سلم نحو الهاوية….إيمان إسماعيل تفصح عن الكابوس رقم 112

440878463_442015385185178_4507253607105617610_n سلم نحو الهاوية....إيمان إسماعيل تفصح عن الكابوس رقم 112

بقلم/ إيمان إسماعيل

أقف على حافة مبنى، بيني وبين الأرض الكثير من النوافذ والأبواب والأصوات والإضاءات المنعكسة على البناية المقابلة.

خلفي باب خشبي يفصل السلم عن السطح، يأتيني من خلفه صوت من كان أخي، ومعه صوتين أصبحت أميزهما الآن جيدًا، لا أعرف الأسماء لكن علامات كفّيهما أصبحت كالأوشام على صفحة ظهري وفخذيّ وذراعيّ. 

أبنائي حولي يكتمون أنين البكاء، تنفلت أحيانا صرخة ألم منهم لكن يتداركون الأمر سريعًا، يضعون أكفهم على أفواههم، يصرخون ويتأوهون بدون صوت، أعرف أن أجسادهم أنّت وتعبت في الأيام الماضية، لكن اقتربت النجاة، أو هكذا اعتقدت.

بدأ الثلاثة يكسرون الباب الخشبي المتهالك، أسرعت في إلقاء الأولاد عن السطح في الحفرة الطينية أسفل البناية، ألقيت أولًا بالولد ثم قفزت الكبرى، وتراجعت ابنتي الوسطى من شدة الهلع، لكن لا بديل لنا إلا القفز، احتضنتُها وقفزت في اللحظة التي انكسر فيها الباب.

عاد الثلاثة أدراجهم في محاولة للحاق بنا عن طريق السلم، خرجت الكبرى بسرعة وألقيت بالوسطى على حافة الحفرة، نجت هي الأخرى، لكن أين ابني؟ لا أجده! 

أمرتُ البنتان بالجري، لا يهم الاتجاه، أي اتجاه والصراخ قد يضمن لهما فرصة نجاة، أما ابني لا أجده، ربما استقر في القاع؟ لا يتنفس؟ امتلأت رئتاه بالطين؟ مات؟ 

أصرخ وأناديه

أنبش الطين نبشًا

أبحث بيديّ وقدميّ لعلي أصطدم به لكن دون جدوى! 

7 سلم نحو الهاوية....إيمان إسماعيل تفصح عن الكابوس رقم 112

بعد الجولة، أجلس على مكتبي وأفتح دفتري وأسجل: 

الكابوس رقم 112 بعد رحلة العلاج التي استمرت لسنتين، عامان بعدها ومازلت أرى الكوابيس، فيها أراهم يقتلوني وأبنائي، مرة بالحرق وأحيانا بالغرق، تارة رميًا بالرصاص أو الشنق أو الذبح، أحيانا بالضرب حتى الموت، تختلف التفاصيل والقاتل واحد، من كان يومًا أخي.

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

11 comments

اترك رد

ندوات