واضربوهن.. لعنة العنف كيف تبررها سلطة المجتمع؟
فاطمة حجازي

عمرو عبد الرحمن

من حين لآخر يُثار النقاش حول قضية ضرب الزوج لزوجته، ونسأل: ما رأي الدين في الأمر؟ هل فعلًا الإسلام يشرع للعنف؟ هل الإسلام بريء من تهمة التشريع للعنف؟ ما الذي يجعل الضرب مقبولًا في بيئة ومرفوضًا في أخرى ؟ ما تأثير ضرب الزوجة على تكوين الأبناء؟ هل ظاهرة الضرب تقتصر على ضرب الزوج لزوجته؟ في هذا التقرير عرض آراء وتجارب إنسانية وجدل وأسئلة حول موضوع الضرب الذي احتل صالون تفكير خلال الفترة الماضية، ولأن صالون تفكير مجتمع مصغر، فيعكس بشكل ما آراء اجتماعية متنوعة ووجهات نظر مختلفة وتجارب إنسانية مثيرة للتأمل نعرض جانب منها في هذا التقرير.
يعتبر الضرب سلوك عدواني تشترك فيه كل الكائنات الحية، ولكن ما يميز الإنسان أن له عقلًا وإرادة حرة يمكنانه من اختيار الطريقة التي يمارس بها الضرب فإما أن يكون رد فعل واعي أو حالة مَرَضيّة أو متنفس انفعالي، وأساليب السلوك التي تكوّن ثقافة أي مجتمع مترتبة على التعميم، فما ينطبق على الجزء بالضرورة ينطبق على الكل، ونلاحظ ذلك بشكل واضح في المجتمع القروي التي تحكمه العادات والتقاليد والعرف.
والملاحظ أنه قد يقترن الضرب في العلاقات الزوجية بالنص واختلاف تأويله، كما يلاحظ أيضًا أن الضرب حيلة يتَّبِعها بعض الأفراد على اختلاف الأجناس والأعراق. ففي دراسة أجراها أوبلر لإحدى قبائل الهنود الحمر وجد أن الرجل الذي يكتشف خيانه زوجته له، ولا يبدي مشاعر الحقد والرغبة في الانتقام، يعتبر شخصا عديم الرجولة. وقد يتوافق هذا مع مجتمعاتنا، ولكن ليس في نطاق الخيانة الزوجية فحسب بل يتخطى ذلك لأسباب أخرى تتعلق بالبعد النفسي والاجتماعي والثقافي بين الزوجين والأسرتين ،أهل الزوج وأهل الزوجة، ومدى الطاعة والامتثال لأوامر الأهل أولاً، فقد يؤدي عدم امتثال الزوجة لأوامر أم زوجها في بعض الأسر إلى إطلاق حالة من الغضب المصحوبة بالضرب نتيجة رغبة الزوج في الحفاظ على رجولته أمام أمه وأسرته.

اختلفت الآراء في صالون تفكير حول هذه الظاهرة، وتعددت الأسباب، نبدأ عرض التقرير بمشاركة عضوة الصالون (ل.أ) تقول فيها:
“ضرب الزوجة موجود لحد النهاردة في بيئات كلنا عارفينها ومقبول عادي علي النقيض في بيئات أخرى الضرب مرفوض تماما”
وبافتراض صحة الادعاء، فما الذي يجعل الضرب مقبولاً في بيئة، ومرفوضاً في بيئة وكلاهما في نفس المجتمع؟
تعلق (ه.م) بعد إبداء استنكارها لمبدأ ضرب المرأة: “الداون سيندروم مش بيستوعبوا الخطر يعني النار بالنسبة لهم مثلا او الكهرباء هم مش بيفهموا انها خطر، عشان كده قبل ما بيحطوا ايديهم ناحية النار لازم يضّربوا على أيديهم ويحصل ألم بديل عن الألم الى ممكن يحدث لو حطوا اديهم فى النار او لعبوا فى الكهرباء”
يطرح هذا الرأي تساؤلا، هل الضرب مرفوض لذاته؟ هل الألم مكروه لطبيعته، أم أن هناك حالات نحتاج فيها إلى إباحة الضرب؟
تحكي (ه.ر) “انا اتضربت واتسحلت من سنتين من طليقي، وطلبت الطلاق فورا، وكان رافض لانه كان شايف إن دة من حقه وإن أنا عصبته وإن رد فعله كان طبيعي، وسطت ناس كتير واتطلقت بالعافية، مش هحكي تفاصيل الضرب، بس هو بقاله فترة بيزن عشان نرجع، وبيخلي الولاد يكلموني، والجملة التي لن أنساها لما بعتلي مع ابني الصغير “انا مش عارف هي رافضة ترجع ليه فيها إيه لما مديت إيدي عليها منا ياما عملت اكتر من كدة”

إحدى الأفكار التي نراها هنا هي فكرة استخدام استفزاز الآخر مبرراً لفعل الضرب، ولا يحدث هذا مع المرأة فقط، بل مع الأطفال أيضاً؛ ومع كل من هم تحت سلطتنا، مع كل من لا يقدرون على الرد سواء لفوارق بيولوچية أو خوفاً من سلطة الضارب، أو لوم المجتمع، أو غياب جدوى تقديم شكوى قانونية. فأن من يطبق القانون هو جزء من هذا المجتمع وتحكمه رؤيته التي تقضي باعتياد أن يضرب القوي الضعيف لأنه استفزه. وإذا اشتكى الضعيف من القوي يكون الحل أن يقبّل كلاً منهما رأس الآخر.
يقول (ب.ن): ”لماذا تهاجمون الإسلام: كل الحكاية. إني ضد ضرب الإنسان، ضد ضرب الزوجات، و شايف إن المشاكل بين الزوجين مش بتتحل بالضرب، !! و ضد إجبار الشريك على ممارسة الجنس، وضد إن البنت تورث نصف الذكرو ضد الطلاق الشفهي، وضد اغتصاب البنات الأطفال المربربة، وضد الخيانة الزوجية المسماة تعدد الزوجات، وشايفها كان ليها ضرورة بيولوچية عند الإنسان البدائي لتعويض ارتفاع معدل الموتى من الأطفال والرجال والنساء”.
في آخر التعليق يدرك (ب.ن) أن تعدد الزوجات جاء لضرورة بيولوچية، أو دعنا نقل اجتماعية، لكنه قرر أن الإسلام هو المسؤول عن كل شئ. ولو أن الإسلام هو المسؤول حقاً عن الضرب والإجبار والخيانة، فلماذا مثلاً يكذب الناس رغم أن الكذب محرم؟ لماذا يسرق الناس رغم أن السرقة محرمة؟
بغض النظر عن قراءتنا للإسلام ولتأويل النصوص، فكل تصرف إنساني هو اجتماعي أكثر منه ديني، لفهمه يجب النظر للعوامل المختلفة التي أدت لاستمراره وتطوره عبر المراحل المجتمعية التاريخية حتى أصبح جزءاً من مجتمعنا، والتي هي سابقة على الدين بكل تأكيد.
أما تعليق (ح.أ) فكان الأكثر تناقضاً في رأيي يقول:
”مافيش ست ترضى إنها تتضرب أصلا غير الست إللى معندهاش كرامة، ومفيش راجل بيضرب مراته غير الراجل المهzق”.
ثم يسأل بعدها مباشرة: “إنتى كست شايفه إيه اللى انتى ممكن تعمليه يخلى جوزك يفكر أصلا إنه يمد إيده عليكى؟ وايه هى الاسباب التافهه (من وجهة نظرك ) اللى ممكن الراجل يضرب مراته بسببها وانتى شايفه إنها أسباب متستاهلش؟”.
أرى هذا التعليق الأكثر تناقضا لأنه يبدأ برفض لفكرة الضرب، ثم يقع في فخ التبرير جزئيا، بجعل تصرفات المرأة هي التي تدفع الرجل إلى التفكير بضربها، وأن هناك اسبابا تستحق وأسبابا لا تستحق، رغم أن نفس ذلك الرجل يتحمل تعنيف مديره بالعمل، وتسلط العديد ممن يمتلكون سلطة قانونية عليه، دون أن يكون الضرب خياراً وارداً للرد عليهم.
يقول (ع.م): ”في الغالب إنت نفسك لو كنت مولود في القرن السادس الميلادي كنت هتبقى متجوز وانت عندك 17 سنة بنت عندها 10 سنين وحاربْتلك حربين تلاته ضد القبائل اللي حواليك، وبتفتخر إنك قتلت منهم عشرة، وعندك سبع جواري بتتسرى بيهم واتنين غلمان بتمارس معاهم الجنس. وزيهم عبيد بتأمرهم يدبحولك خروف بمناسبة إنك خلفت ولد وفرحان إنه مش بنت.. وكانت هتبقى حياتك وليدة الطبيعة.. مفيش أي حاجة بتحصل حواليك بتعتبرها عيب أو جريمة. باستثناء الناس اللي بيوئدوا البنات دول.. متوحشين جدا ومعندهمش رحمه. ليه يستنى لما تكبر وبعدين يوئدها، ما يوئدها وهي لسة مولودة!!، ولو كنت انت نفسك عايش في القرن السادس والثلاثون (في المستقبل). في الغالب هتبقى قاعد بتاكل في ستيك مشوية اشتريتها من المعمل اللي بيصنع لحمة من الخلايا الجذعية، اللي جنب بيتك وبتقرا كتاب تاريخ بيتكلم عن همجية ووحشية الناس في القرن الواحد والعشرين.. وبتقرأ أول فصل فيه عن طرق قتل الحيوانات لأكلها في هذه الحقبة من الزمان وانت نفسك قايمة عليك من بشاعة اللي بتقراه ومش مصدق مدى وحشية أجدادك.”
يضع (ع.م) يده على أصل الحكاية في رأيي، وهو الضمير الجمعي – كما استخدمه إيميل دوركهايم – حيث يلعب المجتمع الدور الأكبر في تحديد مدى قبولنا لفعل ما أو نفورنا منه، مما يؤدي لإنتاج نوع من التضامن الاجتماعي من خلال العادات والتقاليد بحيث تتقلص مساحة الضمير الشخصي لصالح هذا الضمير الجمعي، قهراً، أو بمجرد المحاكاة.
والضمير الجمعي ابن زمانه وبيئته، لذلك فمن الخطأ أن نحكم على وعي جمعي سابق بوعي جمعي لاحق عليه، بدون محاولة فهم سياقه الزمني والبيئي.

أما التعليق الأكثر إنسانية فقد جاء من (م.ف) الذي حكى فيه عن تجربة معاصرته كطفل في أسرة يكون ضرب الزوج للزوجة فيها نمطاً متكرراً يقول فيه:
”كانت أمي في غرفة أبي، وأنا وأخي في غرفة أخرى، وفجأة بدأ يضربها وهي تستغيث بصوت ضعيف، وكنت خائفا وعاجزا. هذا هو، الخوف والعجز. كانا عدوين لدودين طوال عمري، أقسى ما مررت به، عندما كان أبي يضرب أمي أمامي، وقتها كنت أركز نظري على وجه أمي، وأرى الخوف والعجز والرعب والقهر”.
تجربة ربما عاشها الكثير منا، طفل يرى أباه يضرب أمه أياً كان السبب، لأن الأب سيظل أباه والأم ستظل أمه، والمطلوب منه كطفل أن يتخذ موقفاً تجاه هذا المعسكر أو ذاك، في معضلة تشبه ما عرضه فيلم Mr. Nobody، عندما اصطحب الأب والأم طفلهما إلى محطة القطار، والقطار على وشك الانطلاق، ومطلوب من هذا الطفل الاختيار بين أبيه وأمه. بالتأكيد إن معاصرة طفل لهذه التجربة مراراً تؤدي إلى اضطرابات لن يشفى منها الطفل بقية حياته.
كانت كل تعليقات أعضاء صالون تفكير تصب في اتجاه واحد، لكن أتى تعليق ﴿أ.س﴾ ليفتح نافذة آخرى.
تقول: “النهاردة الصبح قبل ما أدخل الفصل لقيت طالبة عندي باعتالي رسالة إنها عاوزة تكلمني قبل المحاضرة.. أول ماوصلت المكتب لقيتها جاتلي وطلبت أقفل الباب وانفتحت في هيستيرية عياط، قالتلي إن باباها بيتعرض ل Abuse جوه البيت وإنها عاوزة تخرجه من البيت بأي طريقة .. في البداية ماكنتش مجمعة لحد ما قالتلي إن مامتها بتضربه وانه مش بيقدر يقاومها أو يدافع عن نفسه، وإنه بعت صوره لبنته وقالها احفظي الصور دي عشان لو حصلي حاجة”، ثم تتابع في استغراب شديد مختلطاً باستنكار ”عاوزة الرجالة هنا في الجروب تشرحلي إزاي ده؟ هو مش ألف باء لو حد ضربك بتدافع عن نفسك؟ والمفروض الراجل عضليا وجسديا أقوى من المرأة؟ إزاي بأه الست بتقدر عليه ومش بيقدر يقاومها؟”.
جزء آخر من الضمير الجمعي هو التطابق بين الرجل والذكر، فكل ذكر هو الأقوى، لا يمكن لامرأة أن تقاومه، ولا أن تتغلب عليه، فما بالك بأن تتبدل الأدوار، وتكون هي الطرف الذي يعتدي بشكل متكرر على الطرف الآخر. هنا لا يوجد أمام الرجل سوى الخضوع – كي لا يفقد احترام المجتمع له كذكر، فالمجتمع لا يحترم الضعيف أمام الذكور فما بالك أمام الإناث – أو الهرب. وفي الحالتين سيعيش بندبة سببها ذلك الضمير الجمعي الذي لن يتفهم اختلافه عن النمط الذي كان يجب أن يكون عليه بحكم نوعه البيولوچي.
أخيراً جاء تعليق (م.ر) ليتحدث عن جانب شخصي من حكايته متبوعاً بتحليل اجتماعي عميق.
“بخصوص ترند الضرب أنا فضلت متزوج ٨ سنين ونص مريت فيهم بأسوأ تجربة ممكن الواحد يشوفها وممكن اكون اتعرضت فيها لمواقف مفيش راجل ممكن يستحملها، وبالرغم من كده عمرى ما افتكر إني مديت إيدى عليها برغم نصيحة أختها ليا “اضربها يامحمد”، وكان ردى عليها مقدرش أقف قدام المراية واحترم نفسي. حتى لما كنت ازعل أنا واخواتي البنات ونتخانق ونضرب بعض وانا الصغير بتاعهم، وفيه بنتين أكبر منى، كنا لما نضرب بعض أزعل جدا لو أنا المنتصر والخناقة انتهت إن واحدة فيهم بتعيط مع أني مفترض انبسط. اعتقد ده بيكون نابع من الشخصية يعنى إللى صعب إنه يضرب ست صعب برضه إنه يضرب راجل أو حيوان حتى.وجزء كبير – على فكرة – من إللى بيضرب مراته بيكون مقهور مجتمعيا وده جزء تنفيسي.”
نجد هنا نموذجا لطيفًا جدًا لرجل لا يضرب زوجته إذا ما استفزته أو أثارت أعصابه، فهو ينفر من الضرب من حيث المبدأ، ولا يرى فيه حلاً لمشاكله، بل تنفيساً لضغوط، و استغلالاً لسلطة أعطاها المجتمع للرجل، لا بحكم الدين، لكن بحكم العادات والتقاليد. مجتمع لا يرى في الضرب مشكلة، سواء أكان ضرب الأبناء أو ضرب سائق احتكت سيارته بسيارتك في يوم مزدحم، ودرجة الحرارة تصل لأربعين مئوية، أو ضرب شخص مدان بارتكاب جريمة ما، أو حتى متهم بها.
قصدنا من عرضنا هذا أن يكون عرضًا خاليًا قدر الإمكان من الحديث عن النص الديني وتأويله، لأننا نرى أنه رغم الدور الذي يلعبه ذلك التأويل في إثارة ضرب الزوج لزوجته عاطفةً اجتماعية أقل، مما يجعل هناك تسامحاً أكبر مع فعل الضرب، إلا أن النص الديني ليس هو المُنشئ لتلك الظاهرة الاجتماعية.
ونرى أيضا أن المشكلة الرئيسية هي في تقبل الضرب من حيث المبدأ، كوسيلة يُتوهم منها أن تكون مفيدة بشكل ما، وذلك إلى جانب ظروف اجتماعية واقتصادية أدت لوجود طرف قوي مقهور خارج البيت، يقرر أن يحقق انتصاراً على أطراف أضعف تقع تحت سيطرته. وطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة التي لا تقوم على شراكة أو تكافؤ أو حتى مودة ورحمة، بل يكون فيها طرف ضعيف عليه الطاعة والحفاظ على الأسرة، وطرف أقوى مسؤول عن البيت وحده، فتُلتمس له الأعذار عند الغضب، في مجتمع ذكوري يضع من بيدهم الأمر أنفسهم مكان الزوج دائماً لا الزوجة. حتى النساء اللواتي قمن بالتطبيع مع فكرة تأديب الزوج لزوجته بضربها، كما تربين وكما ينص العُرف المجتمعي، فصرن ينصحن إخوانهن وأبناءهن بضرب زوجاتهن، فلسن أفضل منهن حتى لا يتم تأديبهن ضرباً.
كل ذلك يجعلنا نقول إن التعامل مع ضرب الزوجة كظاهرة اجتماعية هو أكثر موضوعية من التعامل معها كفعل يحدث بأمر ديني. هي ظاهرة اجتماعية توجد خارج شعور الأفراد، ثم تميل إلى تشكيلهم على غرارها بممارسة قهر اجتماعي عليهم، وإن ارتضوه، وإن ما يستخدمه الناس من نصوص لتوصيف النساء وعلاقتها بالمجتمع ك “ناقصات عقل ودين” أو أن المرأة أخرجت آدم من الجنة؛ فهذه نصوص تُستخدم لتأبيد وضع اجتماعي يقاوم كل تطور إنساني، ولا تختلف كثيراً عما يضعه محل لبيع عصير القصب على واجهته “وسقاهم ربهم شراباً طهورا”، رغم أن القصب لا يتم غسله، وماكينة العصر يأكلها الصدأ من الداخل، والآية بالأساس لا علاقة لها بالقصب.
تناول مجلة تفكير لموضوع الضرب اضغط هنا
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد