ملكة الإسطوانات … نعيمة المصرية
بقلم: إيمان إسماعيل

150 اسطوانة… تياترو باسمها… أكبر ملحنين يلحنوا أغانيها… زكريا أحمد ومحمد القصبجي وسيد درويش وغيرهم… كل ده كان من نصيب الست نعيمة المصرية
اسمها الحقيقي زينب محمد إدريس، اتولدت في حي المغربلين في القاهرة سنة 1894 لأب مغربي وأم مصرية صعيدية، جوزوها وهي صغيرة، جوازة عمرها قصير، سنة واحدة خلفت بنتها وبعدين اطلقت
هربت زينب من أهلها اللي كانوا مضيقين عليها ومنعينها من كل حاجة وخصوصا الغنا وسمت نفسها نعيمة المصرية، وبمساعدة جارتها السورية الست عزيزة مظلوم سافرت نعيمة لحلب وهناك قابلت الست رحلو جرادة، اللي اتبنتها فنيا ودعمتها وبدأت معاها نعيمة تتعرف على عالم الغنا والتياترو، وقفت نعيمة على المسرح لأول مرة سنة 1911
سنة عاشت نعيمة هناك 3 سنين اتعلمت فيهم كتير من أصول الغنا والعزف على بعض الآلات، ورجعت بعدها على مصر بعد ما ذاع صيتها في الشام والعراق اللي كانت بتسافر تغني فيها مع رحلو
في البداية غنت نعيمة الأغاني المعتادة في الوقت ده واللي اتميزت بجرأة كلماتها، وفضلت كده لحد ما قابلت سيد درويش اللي نقلها نقلة تانية خالص وطبعا مسلمتش من إشاعات العلاقة الغرامية مع الشيخ المشهور بمغامراته بس هي كانت بتنفي ده طول الوقت
الشيخ سيد علمها العزف على العود وعلمها تغني القصيدة والموال وكمان سمح لها تسجل كتير من أغانيه زي يا بلح زغلول وأنا هويت وضيعت مستقبل حياتي وغيرها كتير وكمان لحن لها أشهر أغانيها زي قوم يا حبيبي بقينا الصبح ويا أبو الشريط الأحمر، وإن كنت شاريني
كمان لحن لها القصبجي أغاني زي غالي والطلب رخيص وآه يا أنا طال الجفا وأنا عندي أمل تنسى اللي حصل، أما الأستاذ والملحن زكريا أحمد فلحن لها البوسطجي وتعالى يا شاطر نروح القناطر وهات الإزازة وأقعد لاعبني وغيرها من الأغاني
ذاع صيت الست نعيمة وبقت نجمة مسارح عماد الدين وسجلت 150 اسطوانة وده رقم كبير جدا ساعتها، وبقت تقف تغني على أهم المسارح لحد ما قررت تفتح تياترو خاص بيها وسمته “الهامبرا” وبقى من أشهر المسارح والصالات وقتها
نعيمة قدمت فن مختلف ومتنوع ما بين الأغنية الخفيفة والجريئة والموال والقصيدة ومن أهم الأغاني اللي قدمتها واللي كانت من أجرأ الأغاني وقتها كانت أغنية خد البزة واسكت… خد البزة ونام، كتب الأغنية بديع خيري ولحنها الشيخ سيد درويش، والأغنية كانت بتقدم مصر على إنها أم بتهدهد ابنها وبتطلب منه يدافع عن حريتها وإستقلالها، بتقول كلماتها
خد البزة واسكت …خد البزة ونام …بكرة تعيش وتكبر …وتبقى تمام …فرفش يا ضنى امك …قوم رد عليا …فى حضنى أضمك …وارخى الناموسية …بكرة ييجى عمك …يديك العيدية …بس ما تعيطشي …خلى أبوك ينام …إن شالله أشوفك …فى وسط الجدعان …ولا بس طربوشك …ونازل فى الميدان …وتبذل مجهود …تخدم الأوطان …وتمجد بلادك …وتعز الإهرام

وطبعا غنت أغنية يا بلح زغلول بتاعة سيد درويش وكمان يا عزيز عيني ويا ولد عمي يا بوي، وغير ال\أغاني الوطنية كانت هي صاحبة أهم الأغاني الجريئة زي هات الإزازة واقعد لاعبني وأغنية ليك عليا لما تيجي تبقى ليلة هنية
فضلت نعيمة متربعة على عرش الأغاني والإسطوانات لحد ما بدأت الإذاعة المصرية في سنة 1934 وده أثر على الإقبال على شرا الإسطوانات وكمان حضور الناس للمسرح والتياترو عشان يحضروا حفلة غنائية، وبدأت شهرة نعيمة تتراجع لحد ما قفلت التياترو ورجعت تغني تاني في مسارح عماد الدين والغنا في الحفلات الخاصة في القصور والعوامات
بعد تغير الحال قررت نعيمة انها تعتزل الغنا وهي عمرها 43 سنة بس، وده كان سنة 1937، وقالت ساعتها انها هتعتزل لأنها بتجوز بنتها لراجل من عيلة كبيرة وإنه رافض إن أمها تكون مغنية في الصالات، وإنها اختارت سعادة بنتها على فنها، وعاشت نعيمة مختفية عن الأنظار حوالي 40 سنة لحد ما توفت سنة 1976، وهي سايبة وراها تاريخ كبير من الفن والمعنى عمره 26 سنة
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد