ملحمة القطاطيش (4) بطة الكونتيسة الحافية تهرب لسلامها.. مجموعة قصصية.. بقلم: جورج فريد
مجموعة قصصية عن صراع مجتمعات القطط، يكتبها أ. جورج فريد.
بقلم: جورج فريد

بطة اختفت يومين ونص وكنت فقدت الأمل في رجوعها .. أنا عارف إن دي شهورها أو أيامها الأخيرة معايا .. أد إيه كانت فرحتي ودهشتي لما امبارح الضهر بصيت لقيتها واقفة جمبي. سلمت عليها وعاتبتها وأكلتها ودلعتها وقامت ماشية من غير ما تقول على فين وليه.
من بعد المرحومة بسبسة مفيش قطة بتمص طاقتي السلبية وتديني بدلها إيجابية أد بطة مع أن أغلبهم بييجوا يتمسحوا فيا وهي لأ.

بطة بنت عز بس الزمان جاب مناخيرها في التراب وأجبرها تعيش مع أوباش، ورعاع، وأنصاف مثقفين زي الولية أم سعد وعيالها الشوارعية وسكر الماسخة وقطقوطة المتشردة ومشمش أفندي، وزي حالاتي.
بحب أوي أطبطبها وأدلعها وأهزر معاها ودي المشكلة.
دايماً ودايماً بيتهيألي إنها هتفهم هزاري وتتفاعل معاه سواء بالإيجاب أو السلب عشان معنديش شك إن روحها من نفس خامة روحي.. وهي بتحبني وبترتاح لوجودها بقربي، ويظهر برضه معندهاش شك ف إني ف يوم هفهمها وهتجاوب معاها بطريقتها مش بالهزار اللي بتستسخفه.
في فجر التاريخ أيام العصر الأمومي من أربع خمس سنين لما كانت مقاليد الأمور لسه تحت سيطرة الملكة الأم المؤسسة بسبسة، كانت بطة لسه معهاش الجنسية وكانت بتدخل بڤيزا كقط زائر كل كام يوم وتقضي وقت قصير، وغالبا تقتنص وجبة مجانية، وتنها راجعة من حيث أتت.. غالباً بيت العز اللي أخمن إنه عمل لها عملية تعقيم وخلاها لا إنجابية.
كانت تدخل كل مرة تحيي كل الموجودين بلباقة وكياسة حتى لو عارفة إن بعضهم هيرد بفتور أو غلاسة أو مايردش.. الإنسان المحترم فعلا _أقصد القط_ مابيتحولش إلي همجي لو لقي نفسه في بيئة همجية، ودا تقريبا كان وضعنا لمّا بسبسة كبرت و ضعفت و أسفر حنكورة الأعور عن وجهه القبيح وحكم بالبلطجة.. و في الفترة الإنتقالية دي فقدت بطة مأواها وبيت عزها، واستقرت عندنا وأخدت الجنسية.
حكم حنكورة لحسن الحظ ماطولش كتير وخلفه ال 3 مشامش والأخير الحالي أسوأهم وأغباهم مع إنه أجملهم منظرا ودخل في الأول دخلة أرستقراطية وتعامل مع الكل بذوق وإنسانية باستثناء الملك المخلوع اللي صمم على طرده ونفيه.
لما محاسن وسعد ولدا أم سعد كبروا شوية وبانت عليهم ملامح الذكورة تحول مشمش إلى طور هايج شايف لون أحمر كل ما عينه تقع على واحد منهم.
و ف الأيام الأخيرة بقى دا يتكرر أحيانا مرتين تلاتة ف اليوم لأن أم سعد -اللي كانت نبذت ولاد السنة اللي فاتت استعداداً لولدة السنة دي اللي جابت فيها أربعة تمت تصفيتهم والفاعل في ترجيحي مشمش- غيرت سلوكها ورجعت تدافع عن الولاد الكبار ضد مشمش وهي أضخم منه.
جو الصراع والمطاردات، والصريخ، والتوتر هو اللي طفش بطة، مش غلاسة هزاري معاها، ففضلت تشوف مأوى تاني حتى لو أكله أقل.
لعلها تنقضي بسرعة أيام اللبش على أي وضع وترجعيلي يا بطوطة وأدلعك من غير الهزار الماسخ اللي مبتحبيهوش وآسف يا حبيبي إذا كنت قلت عليكي مرة تنكة هانم.. أنتي محترمة وبنت أصول وأنا روحت ولا جيت واحد من عامة الشعب.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد