علي عبد الرازق وسؤال الدين والدولة . محاضرة قدمها أ. سامي حمدان مبارك

في الندوة التاسعة من موسم صالون وأكاديمية تفكير عن قرن من الإسلام وأصول الحكم، قدم القانوني الأستاذ سامي حمدان مبارك، محاضرة عن الشيخ علي عبد الرازق وسؤال الدين والدولة. ومجلة تفكير تقدم تلخيص لمتحوى الندوة، التي أدارت النقاش فيها أ. أسماء زكي، العضوة في ادارة ندوات تفكير .

بقلم: AI

ai  علي عبد الرازق وسؤال الدين والدولة . محاضرة قدمها أ. سامي حمدان مبارك

ملخص قصير

وركز اللقاء على مناقشة كتاب الشيخ علي عبد الرازق الصادر عام 1925 بعنوان “الإسلام وأصول الحكم” واستكشافه للحكم في الإسلام، بما في ذلك السياقات التاريخية والسياسية مثل إلغاء الخلافة العثمانية وإنشاء الدول الحديثة. وتطرقت المناقشة إلى تفسير المفاهيم الإسلامية حول القيادة والخلافة والعلاقة بين الدين وحكم الدولة، مع بحث المشاركين في كيفية تأثير الممارسات والنصوص التاريخية على الحكم الإسلامي الحديث. واختتمت الندوة بتأملات حول تحديات التوفيق بين التقاليد الإسلامية والحداثة، مع التأكيد على الحاجة إلى التفكير النقدي والحوار المفتوح حول القضايا الدينية والسياسية في المجتمعات المسلمة.

9  علي عبد الرازق وسؤال الدين والدولة . محاضرة قدمها أ. سامي حمدان مبارك
البوستر من تصميم المهندسة إيمان رفاعي


جميع الحاضرين: حضور الندوة القادمة في 11 يونيو حيث سيقدم الأستاذ إيهاب نبيل المحاضرة العاشرة في الموسم حول “السلطة في الإسلام مفهوم مغاير في فكر علي عبد الرازق”

مسألة الحكم في الإسلام عند علي عبد الرازق

ناقش سامي السياق التاريخي والسياسي لكتاب الشيخ علي عبد الرازق “الإسلام ومبادئ الحكم”، الذي نشر في عام 1925، بعد سنة من إلغاء الخلافة العثمانية. وسلط الضوء على أهمية الكتاب في معالجة مسألة الحكم في الإسلام وانعكاسه رغم مواجهته معارضة من التيارات الإسلامية. وأوضح سامي أن الكتاب كتب في سياق سياسي مضطرب، بما في ذلك تأسيس الجمهورية التركية وصياغة دستور مصر لعام 1923، الذي حولها من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية. كما ذكر أنه تم سحب شهادة الأزهر من الشيخ علي عبد الرازق، واتهمته بعض التيارات الإسلامية بعدم تأليف الكتاب، نسبتها إلى د. طه حسين بدلا من ذلك

d8a3d8b3d985d8a7d8a1-d8b2d983d98a  علي عبد الرازق وسؤال الدين والدولة . محاضرة قدمها أ. سامي حمدان مبارك
أ. أسماء زكي مذيعة الندوة

حكم النبي محمد وخلافته

ناقش سامي مفهوم الحكومة في الإسلام، مع التركيز على آراء علي عبد الرازق بأن النبي محمد لم يؤسس حكومة رسمية أو نظام قضائي خلال حياته. وأبرز أن قيادة النبي تركزت في المقام الأول على المسائل الدينية والأخروية بدلا من الشؤون الدنيوية، وأنه رفض أن يسمى ملكا. كما تطرق النقاش إلى أزمة الخلافة بعد وفاة النبي، والخلاف بين الجالية المسلمة، وإقامة الخلافة على يد أبو بكر وعمر، التي اعتبرت حلاً عملياً لمنع تفكك المجتمع الإسلامي.

الخلافة والحكم في الإسلام

ناقش أ. سامي الأبعاد التاريخية والسياسية للإسلام، مع التركيز على مفهوم الخلافة والحكم داخل الخلافة الإسلامية. وأوضح أن التشريعات القرآنية كانت تقتصر على القضايا الاجتماعية وأن الخلفاء الأوائل واجهوا تحديات وصراعات في خلافتهم. أكد سامي أنه لا يوجد تنظيم واضح أو صريح للخلافة في الشريعة الإسلامية، وأن المسألة كثيرا ما تناقش بين الفقهاء. كما تطرق إلى ظهور الإسلام السياسي والتمييز بين الدين والدولة، مبرزا الخلافات والخلافات داخل المجتمع الإسلامي فيما يتعلق بالخلافة والحوكمة.

223634  علي عبد الرازق وسؤال الدين والدولة . محاضرة قدمها أ. سامي حمدان مبارك
غلاف كتاب الإسلام و أصول الحكم

الإسلام وتطور النظم السياسية

وركزت المناقشة على العلاقة بين الإسلام والنظم السياسية، حيث أوضح أ. سامي أنه في حين أن الإسلام لا يفرض صراحة شكلاً معينًا من الحكومة، فقد كافح المسلمون تاريخيًا لتطوير نظرية سياسية متميزة. وأشار إلى أن المسلمين الأوائل تعاملوا مع الخلافة باعتبارها دورًا قياديًا علمانيًا، لكن المفاهيم الحديثة مثل الدولة المدنية والقانون الوضعي ظهرت منذ ذلك الحين. تساءل البروفيسور أشرف عما إذا كان الإسلام بطبيعته يتطلب نظرية سياسية، في حين أن الدكتور أشرف قال: وأبرز عبد الباسط كيف أن الخطاب الديني غالباً ما يتعارض مع متطلبات الدولة الحديثة، مما يؤدي إلى تحديات نفسية وعاطفية للمسلمين.

تفسير الإسلام من أجل الحكم الحديث

وركزت المناقشة على تفسير الإسلام وتطوره التاريخي، لا سيما من خلال عدسة أعمال الشيخ علي عبد الرازق. ناقش المشاركون، بمن فيهم الدكتور عبد الباسط وسامي وجمال ووايل، مدى تأثير الممارسات والنصوص التاريخية على الحكم الإسلامي الحديث. وتساءلوا عما إذا كان دور النبي محمد سياسيا أو دينيا، وما إذا كانت الجماعات الإسلامية المعاصرة تمثل بدقة التعاليم الأصلية للإسلام. وسلط الحوار الضوء على تحديات التوفيق بين الممارسات الإسلامية التاريخية والدولة الحديثة، والحاجة إلى تفسير أكثر مرونة للنصوص الإسلامية لمعالجة القضايا المعاصرة.

تحديث الفكر السياسي الإسلامي

ناقش سامي تحديات العقل الإسلامي الذي أصبح محاصراً في الماضي، وغير قادر على توليد أفكار جديدة، وأبرز الحاجة إلى تجاوز هذه القيود. وتحدث عماد عن مفهوم الدولة الإسلامية ودور الفقهاء في تطوير النظرية السياسية، مشددا على أهمية المفكرين من داخل الإسلام للمساهمة في الفكر السياسي. واتفق كلا المتكلمين على ضرورة تجاوز المفاهيم التقليدية واحتضان الحداثة، مع تحذير سامي من سوء استخدام الروايات التاريخية.

تفسير الإسلام: الأزهر والحكم

وركزت المناقشة على التفسيرات التاريخية والمعاصرة للمفاهيم الإسلامية، لا سيما حول دور الأزهر وفصل الدين عن حكم الدولة. وشدد سامي على ضرورة فهم التاريخ الإسلامي دون فرض تفسيرات حديثة، بينما أبرزت أسماء أهمية معالجة المغالطات المنطقية في الحجج حول دور المرأة وتطبيق الشريعة الإسلامية. واتفق الاثنان على ضرورة التفكير النقدي والمناقشة المفتوحة حول هذه القضايا، رغم مقاومة بعض الجماعات الإسلامية التي تعتبر أفكارا معينة غير قابلة للتفاوض.

الدين والحداثة في المجتمعات الإسلامية

وركز الاجتماع على العلاقة بين الدين والحداثة، لا سيما في المجتمعات الإسلامية. وناقش الدكتور وائل كيف ارتبط الدين تاريخيا بالسلطة والسيطرة، وقال إن الدين الحقيقي يجب أن يصاحب الحرية. وافق سامي وشدد على أن فرض الدين بالقوة يخلق النفاق. وناقش الدكتور محمد ظاهرة المسلمين الذين يعيشون في دول علمانية حديثة مع التمسك بأفكار متطرفة، ومقارنتها بحالة من الفصام العقلي. واتفق الفريق على أن التعايش والحوار السياسي ضروريان لمعالجة هذه القضايا. وانتهت المحادثة بخطط لندوة مستقبلية بعد العيد.

للإستماع إلى تسجيل صوتي للندوة علي راديو تفكير اضغط هنا

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات