ملحمة القطاطيش (3).. حادثة الموت.. مجموعة قصصية.. بقلم: جورج فريد

بقلم: جورج فريد

d8acd988d8b1d8ac-d981d8b1d98ad8af ملحمة القطاطيش (3).. حادثة الموت.. مجموعة قصصية.. بقلم: جورج فريد

رأيي إن أوجه التشابه بين الإنسان والقطط أكبر من أوجه الإختلاف وأن الأفضلية مش محسومة لصالح الإنسان رغم إن نجاحه في ال 100 ألف سنة الأخيرة اكتسح إنجازات باقي الأجناس وبعضها خرافي قياسا على الحجم والإمكانيات.

حتى فيما يخص مسألة الوعي اللي يسود بشأنها الرأي بأن وعي الإنسان أرقى من وعي الحيوانات بما لا يقارن خصوصاً لقدرته على التجريد باخد الخط المخالف وأعوم ضد التيار وأشوف وعي الحيوانات أسلم وأقرب إلى المنطق الطبيعي.. وإن القدرة على التجريد تسببت في تشويه الوعي أكتر مما ساهمت في ترقيته.

يتجلى هذا في التعامل مع حادثة الموت.. وبالمناسبة مفيش نموذج محدد لتعامل القطط والبشر مع الحادثة دي وبعض القطط بتتعامل معاه بلا مبالاة تفكرنا بلا مبالاة غريب “ألبير كامو” مع موت أمه، وأحيان تانية بنشوف حزن حقيقي أصدق من حزن بعض البشر على موت أحباءهم.

أم سعد وبنتها مسعدة ولدوا سوا تقريباً من حوالي شهر.. النهارده مات القطقوط الرابع والأخير من بيبيهاتها.. اتنين منهم أكيد اتقتلوا والاتنين التانيين مكانش عليهم إصابات ظاهرة لكن دا مينفيش إن الوفاة مكانتش طبيعية.. هي فطرت وراحت قضت ساعة مع الجثمان ونقلته من مكان لمكان وبعدين جاعت وجت تطلب أكل حطيت لها وانتهزت الفرصة وراحت دفنته.

ddd ملحمة القطاطيش (3).. حادثة الموت.. مجموعة قصصية.. بقلم: جورج فريد

دلوقتي بتلعب مع بنتها اللي بقت أم معاها في نفس التوقيت كأنها بيبي والبنت الأم بتواسيها كأنها جاية تعزي.

من حسن الحظ إنها والدة في مكان معرفهوش، خارج حدود جنينتي، بعيد عن المكان الخطر اللي راح فيه وبسببه اخواتها الصغيرين وأتمني بعد أسبوعين تلاتة تيجي بيهم و يكونوا كبروا شوية ونجيوا من مصير خالاتهم وأخوالهم اللي كان ممكن يبقوا رفقاء لعبهم أو منافسيهم وغرماءهم.

سفروتة اللي فرضت نفسها على المجموعة لمدة حوالي أسبوع رغم قلة حجمها وصغر سنها لكن جرءتها وشجاعتها كانت استثنائية بالنسبة لقط صغير منفرد مش باينة من 3 أيام وبرضه من نفس الوقت لمحت وأنا ماشي بالعربية قرب البيت جثة قط نافق في وسط الطريق بأرجّح إنها هي ولا بواكي لها.

cvc ملحمة القطاطيش (3).. حادثة الموت.. مجموعة قصصية.. بقلم: جورج فريد

بطة اللي في الصورة دي قربت تموت برضه بالشيخوخة.. هي آخر واحدة باقية من المجموعة اللي استلمت بيها الجنينة .. ابتدا يبان عليها هزال الجسم لكن أرواح القطط وعقولها بتفضل يقظة للنفس الأخير. بلعب معاها وأناغشها وأنفذ طلباتها أد ما أقدر وأتمنى أشوفها تاني وتموت قريب مني وأكرمها بدفنة تليق بشيء من أناقة روحها.. مش باينة من امبارح الصبح.

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات