هل وعي الإنسان هو الأرقى؟ .. بقلم: جورج فريد
بقلم: جورج فريد

هل وعي الإنسان هو الأرقى؟
إجابتي القاطعة هي لأ صريحة.
امبارح منشور على صفحة تفكير الثقافية قصة قصيرة من ترجمة أنطونيوس نبيل عن علاقة بين الفيلسوف المعروف باروخ سبينوزا وعنكبوت عجوز معشش في ركن من بيته وغازل شباكه على كتبه ومخطوطاته اللي كان ذاكر في بعضها إن كل ما يفعله أي حيوان هو حقه الطبيعي .. ويستنتج المؤلف أن الحيوان والحشرة في غنى تام عن علم الإنسان وفلسفاته وأطروحاته بكل أشكالها.
ودي نفس الخلاصة اللي كنت وصلت لها في منشور ليا على وول الصالون بتاريخ 28/6 استهليته باقتباس محفوظي شهير هو “قل للأعمى أن يواصل طريقه” عن ناتاشا (قطتي الطفلة العمياء) المنطلقة لمواصلة طريقها وكمان بشغف رغم إعاقتها المتمثلة في فقدان الحاسة الأهم في عالم القطط من غير ما تقرا نجيب محفوظ واقتباساته الحكيمة في رواياته المعتبرة تمثيلا للفلسفة وقمة الوعي عند معظم نقاد أديب نوبل وقُرّاءه.
رأيي إن الوعي شيء أعمق وأشمل من الإدراك بما لا يقاس وإنه غير مرتبط بالمعلومات ولا بالعلاقات والخبرات والذكاء إلا في حدود هامشية وضئيلة. الوعي هو خلاصة تجربة الجنس بأكمله في تعامله الأفضل مع الحياة .. وبالتالي فالأولوية في صحة وعي جنس ما ورقيه هي للأجناس الأقدم والأسبق في الوجود والحياة وهي بالطبع الأجناس الأكثر بدائية .. فالنمل المواصل الوجود على الأرض من ١٠٠ مليون سنة والحشرات عموما ومن بعدها الزواحف أرقى وعيا وأسبق بسنين ضوئية من الإنسان العاقل اللي بقاله ٣٠٠ ألف سنة على أعلى تقدير.
فيه دليل تاني واضح على تشوش وعي الإنسان مقارنة بغيره من الأجناس باستثناء قطط وكلاب المنازل اللي بتفقد جزء كبير من غرائزها بالتدجين ومعاشرة البشر وهو عدم وجود سلوك موحد أو حتى شبه اتفاق في وجهات النظر على كيفية التعامل مع المواقف المتكررة في الحياة.


البنت مزوغة عيني بفضولها ورغبتها في الاكتشاف وإقبالها على الحياة والمغامرة من غير خوف ولا هواجس .. النهارده لقيتها مدرمغة نفسها في بواقي رماد وهباب من أثر حرق بعض المواد العضوية ولعل الباعث كان وعيها ان ده هيبقى مفيد للوقاية من الحشرات .. ووعيي المرتبك فرض عليّ اني أحمّيها لأول مرة وآمل تكون الأخيرة عشان أرجع لها بهجة ألوان شعرها على خلفيتها الناصعة البياض.
اضغط الرابط لقراءة: سپينوزا والعنكبوت … ترجمة: أنطونيوس نبيل.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل:
salontafker@gmail.com
تابعنا عبر صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي:
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد