هل النصوص التي تحكم حياتنا أم أشياء أخرى؟ … بقلم: فاطمة حجازي
سؤال طرحه جمال عمر في صالون تفكير، هل حياتنا تُحكم بالنص سواء قرآن أو دستور أو قانون أو بحاجات تانية؟
بقلم: فاطمة حجازي

سؤال طرحه جمال عمر في صالون تفكير، هل حياتنا تحكم بالنص سواء قرآن أو دستور أو قانون أم أشياء أخرى؟
هناك فرق بين العمل بالنص الديني أو العمل بالقانون والدستور.
القانون غالبا ما يطوِّع النص الديني لخدمة قضاياه، بل في كثير من الأحيان يغير وُيسقِط ويرفع بعض الآيات وهذا من عهد عمر بن الخطاب.

بعض قوانين المواريث والأحوال الشخصيه لم تلتزم بالنص الديني، بل سعت إلى تفضيل المصلحة على النص، مثال ذلك الوصية الواجبة التي تنصف أبناء المتوفي بالميراث في الأجداد، إلى جانب بعض التشريعات الأخرى.
بالمصلحه الغالبة على النص بحكم القانون مقبولة بخلاف اقتراحات وآراء المفكرين التي تقابل بالسَّجن والنفي أحيانا عقابًا بإزدراء الدين !
تباينت الآراء حول سؤال جمال عمر؛ هناك من يرى أن التدين له بالغ الأثر في التقيد بالنص الديني وهناك من يرى غير ذلك، و أعقب ذلك رد جمال عمر : أن الإنسان هو من يعطي النص السلطة والقداسة !
وكان رأي فلسفي آخر لعمرو مرزوق : أن الإنسان هو المصدر الوحيد للأفعال بل يحكم الإنسان بعوامل الطبيعة أما النص الديني فهو إرادة الإنسان الحرة.
وكان رأي هويدا : أن الوعي الجمعي متمثلًا في العادات والتقاليد والثقافة السائدة أقوى من الدستور والقانون و إن الموروث الثقافي تفرضه دائمًا دائرة الفرد المحيطة به .
وفي قول آخر لمحمد منصور : أن النصوص حاكمة وبقوة ولكنها بنسبة معينة، قد يقتصر جدوى النص على عشرة بالمئة من الذي يتم تطبيقه، أي أن السياسة لها الرأي الأول والأخير.
اجتمع معظم أعضاء الصالون أن النص ليس بحاكم، فكثير من آيات جلد الزاني وقطع يد السارق لا تطبق عند الإسلاميين أنفسهم ومن يسعى لتطبيق النص يصبح متطرف.
مازال جمال عمر يبحث عن إجابة لسؤاله : من الحاكم في حياتنا القرآن أم الدستور، أم القانون ؟ مستخدما في طرح سؤاله بعض الأدلة مثل أن القانون يكفل الحق في حرية التفكير ولكننا نرى أغلب المفكرين خلف القضبان، والنص الديني في آية (للذكر مثل حظ الأنثيين ) ولكننا نرى بعض العائلات في الصعيد لا تعطي حق الأنثى في الميراث من الأساس!!

رأي آخر لأسماء رزق حيث ترى أن الحاكم في حياتنا إما السلطة، أو أهواء شخصية، أو عادات وتقاليد وأن هذا هو الأقرب لواقعنا، وكان ردها على سبب التمحور حول النص في الفترة الأخيرة ؟ أنه ربما يكون إدانه للنص ونقد له أو تبرئة النص من المنسوب إليه.
أثارت تيسير أمين أهمية التفكير في قوته التحكمية في الإنسان وردًا علي سؤال جمال لمدى اكتساب الإنسان التفكير من نظم التعليم والثقافة، هل هو أمر فردي أم له جانب اجتماعي يشكله المجتمع؟
و ردت تيسير: بأنه مزيج من تفكير الإنسان والجانب الإجتماعي والعقيدة والبعد الإجتماعي، و الإنسان بطبيعته لا ينساق غالبًا دون تكوين رأي خاص به، فكلنا نفكر، ولكن هناك فروق فردية في التفكير بجانب الخلفية الدينية والثقافية والإجتماعية والسياسية.
شادي المصري بأقواله المثيرة للجدل حول النص ومفهومه في صالون تفكير يعلق: إننا محكومون بالنص وعلى أساسه تأتي التشريعات والقوانين مستمدة منه ، وبالتالي لابد أن نتعامل ونتفاعل معه وإذا لم يحكمنا النص فالمستبد يأخذه ذريعة له .
تعجب جمال!! وتساءل كيف لا يحكمنا النص وكيف يستخدمه المستبد ذريعة؟ النص الحاكم أم المستبد الحاكم؟
شادي : النص سبب رئيسي في تشكيل الثقافة والوعي و لا يمكن تجاهله في معركتنا حول الإستبداد السياسي.
وكان لنتاشا رأي آخر : أننا لا نسير على خطة بعيدة المدى قابلة للتعديل دون معرفة الهدف، وردًا على سؤال جمال قالت : السلطة لها أنظمة ومؤسسات تستخدم النص لمصلحتة المرجوة ومن خلالها تشتت انتباه المواطن عن القضايا الأساسية وتلفت انتباهه للقضايا الفرعية.
مازال سؤال جمال يتكرر بشكل آخر هل تحكمنا النصوص أم إرادة المتحكم في في حاله اليوم بيومه أو قصيرة المدى؟
اجتمع الأعضاء على أن قوة النص تستمد من قوة الإعتقاد به.
ويبقى السؤال باحثا عن إجابة.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد