الذكرى..حياة…. قصة…. بقلم أنسام النجار

أنسام النجار

370306419_834585131307725_3108527809575351894_n الذكرى..حياة.... قصة.... بقلم أنسام النجار

أتممت اليوم سبعون عاما.
إمرأة تجلس وحدها فى بيت، تدخله الشمس من نافذة واحدة. أثاث كثير وتفاصيل أكثر، لا شئ هنا يشبه الأشياء التى نتملكها اليوم. إستقظتْ مبكرا كما اعتادت، وبدأت فى إعداد الإفطار. جسد أثقلته الأيام من قلة الحركة، وجفنان متهدلان من نوم متقطع وأحلام لا تنتهى.
دقات القلب تفصل بينها نغزة مؤلمة كلما تذكرته.
أعدت إفطارها البسيط، وذهبت إلى مقعدها التى تجلس عليه وحدها منذ سنوات بعيدة. كانت تضع صورة واحدة لرجل له ملامح مميزة، تجمع بين الوسامة التقليدية والقبول غير المتعارف عليه. نظرت له طويلا، ثم بدأت تحدثه.
“اليوم أتممت سبعون عاما ولم يبقى لى سوى تلك الصورة، اااه يا حبيبي لقد غادرت قبل الآوان”.
لقد أرسلت صورتك لصديق طيب وجدت فيه منك شيئا، لقد أرسلت له صورتك عندما علق على صفحتى أنه تخرج من كلية الحقوق، دفعة سنة ٦٠. أرسلت له صورتك بالأمس لكنه إلى الآن لم ير الرسالة”.
أردت اليوم أن أشاركك، لكنى لا أجدك..أين أجدك!.
بحثت دوما عمن يعرفك، لأتحدث عنك منه..
لقد ماتت أختك منذ عامين.
وصديقك الذى شاركته أصعب الأيام، مات العام السابق.
أما أولادك فقد هاجروا ولم يحدثني أحد منهم منذ سنوات بعيدة..
وإبننا الذى لم يولد أبدا، رأيته كثيرا فى أحلامى، لكنه لا يعرف عنك أى شئ.
إنتظر، الرجل الذى حدثتك عنه، رد..إنتظر.
وجدت السيدة رسالة كان مكتوب بها الآتى:
“عزيزتى، يسعدنى جدا مراسلتك لى، ولكنى لا أذكر هذا الرجل الذى أرسلتى لى صورته..لا أعرف حتى إن كنت قد قابلته من قبل أم لا، أعتذر حيث أنى لم أستطع مساعدتك”.
رفعت السيدة عيناها تجاه الصورة الموضوعة بعناية على البوفية القريب من سفرة الطعام، وقد تساقطت قطرات حارة من الدموع. وجهت له مباشرة حديثها” أخشي أنك قد تموت قريبا يا حبيبي، فلم يعد أحدا غيرى يتذكرك”.

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات