر من معنى، هذا من حيث المفهوم أما إذا أشرنا لها كعلم فهي “العلم الذي يدرس العلامات”. ↩︎

للاستمتاع للتسجيل الصوتي للمحاضرة اضغط هنا

• YouTube
• YouTube
• Telegram
• Facebook

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com