شعر كيرلي ..إسراء الفيل

d8a5d8b3d8b1d8a7d8a1-d8a7d984d981d98ad984 شعر كيرلي ..إسراء الفيل
إسراء الفيل
صورة بعنوان: ده كان يوم إسود يوم ما اخترعوا الcurly hair routine

ملاحظات:
عايزة قبل ما أشارك قصتي في الحجاب مع إني عمري ما اتحجبت، أقول إن أه المجتمع ممكن يعمل ضغط نفسي غير مباشر يخلي الأشخاص تتصرف تصرفات تفتكر إن ده من إرادتها/ ولكن في الحقيقة لأ.

أكبر مثال لكدة إن المجتمع المصري بناته وستاته عبر الأجيال حرقوا شعرهم بالمكوة وكريمات الفرد وغيره من اختراعات و٢٠١٧ إله الشعر السايح النايح اتكسر وبقي فيه ضغط مجتمعي رهييييب إن كل البنات لازم يكون شعرها كيرلي وتكون عندها defined curls وبتعمل curly hair routine.

(الله يخربيت الcurly hair routine).. لإنه ضد أصلا ضد فكرة الnatural look اللي كان بداية وأساس الموجة دي.

وبقي زي cult كدة في مصر ومش عايزة أقولكم الضغط النفسي علي البنات اللي شعرها ناعم أوي مموج مش كيرلي. ده غير كمية الفلوس والمصاريف.

هم هم الناس اللي من عشرين سنة وأكتر كانوا بيتريقوا علي الشعر الكيرلي، وبيروجوا لكريمات الفرد، هم هم اللي بقوا بيروجوا لمنتجات الشعر الكيرلي.

وفي الآخر كله سبوبة..

وللأسف فيه منهم هم هم الناس اللي كانوا بيروجوا للحجاب

الغرض من اللي بقوله إني طول عمري بقول إن للأسف الناس في مصر عينها اتعودت علي القبح، ونفسيتها اتعودت علي إنها تبقي تابعة.

الشعر الكيرلي اللي فضل رمز القبح في مصر، في يوم وليلة بقي رمز الجمال والستايل، مع إني كنت بقول كدة من وأنا عندي ٤ سنين.

بس المجتمع  هو اللي قبيح وبيشوف قبح

بس سبحان الله في يوم وليلة رمز القبح اتحول لرمز الجمال

والحجاب اللي ماكنش موجود في مصر بقي هو الزي الرسمي في أماكن معينة

ودلوقتي الستات اللي بتقلعه تبقي هي الغريبة

دلوقتي أنا عندي ٣١ سنة وفخورة إني عمري ما مشيت في أي موجة أو تيار، بالعكس كنت دايما عكس التيار، برغم كل الضغوطات الإجتماعية بشكلي اللي سببلي تنمر في العيلة. 

وحاليا شايفة زي إن الحجاب اتفرض علي البنات بطرق غير مباشرة، بس اعتقادهم إن ده اختيارهم، زي كمان ما اتفرض عليهم يفردوا شعرهم ويحرقوه وزي دلوقتي ما بيتفرض عليهم يخلوا شعرهم defined curls عشان يكونوا in.

كلها طرق للأسف للسيطرة علي شكل الستات في المجتمع

وللأسف الأغلبية منساقة، وعشان كدة النهاردة لما البنات والستات بتحكي إزاي لبسوا الحجاب، الكلام ده لازم يتاخد علي محمل الجد لإنه بيعري المجتمع  وبيظهره علي حقيقته.

المجتمع المصري مش مجتمع قبائلي ولكن فيه نفس سمات القبيلة.

زي ما قولت في الأول إني عمري ما اتحجبت ولكن أنا للأسف الذاكرة خانتني.

أنا مواليد السعودية أوائل التسعينات، يعني من أول ذكريات ليا إني كنت بحب أغطي شعري وأربط الإشارپ لحد دقني عشان شكلي يكون زيهم أنا في المرحلة دي كان عندي ٣ و٤ سنين.

تقليد للكبار

مش فطرة خالص علي فكرة

ولكن لما استقرينا في مصر ومع دخول المدرسة القصة دي اتلغت تمامًا

بما إني طول عمري بحب القماش واللعب بيه وعمل فساتين من هدوم وبقايا قماش، كنت بحب أقف قدام المرايا وأجرب أربط الإشارپ بطرق مختلفة.

جيت بقي وأنا عندي ١١ سنة

يعني سنة ٢٠٠٢

كنت واقفة قدام المرايا و out of nowhere وقلت أنا بفكر اتحجب

ومامتي وبابايا قاعدين في الأوضة

أولًا الفكرة جت في ساعتها، لما لقيت شكلي أحلي وفيه احتمال مشكلة شعري الwild اللي وقتها ماكنش بيعكس شخصيتي أو مقامي.

في الفترة دي أنا كنت البنت المؤدبة الشاطرة، أشطر واحدة في الفصل وبيتضارب بيها المثال في كل حاجة، وكنت رائدة الفصل وكل الفصل عايزين يكونوا أصحابي وpopular وعندي أكبر شلة.

فلقيت إن frame الحجاب ده هيكون لايق أكتر

لقيت ماما اللي هي أصلا سبب كرهي لشعري في الفترة دي بتقولي لأ طبعا حجاب إيه

لكن بابايا رحب جدا بالفكرة

وهي صممت إنه لأ أنا لسة صغيرة أوي، ولما أكبر أقرر عشان مااقلعهوش.

وكنت متفقة مع الbestfriend بتاعتي إننا لما نكبر شوية كمان، وعلي أولي ثانوي، نبقي نتحجب عشان كدة هنكون بنات كبار.

لكن اللي حصل بقي غير كل حاجة المقارنات مابيني ومابين أختي اللي أكبر ابتدت تزيد ومن الآخر كدة I was never good enough.

فابتديت أحس إن الframe اللي أنا محطوطة فيه ده مش عاجب حد مهما عملت، فابتديت اتمرد أكتر وأكتر.

ورجعت أنا القديمة الحقيقة

وأنا عندي ١٣ سنة جت الbestfriend بتاعتي بتقولي إنها هتتحجب بكرة، قولتلها بخضة ليه أنا مش مستعدة إحنا لسة قدمنا كمان سنتين، قالتلي إنها سمعت شريط لشيخ من الشيوخ عن عذاب القبر والحجاب وكدة وخافت جدًا، وقررت تتحجب مع خالتها وجدتها، مع إن ولا حد في عيلتها كان محجب غير مامتها.

قولتلها لأ أنا مش مستعدة، وبعدين شريط إيه ده اللي يخليكي تغيري تفكيرك في يوم وليلة.

في الفترة دي كنت ابتديت أتمرد أكتر، وأسيب شعري الكيرلي أكتر في المدرسة ومعاه تبان شخصيتي أكتر.

في نفس السنة أختي الكبيرة قبل رمضان رجعت من المدرسة مكتئبة.

فماما سألتها فيه إيه؟ فراحت قالتلها إنها هي وصاحبتها قرروا يتحجبوا في رمضان وطبعا

ماما طبعا كانت رد فعلها لأ طبعا

وأنا فضلت أضحك علي أختي

عشان كنت بفكر “إيه أنت هتبقي منهم ولا إيه “

رد ماما كان “بقي واحدة بالجمال والحلاوة دي تتحجب مافيش حجاب قبل ما تخطبي ولا حتي تتجوزي، معقولة يكون ربنا مديكي الجمال ده وتداريه أنت عبيطة”.

في الحقيقة إن أختي جميلة جدًا جدًا جدًا، ولا كإنها ممثلة في هوليوود، ودايما كانت بتخطف الناس بجمالها وهدوئها ورزانتها غيري تمامًا.

بس عمر ما المقارنات دي فرقت في حبنا لبعض، ولا عملت أي نوع غيرة، لكن أنا اللي كان بيزعلني إني في نظر المدرسين المصريين بتوع العربي والدين وطبعا ماما i am not good enough مهما كنت شاطرة.

المشكلة إن I couldn’t be tamed.

وده بصراحة أحلي حاجة حصلتلي

وبما إن ماما high achiever عموما، وجابت جميلات في العيلتين أختي الكبيرة والصغيرة، أصحاب الشعر الفاتح الناعم والعيون الزرقاء الخضرا.

فكان بالنسبالها دي كارثة إن بنتها تداري جمالها

ومع الوقت أصلًا كنت بشوف فكرة تربية ماما نفسها مأثرة عليها

الحجاب والدين بالطريقة المتعارف عليها حاليا ده هي اتعلمته علي كبر في السعودية، بالنسبة لها مش قادرة تستوعب، يعني إيه بنت تغطي نفسها كدة.

المهم إن الموضوع اتقفل عليه، ولكن بابا فضل يفتح حوار الحجاب ده كل فترة عشان بس منظره قدام الناس، أكتر من الناحية الدينية.

(طبعا نركز هنا في نقطة الضغط الاجتماعي وقتها مابين ٢٠٠٢ لحد ٢٠٠٦ أكتر فترة بنات اتحجبت فيها في المحيط بتاعنا)

لكن بعد ما سافرنا ندرس، أو من واحنا في الثانوي، الموضوع ما اتفتحتش، بالعكس كل واحدة فينا اتجوزت واحد ضد فكرة الحجاب.

d8a5d8b3d8b1d8a7d8a1-d8a7d984d981d98ad984 شعر كيرلي ..إسراء الفيل

دي صورتي وقت امتحانات الثانوية ديسمبر ٢٠٠٩

شعري ماكنش كيرلي بس لأ أنا كمان كنت بصبغه أحمر

ده لما التمرد كان مستتب وطبعا سنين قبل اختراع هسهس اللي مايتسمى الكيرلي هير روتين.

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات