تجلي الإله في مؤمنون بلا حدود

كتبت فاطمة حجازي

d8bad984d8a7d981-d8aad8acd984d98a-d8a7d984d8a5d984d987 تجلي الإله في مؤمنون بلا حدود

بعد إصدارها لكتاب تجلي الإله للدكتور أحمد سالم أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة طنطا، نظمت مؤسسة مؤمنون بلا حدود عبر موقعها ندوة لمناقشة محتوى الكتاب، باستضافة نخبة من المفكرين بقيادة د. حسام الدين درويش الذي أدار الندوة بحرفية واقتدار.

بدأت الندوة بدعوة د. أحمد سالم لإلقاء الضوء على فكرة بلورة الكتاب وما يحتوي من أفكار، خاصة أن عنوانه يمس واقعنا المعاصر ومتى بدأت الفكرة؟
قال دكتور أحمد أن هناك حالة تلازمية بين حالة الشك التي يعيشها قطاع من الشباب الآن وطبيعة الخطاب الدعوي والديني السائد، أسئلة كثيرة طرحت أمامي حول تجاهل علماء الاجتماع عن دراسة هذه الظاهرة من المنظور السوسيولوجي وإخفاق علماء الدين وفقهائه عن مواجهة هذه الظاهرة بأساليب غير تقليدية، ويظل الملفت للنظر شجاعة الشباب بالتعبير عن أنفسهم وعن حالة الشك التي تنتابهم إزاء قضايا الإيمان والاعتقاد، من هنا بدأ دكتور أحمد في بلورة فكرة كتابه تجلي الإله، وبدأ في طرح التساؤلات لماذا يتخلق المد الإلحادي في هذه الفترة، وكيف يقدم صورة الإله للآخرين، وكيف يكون الله سبيلا للمحبة؟


التعايش المشترك واحد في الأديان الإبراهيمية، متعدد الشروح في الدين الواحد.

وردا على سؤال د. درويش حول تناوله للجدل بين الإلهي والإنساني وكيف تناوله؟
قال أن في العلوم الإنسانية التوجه دائما يخضع لميول الباحث، التوجهات السلفية تضع النص خارج حركة التاريخ، لمعرفة ذلك هناك نقاط حاكمة هي التركيز على علوم التفسير مثل العقيدة، والفقه، والتصوف.

d8add8b3d8a7d985-d8a7d984d8afd98ad986-d8afd8b1d988d98ad8b4 تجلي الإله في مؤمنون بلا حدود
د. حسام الدين درويش

كان رأي د. درويش أن هناك قدرات لم تستثمر إلى جانب أن الثنائيات الإلهي والإنساني متماثلة مع ثنائيات كثيرة تعالج نفس المسألة مثل الديني والدنيوي، هل هناك أسس أخرى تتوجه مع اختيار د. سالم لهذه الثنائية؟

فكان رد د. أحمد سالم أن هناك ثابت هو الدين ومتحرك تمثله حركة التاريخ، القضية من يحرك من؟
وجد أن الواسطة بين الدين والمجتمع هم العلماء بطرح الإشكالية حول الله، الرسول، الوحي، السنة، والاجتماع البشري.
وهذه الإشكاليات حتمت عليه دراسة التراث وإعادة قراءة العلوم القديمة، وهذا ما دفع د. درويش طرح سؤاله حول اتجاه د. أحمد سالم لدعم الأطراف الناقدة للتراث.

أجاب د. أحمد بأن هناك انفعال شعوري بدأ واضحا بمسؤولية السلطة الدينية واتحادها مع السلطة السياسية وأولي الأمر لترسيم وإقصاء مذاهب، وهذا يؤكد أن الدين لم يكن مجرد عقيدة بل عقيدة وسياسة في الدولة الإسلامية، فالتسييس يتم عبر الدين والفقه.

ثم تناول تحليل للفصل الأول تجلي الإله من خلال التوصيف النقدى للجدل بين الالهي والإنساني بالرد على سؤال طرحه د. درويش، كيف رأيت أهمية هذا الجدل في تجلي صورة الله؟
قال د. سالم أن هذا الفصل هو من أصعب الفصول لتناوله الجدل اللاهوتي حول الإله والاعتقاد بين الأديان الإبراهيمية، والإلهي من الديني إلى السياسي، وأنه ليس هناك إيمان مطلق بدين مطلق فكل إيمان تحته إلحاد وكل إثبات تحته نفي، وقدرة العقل على النفي أكبر من قدرة العقل على الإيمان لأن العقل ملتبس في المادة للإدراك.
الملحدين أنزلوا صفات الله على الطبيعة، فالطبيعة لها صفة الخلق والمنح والوجود، رفض الملحدين وجود إله مغاير ومفارق ومن هنا بدأت المعركة.

تجد في كتب العقائد بند الرد على الملاحدة هو البند الأول في علم أصول الدين.
الملحدون والمؤمنون يقدموا الحجج، إن قدرة العقل على النفي أكبر من قدرة العقل على الإثبات لأن العقل ملتحم بالمادة، ومن هنا تطرح التساؤلات منها هل العقل أساس لترسيخ العقيدة؟

الملحدون والمؤمنون كلاهما يستخدم العقل، المؤمن يرى استحالة وجود إلهين، حتى في الجدل اللاهوتي الإله مشترك بين التوحيد الإسلامي واليهودي أكثر من المسيحي، فالصراع في الجدل اللاهوتي قائم في الإسلام كحضارة ممتدة.

قاطعه د. درويش  قائلا: المسألة ليست دينية، ليس هذا العامل الحاسم بين المسلمين خصوصا في مسألة الإمامة.
رد د. أحمد بأن الاعتقاد واحد ومنظومة الأخلاق واحدة والتشريع مشترك في الأديان الإبراهيمية، جذور الاتفاق بين الأديان أكبر ولكن رجال اللاهوت صنعت لكل دين تفرده على حساب بقية الأديان، إلى جانب أن الخلاف السياسي هو الأصل في انقسام المسلمين لفرق ومذاهب من بداية الإمامة.
الخلاف حول سلطان الأرض هو الخلاف حول سلطة سلطان السماء.

د. درويش وتلخيصه لمحتوى الفصل الثاني من الكتاب من حيث السمة النقدية يتناول مسائل كثيرة في الفقه والدور السلبي للفقهاء في السيطرة على عقل المسلم والوقوف ضد حركة الحداثة، الكتاب قراءات تاريخية لدور الفقهاء ومعرفة تاريخ الفقه نفسه.
قال د. أحمد أنه من خلال مدونة الفقه وعلم أصوله تجد أن صورة الله هو إله الضبط والتشريع عبر اجتهاد الفقيه.
وبدراسة القواعد الأولى لعلم أصول الفقه متمثلة في القرآن صوت الله، والسنة صوت الرسول، والإجماع اجتهاد العلماء والصحابة، والقياس إلحاق ما هو فرعي على ما هو أصلي.
وبما أن سلطة الفقه هي السلطة الأشمل، السياسي أصبح في حاجة إلى الفقيه وفقا لما يريده.
الفقيه مركزي في حضارة الإسلام.

تعقيبا على ذلك تساءل الدكتور درويش حول موقف الفقه أمام رياح الحداثة، أجابه دكتور أحمد سالم أنه حينما بدأ الاحتكاك بين الحضارة الأوروبية والواقع العربي أصبح العرب متلقين لثقافة وانتقلت الحداثة في البداية مع الحملة الفرنسية وأصبح الفقه عاجزا أمام مستجدات العصر، وما وصلنا إليه الآن مثل نقل الأعضاء أو تأجير الأرحام أو أي شيء فرض بالعلم لا يمكن الرجوع للفقيه والتساؤل عن مشروعيته أو عدمه، هل مصلحة الإنسان أهم؟ أم النظر في منح المشروعية وعدم المشروعية من الفقيه؟

وحول رؤيته للتصوف من قراءة علم الكلام عجز العقل في قضايا العقيدة حينما جعل العقيدة فلسفة، فقناعات العقل لا تغير الإنسان إلا إذا انتقلت للقلب، مشكلة علم الكلام تكمن في فلسفة العقيدة، والفقه وسع دائرة الدين في الاجتماع للسيطرة على فكرة الاجتماع، وبالتالي الفقه كان يريد الإسلام الطقسي في السيطرة على ضبط آلية المجتمع.

الله لا يتجلى إلا عن طريق القلب.
ولابد أن يكون الله هو المحبة حتى ندرك حقيقة الإيمان التي قد يقدم الفقه شكلها ولكنه لا يقدم حقيقتها.

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات