من نهاية التاريخ إلى تاريخ النهاية.. قراءة في كتاب الأخرويات المسيحية والإسلامية.. الجزء الأخير .. بقلم: د. كرم عباس
في الجزء الثاني من المقدمة أشار دكتور عباس إلى نظرة الكتاب الشمولية لتاريخ المسيحية المبكر المرتكز حول شخصية يسوع الناصري، وعن المعجزات والرؤى والنبوءات والتفسير النفسي لرؤى الرسل وتجاربهم الروحية ومدى ارتباطها بثقافة العصر، كما تناول شخصية المسيح التي قدمت في صورة الإله المتجسد مرة وفي صورة إنسان مرة، وفي صورة النبي الذي أتى بدين جديد، والمصلح الاجتماعي والأخلاقي والواعظ والفيلسوف والنبي والمعلم والمرشد الذي وقع أسيرًا لثقافته.
بقلم: د. كرم عباس

بنفس المنهجية التي تعامل بها الكتاب مع رؤى يسوع الناصر حول نهاية الزمان، يتعامل الكتاب أيضًا مع رؤى النبي محمد في الإسلام عن الأخرويات. فالنبي (صلى الله عليه وسلم) هو أيضًا وليد ثقافة عصره، يعرف قصائد شعراء الجاهلية، طرفة ابن العبد، ولبيد العامري، وأمية بن أبي الصلت الذي اشتملت أشعاره على المفاصل الأساسية للقصص الكتابي، طوفان نوح، وقصص إبراهيم ولوط وموسى وفرعون. والقرآن نفسه يذكر التوراة، والزبور، وصحف إبراهيم. والنبي قد عرف الكهانة، ولم يعتبرها محض خرافة، بل هي استعانة بالشياطين الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى وتحرقهم الشهب. وفي الكتاب تأكيد على أن النبي كان متأثرًا بالقصص التلمودية المنتشرة في شبه الجزيرة العربية حيث انتشرت القبائل اليهودية، بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة. ويذكر الكتاب الكثير من الأفكار والمواقف التي أخذها النبي عن اليهود مثل عذاب القبر، وحديث الجنازة، وفتنة الدجال، والتوقع القريب لحدوث الساعة، وغيرها. ولسنا في موقف يسمح لنا بتأكيد ذلك أو نفيه، خاصة مع وجهات نظر عديدة تؤكد تسرب الإسرائيليات وتشعبها داخل التراث الإسلامي.
ويتوسع الكتاب في اعتبار هذه نتاجًا لتأثر النبي بالتراث اليهودي المنتشر في شبه الجزيرة العربية، وخاصة بعد مواقف التحدي والتشابك بينه وبين اليهود، اتخاذ الآذان لدعوة المسلمين إلى الصلاة، ويوم الجمعة مقابل السبت اليهودي، وصوم يوم عاشوراء، ثم صوم رمضان بأكمله، وقصة إسلام عبد الله بن سلام أحد أحبار اليهود الكبار، وتحويل القبلة إلى الكعبة بدلاً من بيت المقدس.
وللنبي محمد العديد والعديد من النبوءات منها ما هو واقعي متعلق بالخبرة والدراية والحكمة في النظر إلى الأمور، ومنها ما هو ميتافيزيقي متعلق بنهاية الزمان. والنبوءات كانت جزءًا من ثقافة العرب. وقد تعددت نبوءات النبي عن خير القرون، وغياب الخشوع، وظهور الفحش، وهلاك الأشراف، وظهور السوقة، والتدهور، وهلاك قريش، والفتنة، والخوارج، وكثرة النساء، والسباع التي تتحدث مع الرجال، وغيرها.
لقد تنبأ النبي (صلى الله عليه وسلم) بحروب الردة. وهو محض توقع وقراءة للأحداث المحيطة التي قد تحقق بعضها بالفعل في حياة النبي. وربما ينطبق الأمر نفسه على الفتوحات العظيمة التي حققها المسلمون في فترة وجيزة. فقد بشر النبي بالفتوحات والمكاسب التي ستتحقق، والوفرة التي ستعم. وتأكيد الرسول أن (الأئمة من قريش)، هل هو نبوءة أم وصية؟ ويرى المؤلف أن هذا التأكيد هو إعلان أن الرسول لم يكن يتوقع أن تعم دعوته أرجاء المعمورة، مثله في ذلك مثل جميع الأنبياء الذين لم يكونوا ليتوقعوا تجاوز دعوتهم حدود مجتمعاتهم المعروفة (وربما يتناقض هذا التأكيد من جانب المؤلف مع البشارة السابقة بالفتوحات العظيمة). وعلى أي حال، لا يتسق حديث (الأئمة من قريش) مع عالمية الديانة، أو مع مفهوم الدولة، أو مع النهاية البعيدة للعالم. و(خير الناس قرني) هو أيضًا تضمين لنبوءة ودلالات غايرتها الأحداث الواقعية. فالفتنة والخلاف والصراع على السلطة قد حدث في القرن نفسه الذي شهد حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، والتمسك بصلاح السلف قد أدى إلى دعوة متصلبة بالعيش في الماضي وعدم مراعاة حركة التاريخ والتطور الاجتماعي. ويشير الكتاب إلى أنه ليس هناك من منطق في اعتبار أن أي إنسان مهما بلغ صلاحه وتقواه لا يمكن أن يكون أفضل من صحابي حتى لو كان مجرد أعرابي جاف ولكن يكفيه أنه قد أدرك النبي ورآه بعينه.
الكثير من النبوءات التي هي توقعات نبوية خضعت لتأويلات عديدة مثل هلاك قريش، وهلاك أهل البيت، وقتل عثمان ابن عفان، ومضر التي ستعيث في الأرض فسادًا، وتمرد البلاد المفتوحة، وظهور الخوارج، وعمران بيت المقدس، وخراب يثرب، جميعها يعرض لها الكتاب في تأكيد على المعنى العام للنبوءة التي تخالف المعنى التقليدي الضيق لها، فهي محض توقعات أو بشارات قد تصيب أو تخطئ، ولم تتحقق في معظمها.

والمهدي المنتظر هو أيضًا نبوءة، لا يختلف المؤلف في معالجتها عن نبوءة المسيا، هي فكرة تخضع للتطور الاجتماعي والتاريخي، فيقول ’’المهدي، لا يزيد عن كونه سطعة المصباح الأخيرة قبل انطفائه، ولن يكون له دور إلا في قيادة جماعة الإيمان الصغيرة التي تخوض معركة الحق والباطل، ومساعدة المسيح في حربه الظافرة ضد الدجال ومدة حكمة قصيرة للغاية أيضًا، لكن، وكما كل شيء، فهناك أفكار تحمل في داخلها إمكانية التطور والنماء، وهناك أفكار ليست لها تلك المزية، فكما رأينا كيف كانت هناك نبوءات أخرى لم يتح لها ما أتيح لفكرة المهدي من تطور؛ ففكرة القحطاني الذي سيسوق الناس بعصاه، ويعيد الملك إلى أهل اليمن، لم تجد من يثريها، سواء من الوقائع والأحداث، أو من إقامة ممالك يمنية تجلي تلك النبوءة، لذلك أصابها التيبس والهزال، وظلت حبيسة كتب الحديث حتى أشبهت نهرًا يصب في الصحراء ولا يفضي إلى شيء، وربما لخروج من يمثلها من التاريخ الإسلامي مبكرًا، ولأنها تخص قبيلاً واحدًا من الناس، هذا من ناحية، لكن الأهم هو أنها جاءت في سياق نبوءات التدهور والانحطاط، على خلاف فكرة المهدي التي جاءت لتشيع شيئًا من الأمل في النفوس، كما لو كانت نسمة شاردة تستروحها النفوس التي طال تقلبها في الهجير‘‘.
وهكذا فإن المهدي المنتظر هو فكرة إنسانية للخلاص، بصيص ضعيف من الأمل وقت انقطاع الرجاء، البطل الذي سينقذ الضعفاء والمهمشين والمظلومين من شيوع الظلم والفساد، الملهم الذي يناصر الدين، فضلاً عن أن ظهوره علامة على اقتراب النهاية، ظهور الدجال، وعودة المسيح، وعلامات الساعة. والمسيح الدجال بالنسبة للكتاب هو محض خرافة شاعت بين العرب ويهود الجزيرة، وأن أصل هذه الخرافة نص غامض يُرجح أنه كُتب في القرن الرابع الميلاد. والمسيح في الإسلام لم يُقتل ولم يُصلب، غير أن عودته إلى الأرض مسكوت عنها في القرآن. وكذلك قصة يأجوج ومأجوج التي وفقًا للكتاب كانت لها شبيه شائع في التراث المسيحي السرياني، وكيف للعالم الحديث أن لا يكتشف القبيلتين المحتجزتين بالسور الذي بناه ذو القرنين. خروج الدابة، وهدم الكعبة، وسرقة كنوزها، والعودة إلى عبادة الأوثان، وغيرها، يميل الكتاب إلى اعتبارها أفكار عجيبة تسللت من الموروث المسيحي واليهودي المنتشر في شبه الجزيرة العربية إلى التراث الإسلامي.
ورغم تشابه الأفكار والعقائد إلا أن العقلانية المؤمنة تعمل في ازدواجية يغلب عليها التناقض. فهي تؤمن بالأخرويات في عقيدتها، وتميل إلى إنكارها في عقيدة الآخر. فالأمور الغيبية والمعجزات والخوارق هي مؤكدة وصادقة في عقيدة الأنا، ومثيلاتها كاذبة ولا عقلانية في عقيدة الآخر. ولا تعرف العقلانية الخالصة هذا النوع من الازدواج في الحكم على الأشياء.
وكما تعامل الكتاب مع معجزات المسيح، ورفضها. هو أيضًا يرفض معجزة انشقاق القمر، ويقول ’’لو حدث انشقاق للقمر لرآه أهل الأرض قاطبة، وليس فقط سكان بوادي مكة، ولا يعقل أن تقع تلك المعجزة الكونية المزعومة، ولا يؤمن بعدها رجل واحد من أهل مكة، أو أن تقع تلك الآية ولا نجد عشرات الروايات من بقية الصحابة، وليس ابن مسعود فقط، ومن ناحية أخرى فليس هناك إشارة في الأحاديث الصحيحة عن انشقاق القمر كعلامة في آخر الزمان‘‘.
ويعتبر الكتاب في مجمله أن النبوءات في اليهودية والمسيحية والإسلام هي محض أفكار لا عقلانية ربما ناسبت في نشأتها بشر الزمن القديم، ويندهش من القناعة الأصولية التي لا زالت تؤسس لهذه الخرافات في عصرنا الحديث بعد التطور العلمي والتكنولوجي والفلسفي والأدبي.
أشرنا في البداية أن الكتاب مستحق لفعل القراءة والتأمل لما فيه من جهد، وموضوعية، وجرأة شديدة في الاشتباك مع العقائد والنصوص، ولذلك هو أيضًا مستحق للاختلاف حول الأيديولوجية التي ينطلق منها المؤلف، وهو ما سنجمله في السطور التالية.

حاول بعض رجال الدين في العصر الحديث الربط بين الدين من جانب والعلم من جانب آخر، في سبيل إثبات صحة العقائد الدينية. وعندما تظهر نظرية علمية أو سياسية أو اجتماعية جديدة فإنهم يحاولون إثبات أن النص الديني يتضمن هذه النظرية بشكل أو بآخر. وعندما تظهر نظرية جديدة تبطل النظرية القديمة يسارعون في نفي علاقتها بالنص الديني، ويسارعون أيضًا لإثبات تضمن النص الديني للنظرية الجديدة. وهذه المحاولات هي في مجملها محاولات هشة وساذجة تدفعها الحماسة الدينية، ولا تعترف بالطبيعة المغايرة بين مجالين مختلفين تمامًا، وهما العلم والدين.
ورفض نصوص الدين من خلال العلم، هو الوجه الآخر من الصورة. فكما أنه لا يجوز إثبات المطلق من النسبي، كذلك لا يجوز للنسبي أن يكون حكمًا على المطلق. ورفض أخرويات الأديان انطلاقًا من العلم، إنما هو استبدال ميتافيزيقا بميتافيزيقا أخرى. فما زال الحديث في العلم عن بداية الأكوان، أو نهايتها، هي محض فروض أقرب إلى الميتافيزيقا منها إلى العلم بمعناه الصارم. ورفض المعجزات انطلاقًا من العلم والعقلانية، لا يختلف عن محاولة تأكيدها بالعلم والعقلانية أيضًا. وذلك لأن المعجزة ليست موضوعًا لقوانين العقل والطبيعة، بل هي موضوع للتصديق الإيماني بأن للعقل الإنساني حدود. والإصرار على وضع النص الديني في ميزان ما يؤكد هو نفسه بأنه محدود فيه ظلم للتجربة الدينية التي تنطوي على طاقات أوسع بكثير من مفهوم العقل مثل المخيلة والوجدان والشعور أو حتى الميل للتصديق دون مبرر.
والمؤلف نفسه يؤكد أن الأناجيل ليست كتب تاريخ، رغم أهميتها من الناحية التاريخية، فهل يجوز أن نطبق عليها مناهج النقد التاريخي؟ فالأناجيل، لم يكتبها المسيح بنفسه، ولم يكتبها مؤرخون موضوعيون يذكرون الأحداث بتفاصيلها، بل كُتبت بمنطق الإيمان وتدعيم العقيدة، وبغرض نشر الدين الجديد. وليس للعقلاني أن يرى في الأناجيل ضالته المنشودة. لذلك يصف المؤلف الأناجيل بأنها شهادات للإيمان فحسب. فهي مليئة بالمعجزات، والخوارق، والتفاصيل الغريبة والعجيبة. ولن يرى العقلاني المحض في هذه الأمور إلا محض خرافات وأساطير سطرها الأولون لإثارة المشاعر الدينية لدى عامة الناس بغرض تدعيم العقيدة.
لذلك نرى القديس أوغسطينوس –على سبيل المثال- يحيد العقل عن مجال الإيمان في عبارته الشهيرة (أؤمن لكي أتعقل)، فهو لا يعلي الإيمان على العقل فحسب، بل يغلق كل طرق الفهم والتعقل من البداية، سواء على المؤمن (الذي يكفيه إيمانه)، أو على غير المؤمن (الذي يجب عليه أن يؤمن أولاً لكي يفهم). وهو ما يمكن أن نعتبره موقفًا عقلانيًا إلى حد ما، لأن المبدأ الذي يتخفى وراء ذلك كله، هو التأكيد على اختلاف مجالي العقل والإيمان، فضلاً عن أيديولوجية حماية العقيدة وما يتشكل حولها من نفوذ بطبيعة الحال.

الدين ينبع من حاجة الإنسان إلى فهم ما بعد الموت، وإلى تأصيل الفضيلة والأخلاق. والتعامل مع الدين كظاهرة تخضع للدراسة والفحص، لا يجب اعتباره مناقضًا أو معارضًا للاعتبارات الدينية لدى المؤمنين. فالحكم العلمي ليس حكمًا معياريًا يخبر الناس عما يجب أن يؤمنوا به أو يرفضوه، ولكنه حكمًا وصفيًا يعمل على كشف آليات تشكل العقائد وتطورها عبر التاريخ. ورغم ذلك فإن أزمة الدراسات العقلانية في الدين أنها تعكس العلاقة الراسخة في قلب المؤمن بينه وبين الإيمان. فالمؤمن يقتنع بأن الإنسان لأجل الدين، والعقل يؤكد أن الدين لأجل الإنسان. فالوحي من منظور العقل هو وليد الأزمة الإنسانية، وحاجة الروح المعذبة التائهة إلى تجاوز هذا العالم التعيس منذ الأزل.
وقد يبدو من العسير، وربما من المستحيل، التعامل مع النصوص الدينية على العموم، بنظرة تاريخية أو عقلانية، لما تنطوي عليه من أشياء مناقضة للعقل من منظوره الواقعي والمنطقي، ليست المعجزات والكرامات والرؤى فحسب، بل الأحداث نفسها، ولكن رغم ذلك يمكن دراستها من حيث تشكل هذه العقائد الإيمانية ونمط تدوينها. فالنصوص الدينية وإن كانت نصوص لا عقلانية، وغير دقيقة تاريخيًا، إلا أنها قد تشكلت في لحظة تاريخية معينة، ويمكن من خلالها أن نفهم تفاصيل العالم القديم دون أن نستخدم هذا الفهم كمعيار للحكم بالصواب أو الخطأ، لأن مجال العقائد لا يعرف هذه الثنائية الحدية للمنطق والعلم.
ليس لنا أن نضع الديني والتاريخي في تقابل على طول الخط، فهما يتداخلان أحيانًا رغم أن لكل منهما منطق خاص. فموت يسوع الناصري وصلبه على يد السلطة الرومانية هو حدث تاريخي متحقق في الزمان والمكان. ويشير المؤلف إلى أن هذه اللحظة التي كانت لتهزم المسيحية هزيمة ساحقة، قد تحولت إلى انتصار ساحق لا مثيل له. ورغم كل تحليلاتنا المنطقية والعقلانية، فإنه من حق المؤمن أن يرد هذا الانتصار إلى إرادة أو خطة إلهية، ومن حقه أن يعتبر حادثة الموت الفردي أيقونة إيمانية تُنسج حولها العديد من العقائد الأخرى، ولا نملك إلا أن نحترم قناعاته، حتى وإن كنا لا نؤمن بها.
المرويات والأساطير والرمزيات، بل وحتى الخرافات، ليست على الدوام لها أثر سلبي في تاريخ البشر. فرمزية وجود الشيطان على سبيل المثال قد تكون لها آثار إيجابية في تعامل المؤمن مع ذاته ومع الحياة. هذه الجدار المحتمل لكل شرور البشرية وآثامها له فائدة في تخليص الإنسان من شعور أصيل باحتقار وكراهية الذات. وتطور الرمزية ذاتها في الفكر اليهودي خاصة بعد النفي والشتات هو دليل على الفائدة النفسية المتحققة من وراء هذه الرمزية، والتي ترد الإحباط والإحساس بالمرارة إلى ملكوت آخر مقابل للملكوت الإلهي، وإلى كائن آخر كاره للوجود البشري.
يفتح لنا هذا الكتاب تساؤلات لا حصر لها، ويتركنا في حيرة من أمرنا، وربما يزلزل بعض معتقداتنا، أو يؤكدها، لكنه بلا شك يقدم لنا أفهامًا وتفسيرات جديدة، ورؤية شجاعة تستحق عناء القراءة المتأنية.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد