حديث جروبي.. ذهاب ليلي للقاهرة .. بقلم: جمال عمر
عن رحلته الأخيرة إلى مصر، يلتقط جمال عمر بعض اللقطات والمشاهد. وهذا هو الجزء الثالث من المشهد الثامن: “ذهاب ليلي للقاهرة”.
بقلم: جمال عمر
مؤسس صالون وأكاديمية تفكير

– 3 –
حديث جروبي
مشيت أنا ود. هيكل في ليل القاهرة في زحمة ميدان رمسيس وجامع الفتح، تقريبا نسير عكس حركة الناس، يخرجون من القاهرة في المساء ونحن ذاهبون، يخرجون من وسط المدينة ونحن نسير نحوه، سرنا في اتجاه محل جروبي ومدخله في شارع عدلي، كنا قد تأخرنا بالفعل ما يقرب من ربع ساعة عن الموعد، صعب أن تجد نظام لك تمشي فيه على الرصيف، أحيانا يكون واسع وأحيانا مشغول، مرة حجر عالي ومرة ممهد، فكنا نتبادل السير ما بين نهر الشارع أو على الرصيف.
بحثنا، فكانوا موجودين في الجزء المفتوح من جروبي، د. محمد عيسى دايما في موعده، وكانت المفاجأة في صحبته الإمام الجديد لمسجد مؤسسة الأزهر التي كونها د. عيسى في شيكاجو بعد اعتداءات سبتمبر 2001، لتكون صوت أزهري وسطي في مقابل التشدد الديني، والشاب الأزهري انتقل منذ ما يقرب من عام من مصر لشيكاجو ليكون إمام المسجد، وهو في إجازة من عمله لزيارة البلاد. أتذكر جلسة لنا العام الماضي في مقهى قرب مقر البنك المركزي قبل سفره، وكيس اللب السوري الذي أعطاني إياه من أكياس قد حملها معه من البلد هدية لمن يقابل مع د. عيسى في القاهرة. وكان د. شريف يونس، الدقيق في مواعيده أيضا، موجود، وانضم إلينا القسيس د. عبد المسيح، والأستاذ الرحيمي.

كانت لفحة برد شتاء القاهرة تلف المكان المفتوح فانتقلنا للداخل، هذا المقر في جروبي وخصوصا في الداخل، الخدمة فيه -أكثر من مرة جلست فيه- كانت نوع من الإهمال، إهمال يُطفئ اسم وتاريخ المكان.


ما علينا، كنت مهتم أن أعرف رأي مولانا إمام المسجد في شيكاجو عن تجربته خلال العام الذي قضاه، وكذلك رأي سيدنا القسيس الذي يخدم في كنيسة مصرية في هولندا، عن تجربة الدعوة الدينية مسيحية كانت أو إسلامية في بلد غربي؟
كذلك رد فعل اثنين من خلفية يسارية وإن كانا انتقلا منها قليلا عن الأمر، ورد فعل اثنين من خلفية أزهرية من جيلين مختلفين عن الأمر؟
كان إمام المسجد حيي في المشاركة، فتجربته ما زالت في أولها، وإن كانت تغيرات المناخ وبرد شتاء شيكاجو وعملية الانتقال وتكوين سكن وحياة جديدة وانتقال أسرته أهم الملاحظات، لكن أهم ملاحظة أن جمهور المسجد معظمهم من أصول هندية وباكستانية الآن وهم أكثر محافظة وتقليدية عن تصوراته كأزهري.
لكن سيدنا عبد المسيح، بلغة بسيطة، وجميلة، انخرط في الحديث عن الطوائف المسيحية التي تُعد – وهذا تعبيري أنا عما فهمت وليس كلامه بالتحديد – المحرم وجودها بمصر وذكر بعض الطوائف المسيحية زي المورمن… إلخ.
بُعدٌ آخر لا نأخذ بالنا منه، أنه حينما يكون للدولة دين، حتى في حالة الإسلام، فعن أي إسلام نتحدث؟ السني أم الإباضي، أم المعتزلي أم الشيعي؟ وأي مذهب من مذاهب الشيعة؟ الجعفري أم الإسماعيلي أم الزيدي… إلخ. وحين نقول إن المسيحية ديانة معترف بها في البلاد، فعن أي مسيحية نتحدث؟
والحديث النظري عن مذاهب أو طوائف شيء، وأن تكون منخرط في الحياة الدينية في مجتمع “حديث” شيء آخر، رغم أن نصف الحاضرين يعيشون في مجتمعات غربية، ونحن فيها أقلية، حتى الطوائف المسيحية المصرية تعتبر في المجتمعات الغربية أقليات صغيرة، متمايزة دينيا عن الطوائف المسيحية الكثيرة في المجتمعات الأوروبية والأمريكية.
يتبع…...
لقراءة الجزء الثاني من المشهد، اضغط على الرابط التالي:
قطار 922 .. بقلم: جمال عمر
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد