مقومات المذيع الناجح

فاطمة حجازي

d8b5d988d8b1d8a9-d981d8a7d8b7d985d8a9-d8add8acd8a7d8b1d98a-3194597241-e1717289837905 مقومات المذيع الناجح

قد تدفعنا الظروف أحيانا لإجراء مقارنات، وفرض تساؤلات حول الماضي  بجودته، رغم الإمكانيات ، والحاضر  برداءته، رغم الحداثة ، بحثا عن إجابة، أو حل، أو حتى اقتراح يبعد عن خاطرنا بوادر اليأس.

هذا الطرح أو تلك المقارنة هي نتيجة لانتشار إعلاميي الرشوة، ولا أجد مسمى يليق بكل هذا العته الإعلامي برنامجا سياسيا وفنا ورياضة وخلاف ذلك لا يملك من يقدمه  أبسط قواعد العمل الإعلامي. وقد يكون الأصح التخصص   كما كنا نشاهد في الماضي- تخصص الإعلاميين ، كل في توجهه أو قدرته على العطاء من خلال الرؤيا لما يقدم، وأيضا بدافع الحب.

نضرب مثلا هنا ببرامج الأخبار. كان يقدم برنامج “أنباء وأراء” و”نهاية الأسبوع” من يمتلك البعد السياسي والاقتصادي. قدمت برامجَ السينما والمسرح والموسيقى رائدات ورواد العمل آنذاك مثل رتيبة الحفني، وجانيت فرج، وفريال صالح، ودرية شرف الدين ويوسف شريف رزق الله.

وقدمت برنامج جولة الكاميرا هند أبو السعود، وعلق محمود سلطان على برامج عالم الحيوان، والفن الشعبي وخلافها.

هل أعطت الحداثة  الحق لأي إنسان في نقل رؤيته المتردية، نتيجة لامتلاكه أساليب العمل الإعلامي الحديثة، ووهبته القدرة على ذلك؟

هل أعطت الحداثة الحق لمن لا يملك أقل مقومات الثقافة أن يفتي فيما لا يعنيه، وأن ينقل رغبته ومطالبه هو فقط؛ وفي تخيله أن هذا هو الرأي السديد؟

أليس الماضي ببساطته أفضل من حاضر تكسوه نزعة مادية، قد تفسد أكثر مما تصلح؟!

هذه ليست نظرة تشاؤمية، بل هي تطلع لما هو قادم، كما أنها ليست وضع الماضي أمام المستقبل، بل هي نظرة للتاريخ الذي ادعى غير الأمين بالمرة أنه لا فائدة منه، وأنه  لا داعيَ لدراسة الفلسفة والعلوم الإنسانية، ولا اللغات، فجميع مراكز تعليم اللغات ستفتح أبوابها، وفي شهور يمكن لأي شخص أن يتقن أي لغة يختار. بغض النظر عن السلك الأكاديمي 

والحديث لا يتوقف، ولكن أتوقف عند كلام ميلان كونديرا:

“الخطوة الأولى في تصفية شعب ما، هي محو ذاكرته. عبر تدمير كتبه، وثقافته، وتاريخه.  ثم أن أجعل شخصا ما يكتب كتبا جديدة، وأن يصنع ثقافة جديدة، ويخترع تاريخا جديدا. مع الوقت ستبدأ الأمة في نسيان ما كانت عليه، وحتى العالم من حولها سوف ينسى بشكل أسرع. 

( ميلان كونديرا: كتاب الضحك والنسيان)”

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات