علي عبد الرازق وسؤال الإسلام والسياسة التقاء أم افتراق؟ .. د. عاصم حفني .. قرن من الإسلام وأصول الحكم

ركز اللقاء على كتاب علي عبد الرازق “الإسلام وأصول الحكم” بمناسبة مرور 100 عام على صدوره، مع تقديم عروض تستكشف السياق التاريخي وأهمية موضوعات الكتاب فيما يتعلق بالدين والسياسة في الحضارة الإسلامية.

محمود عماد

d985d8add985d988d8af-d8b9d985d8a7d8af علي عبد الرازق وسؤال الإسلام والسياسة التقاء أم افتراق؟ .. د. عاصم حفني .. قرن من الإسلام وأصول الحكم


وتناولت المناقشة كيفية تطور مفاهيم الحكم في التاريخ الإسلامي، بما في ذلك التفاعل بين السلطة الدينية والسياسية، والدور المتغير لعلماء الدين في المجتمع الحديث.
واختتم المشاركون اللقاء بتحليل أفكار عبد الرازق حول قيادة النبي محمد وأهميتها المعاصرة، كما تطرقوا إلى دور الأزهر في الحكم وضرورة اتباع مقاربات متوازنة للمفاهيم القانونية الدينية والحديثة.

للاستماع إلى تسجيل صوتي للندوة اضغط هنا

المرتكزات الأساسية للندوة

قسّم الدكتور عاصم الندوة إلى 3 أقسام
1- مناقشة الأفكار الرئيسية للكتاب، وإبراز أهميته في النقاش الدائر بين الدين والسياسة في الحضارة الإسلامية.
2-قراءة فقرات مختارة، واستكشاف كيفية تفسير أعمال علي عبد الرازق في القرن الحادي والعشرين.
3-مقارنة الكتاب بمنظور الأزهر، وعرض الأهمية الدائمة للكتاب ومساهمته في فهم مبادئ الحكم في الإسلام.

تطور مفاهيم الحكم الإسلامي

ناقش عاصم مفهوم الحكم في التاريخ الإسلامي، قائلاً إنه على الرغم من أن المسلمين الأوائل شاركوا في العمل السياسي، إلا أنهم لم يفهموا أو ينفذوا المفاهيم الحديثة لحكم الدولة بشكل كامل. وكشف التفاعل بين السلطة الدينية والسياسية، مشيرًا إلى أن النبي محمد وخلفائه كانوا يمتلكون كلاً من السلطة الدينية والسياسية، على الرغم من عدم تحديد ذلك بوضوح. كما درس عاصم تطور نظامي الخلافة والإمامة، ثم تحول لوجود السلطان في عصر كان يتحكم فيه المماليك من غير المسلمون، وذكر أن نظام الخلافة ماهو إلا حكم الإمبراطورية المعروف في العالم بأكمله، وسلط الضوء على كيفية تزايد الفصل بين السلطة السياسية والدينية بمرور الوقت. ويخلص إلى أنه في حين أن الإسلام يحتوي على مبادئ أخلاقية ومعنوية، فإن التنفيذ المحدد للحكم كان دائمًا متأثرًا بالسياق التاريخي والتفسير البشري.

تكييف التفسيرات الدينية في العصر الحديث

ناقش عاصم الدور المتطور لعلماء الدين وتفسير النصوص الدينية في المجتمع الحديث. وقال أنه في حين كان لعلماء الدين تأثير كبير تاريخياً، فإن دورهم يجب أن يكون محدوداً في العصر الحديث بسبب توسع المعرفة العلمية. ويؤكد عاصم على الحاجة إلى تفسير أوسع للنصوص الدينية يتضمن خبرات من مختلف المجالات، مقترحاً أن تنتقل السلطة من علماء الدين حصراً إلى الخبراء في المجالات ذات الصلة. كما سلط الضوء على أهمية تكييف التفسيرات الدينية لتلبية احتياجات الأفراد، موضحاً التناقض بين مرونة الممارسة الطبية وصلابة بعض الآراء الدينية.

الفكر السياسي الإسلامي لعبد الرازق

استعرض عاصم بعض فقرات الكتاب وانتقد آراء علي عبد الرازق حول نفيه التام لعلاقة الدين والسياسة في الإسلام، مؤكداً أن قيادة النبي محمد كانت دينية بالدرجة الأولى وليست سياسية لكنها لم تكن منزوعة من دور سياسي رئيسي مارسه الرسول والصحابة من بعده، وعلق على استخدام عبدالرازق لمصطلحات سياسية حديثه من عصره ومحاولة اخضاعها للعصر النبوي. واوضح عاصم أن فكرة عبدالرازق صحيحة من حيث المبدأ وهو أن الإسلام لم يتخذ نظام سياسي معين واعتبره من أصوله لكنه اختلف مع بعض مصطلحاته في الكتاب.

موقف الأزهر من عبدالرازق

انتقد اتهامات الأزهر ضد عبد الرازق، معتبراً أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، بل طالب الأزهر بإصدار اعتذار رسمي لعلي عبد الرازق بشأن التهم التاريخية الموجهة إليه وإقالته من منصبه العلمي وأشار إلى أن الاتهامات التي وجهت إليه قد أقر بها الأزهر نفسه بعد مرور 100 عام كاملة وعلى لسان شيخ الأزهر د. أحمد الطيب في البيان العام لمؤتمر الأزهر 2021م وهو ما يستدعي تراجع الأزهر عن موقفه التاريخي والاعتراف أن أفكار الشيخ عبد الرازق كانت متقدمة على عصره.

استمع للتسجيل الصوتي بالضغط هنا

تسجيل فيديو للندوة

مناقشة الندوة

تناول عاصم أسئلة حول أفكار الإمام القروي وأهمية أفكار عبد الرازق في القرن الحادي والعشرين، مبرزاً الحاجة إلى التوازن بين استيراد الأفكار الأجنبية وتطوير الحلول المحلية. وناقش الدكتور عبد الباسط هيكل دور الأزهر في الحكم وقانون الأحوال الشخصية، مؤكداً ضرورة تحقيق التوازن بين المفاهيم الدينية والحديثة للمواطنة. وأبرز التناقضات بين تصريحات الأزهر والأفكار المعاصرة، لا سيما فيما يتعلق بحقوق المرأة وتفسير الشريعة الإسلامية.

واتفق عاصم مع تحليل الدكتور عبد الباسط واقترح أن تكون المؤسسات الدينية أكثر مرونة في التكيف مع السياقات الحديثة، مع الاعتراف أيضًا بالتحديات التي تواجه ترجمة وتنفيذ المفاهيم الإسلامية في نظام قانوني علماني.

استكشف جمال عمر كيف يمكن لأفكار عبد الرازق حول الحكم وممارسات النبي محمد أن تُثري المناقشات الحديثة حول العلمانية وتفسير الشريعة الإسلامية. وأكد عاصم على ضرورة قراءة تاريخية ودينية شاملة لهذه المفاهيم، واعترفوا بأن بعض الممارسات سبقت الإسلام بينما تم تحويل ممارسات أخرى بواسطة التعاليم الإسلامية.

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات