المشرق والمغرب في الفلسفة الإسلامية..الجلسة الخامسة

فكر 19 أبريل، 2025 1 تعليقات

المشرق والمغرب في الفلسفة الإسلامية..الجلسة الخامسة

في الجلسة الخامسة من دورة الفلسفة الإسلامية، تناول الباحث محمد صلاح علم اجتماع الفلسفة الإسلامية، وركز على استكشاف الاختلافات والتفاعلات بين التقاليد الفلسفية الإسلامية الشرقية والغربية، وتأثير الفكر الشرقي على الفلسفة المغربية. كما تطرق النقاش إلى الإسهامات الفلسفية للعديد من المفكرين الإسلاميين البارزين من التقاليد الأندلسية والمغربية، وتطور الحضارة الإسلامية وتأثيرها على الثقافة، ومفهوم الحوادث غير المسبوقة. وانتهت المحادثة بالدعوة إلى نهج أكثر ديناميكية وغير تاريخي للفكر الإسلامي، مؤكدًا على ضرورة اتباع نهج معاصر للإسلام وأهمية فهم الجوانب الاجتماعية والسياسية في تشكيل النظام.

علم اجتماع الفلسفة الإسلامية

تناول صلاح موضوع علم اجتماع الفلسفة الإسلامية، واستكشاف الاختلافات والتفاعلات بين التقاليد الفلسفية الإسلامية الشرقية والغربية. وناقش تأثير الفكر الشرقي على الفلسفة المغربية، مسلطًا الضوء على التبادل الثقافي بين الشرق والغرب بدلاً من القطيعة الكاملة. وأكد على أهمية فهم الأفكار الفلسفية في سياقها الاجتماعي السياسي، مشيراً إلى كيفية تأثير الحكم والتنافس بين الدول على الفكر الفلسفي. كما تطرق النقاش إلى الجدل بين المفكر محمد عابد الجابري وجورج طرابيشي حول خصوصية الفلسفة المغربية مقابل وحدة العقل العربي الإسلامي، مع إشارة صلاح إلى أن هذا الجدل له دلالات اجتماعية أكثر من كونه فلسفيًا بحتًا.

الإسهامات الفلسفية للمفكرين الإسلاميين

أشار صلاح للمساهمات الفلسفية للعديد من المفكرين الإسلاميين البارزين من التقاليد الأندلسية والمغربية، بما في ذلك ابن باجة وابن طفيل وابن رشد. ولفت صلاح أهمية الانتباه لاستكشاف أفكارهم حول الكمال الفردي، والعلاقة بين العقل والدين، ومفهوم الحقيقتين. كما تطرق إلى الجدل بين محمد عابد الجابري وجورج طرابيشي حول طبيعة الفكر العربي والإسلامي، مسلطاً الضوء على التوتر بين المقاربات العقلانية والتصوفية في الفلسفة الإسلامية.

تأثير الحضارة الإسلامية على الثقافة العلمية

ناقش المحاضر تطور الحضارة الإسلامية وتأثيرها على الثقافة العلمية، وشدد على أهمية النظر للمساهمات العلمية التي قدمها علماء المسلمين، لا سيما في مجالات الطب والكيمياء والهندسة. كما تطرق المحاضر إلى العلاقة بين الفلسفة الإسلامية والعلوم الطبيعية، مبرزًا النهج الفريد لعلماء الإسلام. وانضم المفكر جمال عمر والدكتور وائل العظمة للنقاش، حيث قدم د. العظمة رؤى حول تصنيف الفلاسفة ودور العلوم الطبيعية في الفلسفة الإسلامية. كما تطرقوا إلى تحديات الأمية وتأثير الأصولية البروتستانتية على الفكر الإسلامي.

الفلسفة وتأثيرها في الإسلام

ناقش صلاح مفهوم حوادث لا أول لها، وهو ما وجده مفيدًا. كما ذكر فكرة خلق العالم وآثارها. وناقش محمد في وجود المدارس في بلاد الشام وتأثير الفلسفات القديمة. كما تطرق إلى موضوع التطور وعلاقته بالنص القرآني.

نقاش فلسفي حول السلطة والخلق

ناقش محمد في اللقاء المصطلح الفلسفي “السلطة” وعلاقته بمفهوم الخلق. كما ذكر إمكانية تصحيح قبول ابن طفيل والمقارنة بين الفلسفة السياسية لابن باجة والفارابي. ثم ناقش جمال عمر أهمية ابن رشد وتأثيره على أوروبا، وكذلك الحاجة إلى نقد العودة إلى الأصولية. كما تطرق إلى أعمال محمد عابد الجابري وأهمية فهم أرسطو. واتفق على الحاجة إلى عقل عربي أقوى وأكثر فعالية قادر على التواصل مع الحضارة الغربية الحديثة.

نقد العقل العربي وتأثيره

ناقش جمال في اللقاء تاريخ العقل العربي وتطوره، متتبعًا إياه من عصور ما قبل الإسلام إلى العصر الحديث. وسلط الضوء على تأثير الاستعمار الغربي وتأثير عصر النهضة في العالم العربي. كما تطرق جمال إلى دور مصر وبلاد الشام في تشكيل العقل العربي وأهمية فهم السياق الثقافي والتاريخي للمغرب. كما تضمنت المناقشة أعمال العديد من العلماء، بمن فيهم الجابري وجورج طرابيشي، ومساهماتهم في فهم العقل العربي. أضاف إلى المناقشة، مؤكداً على تأثير الفلسفة اليونانية على الفلاسفة المسلمين ومرونة العقل الإسلامي في مواجهة الأفكار الجديدة.

فهم المفكرين في سياقهم

ناقش الباحث عملية تكرار التجارب التاريخية وأهمية فهم المفكرين في سياقها. وأشار إلى كتاب “إشكاليات العقل العربي” لجورج طرابيشي الذي دافع فيه عن التدوين المبكر للحديث، ثم نقد المشكلة الحديثية في كتاب من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، وتأثير المحدثين. اتفق جمال عمر ووائل العظمة على أهمية فهم السياق الذي تم فيه تقديم الآراء، وأكد وائل على الحاجة إلى النظر في الفترة والسياق التي يتم فيها التعبير عن أفكار المفكر. كما ناقشوا التناقضات في أفكار ابن تيمية وأهمية فهم سياقه.

الفكر الإسلامي والفلسفة المعاصرة

ركز اللقاء على تطور الفكر الإسلامي وعلاقته بالماضي. وناقش الباحث تأثير ابن تيمية وابن رشد على الفلسفة الإسلامية المعاصرة، مؤكدًا على الحاجة إلى فهم أفكارهما في سياق عصرهم. كما سلط الضوء على أهمية علم الاجتماع في فهم الماضي والحاضر. أضاف د.وائل العظمة أن العقل الفكري يجب أن يكون منفتحًا على الأفكار الجديدة وألا يقتصر على التفسيرات التقليدية. واختتمت المناقشة باقتراح جمال بأن العقل الفقهي أصبح مهيمنًا، مما أدى إلى الاعتماد على النصوص الدينية بدلاً من الانخراط المباشر مع الواقع.

الفكر الإسلامي المعاصر في المجتمع الحديث

وناقش جمال في اللقاء تطور الفكر الإسلامي والتحديات التي يواجهها المسلمون المعاصرون. وشدد على الحاجة إلى نهج معاصر للإسلام، بدلا من الاعتماد فقط على الفقه التقليدي. وأضاف د. محمد عيسى أن الجالية المسلمة في المجتمعات غير الإسلامية، مثل الغرب، تحتاج إلى عقلية مختلفة للتغلب على التحديات التي تواجهها. وشدد على أهمية تقديم الفكر الإسلامي المعاصر للجيل الشاب، الذي يعتبر أول من نشأ في بيئة غير مسلمة. كما تطرق النقاش إلى دور الشخصيات المؤثرة مثل القرضاوي في تشكيل الفكر الإسلامي المعاصر.

السلطة والعملية السياسية

ناقش الحاضرون سلطة النص وبناءه التاريخي والاجتماعي. كما تطرقوا إلى العملية السياسية التي جرت عبر التاريخ. وشدد جمال على أهمية فهم الجوانب الاجتماعية والسياسية في تشكيل النظام. كما ناقشوا التقاطع بين الجوانب السياسية والدينية، والحاجة إلى التغيير والتجديد والإصلاح داخل المنظمة والمجتمع.

إحياء الفكر الإسلامي في العصر الحديث

أشار محمود في مداخلة في نهاية اللقاء إلى تحديات التيارات الفكرية الإسلامية، والحاجة إلى نهج ديناميكي لفهم القرآن. وانتقد الوضع الحالي للفكر الإسلامي، الذي يعتقد أنه راكد منذ القرن السابع، وسلط الضوء على تأثير البترو دولارات في الفكر الإسلامي الحديث. كما ساهم كل من جمال ود. العظمة في النقاش، حيث أشار العظمة إلى أهمية فهم السياق التاريخي للفكر الإسلامي. وانتهت المحادثة بدعوة إلى نهج أكثر ديناميكية وغير تاريخي للفكر الإسلامي.

للاستماع للجلسة على راديو تفكير، يمكنك الضغط هنا