بديع خيري.. وحكاية إبداع.. بقلم: إيمان إسماعيل

بقلم: إيمان إسماعيل

440878463_442015385185178_4507253607105617610_n بديع خيري.. وحكاية إبداع.. بقلم: إيمان إسماعيل

يا بلح زغلول .. قوم يا مصري.. الحلوة دي قامت تعجن … سالمة يا سلامة… خفيف الروح… إقرا يا شيخ فقاعة… شد الحزام على وسطك… شحات الغرام… أبجد هوز حطي كلمن… بطلو ده واسمعو ده… التحفجية… يا ورد على فل وياسمين…. العشرة الطيبة…  سلامة في خير… حكاية كل يوم…إلا خمسة… لهاليبو.. أنشودة الراديو..ورد الغرام… أحمر شفايف.. سي عمر…ياقوت… الأغاني والأفلام والمسرحيات دي كلها وغيرها كتبها المبدع بديع خيري.

اتولد بديع خيري في القاهرة يوم 18 أغسطس سنة 1893 في حي المغربلين في القاهرة، دخل الكتاب وحفظ القرآن من صغره، وهو لسه طالب في المدرسة الأميرية، كان بينزل للمقاهي وبيقول عن الفترة دي إنه اتعلم فن الزجل والشعر من منها لما كان بيقعد عليها ويستمع للمنشدين والمطربين، وبيسميها “مدرسته الأولى”، وكتب بديع أول قصيدة وهو عمره 13 سنة، في سنة 1905 اتخرج بديع من مدرسة المعلمين واشتغل في هيئة التليفونات واترفد، واشتغل بعدها مدرس جغرافيا وانجليزي في مدرسة رفاعة الطهطاوي في طهطا، واستمر في التدريس فترة لكن فضل يدور على شغفه وهو الكتابة والتمثيل.

قرر بديع يقرأ للشعراء القدامى عشان يتعلم أكتر ومن هنا السكة خدته للزجل وده اللي حببه في التمثيل، وفي الوقت ده كان فن المونولوج مشهور في مصر وله جمهور كبير ممكن تلاقيه على المقاهي والأندية وفي فنانين مشهورين بدأوا في الأصل مونولوجيست زي حسن فايق ويوسف وهبي، وبديع كان من المعجبين بالفن ده وقدم أول مونولوج من تأليفه بعنوان “أن شالله ما حد إتجوز” وانطلق في إلقاء المونولوج وقدمه على مسارح عماد الدين ودار السلام والكلوب المصري.

كتب بديع لفترة تحت اسم مستعار”ابن النيل” أشعار وزجل، وبدأ يراسل الصحف والمجلات عشان ينشر ومن الصحف دي الأفكار الأسبوعية والمؤيد والوطن ومصر،وتميز شعره بإختلاف واضح عن الشعر الكلاسيكي، وأهم ما ميزه هو كتابة عدة بحور في القصيدة الواحدة وده عكس التقليد السائد في الشعر وقتها

 وفي سنة 1917 كتب مونولوج بعنوان “ليلة العيد كنت مخدر” للمنولوجيست فاطمة قدري ونجح المونولوج  ده نجاح مبهر لدرجة إن في نقاد بتعتبره البداية الحقيقية لبديع في المسرح ورجع بديع لواحد من أحلامه الأساسية وهو التمثيل فتقدم لفرقة جورج أبيض لكنه فشل في تجارب الأداء، لكنه مستسلمش وتوجه للمسرح بكتاباته وأسس أول فرقة مسرحية مع أصدقاءه حسين رحمي وتوفيق المردنلي واحمد عسكر وسماها “العصري للتمثيل العصري” وقدم أول مسرحية من كتابته وهي “أما حتة ورطة”

وألف بديع أول أوبريت راقص في تاريخ المسرح المصري سنة 1912 وكان اسمه “الجنيه المصري” وده غير بشكل واضح في شكل فن المسرح. اتقابل بديع في الفترة دي مع سيد درويش وبدأت رحلة تعاون فني بينهم أنتجت أجمل وأشهر ما غنى درويش… أغاني زي يا بلح زغلول وسالمة يا سلامة وأم إسماعيل وغيرها كتير من الأغاني والأوبريتات واستمر التعاون لحد وفاة سيد درويش

كانت من أهداف بديع وأحلامه إنه يحسن من أداء المسرح الكوميدي في مصر وقرر يقدم المسرحيات بالعامية المصرية لقناعته بقدرتها الهايلة على نقل الحس الفكاهي المميز للمصريين والتقى بنجيب الريحاني سنة 1918 وانطلق الثنائي في تقديم أبدع المسرحيات الكوميدية، بدأت رحلتهم بمسرحية “على كيفك” وبعدها توالت الأعمال زي “كله من ده، ومصر”،وانضم الشيخ سيد درويش للثنائي وبكتابة بديع وألحان درويش وأداء الريحاني إكتمل الإبداع وفرقة الريحاني بقت واقفة على أقدام ثابتة

d8a8d8afd98ad8b9-d988d8a7d984d8b1d98ad8add8a7d986d98a بديع خيري.. وحكاية إبداع.. بقلم: إيمان إسماعيل
بديع خيري مع نجيب الريحاني

بسبب نجاح الفرقة سطع نجم المسرح الكوميدي في مصر ولمعت الشخصية الكوميدية المصرية اللي استخدامها للهجتها كان أهم عناصر النجاح ده واتميزت أعمال الفرقة بالواقعية وكتب بديع بكل جرأة موضوعات يناقش فيها قضايا سياسية وإجتماعية واستمر التعاون والنجاح ده لحد ما قدمت الفرقة 122 مسرحية وأوبريت منها حسن ومرقص وكوهين والفلوس وأنا وأنت ولو كان كنت ملك، و30 يوم في السجن ومجلس الأنس والستات ما يعرفوش يكدبوا والدلوعة إلخ.

كتب بديع لفرق تانية غير فرقة الريحاني زي فرقة علي الكسار اللي كتب له مسرحية الغول سنة 1924 ولمنيرة المهدية أوبريت الغندورة سنة 1925، وأوبريت قمر الزمان وحورية هانم والحيلة، وكتب غيرهم كتير من الأعمال المسرحية والأغاني لفرق تانية.

سنة 1923 عرفت مصر لأول مرة الفيلم السينمائي، ظهر فيلم “برسوم يبحث عن وظيفة” واللي كتبه وأخرجه الفنان محمد بيومي الأب الروحي للسينما المصرية، الفن الجديد جذب بديع خيري وكتب سيناريو أول فيلم صامت له بعنوان “المنجبان”، وبعدها بدأت الأفلام الناطقة وإفتتحها بديع بفيلم “العزيمة”، وتوالت الأفلام زي إمتثال ودلع البنات وبحبح باشا ومليش غيرك وسلامة في خير وأبو حلموس وغزل البنات والحب كده وياقوت وسي عمر والباشمقاول إلخ.

سنة 1949 توفي صديقه ورفيق رحلته نجيب الريحاني، وكمل بديع المسيرة لوحده وأدار الفرقة وساعده ابنه الفنان عادل خيري وقام بأدوار البطولة في كتير من المسرحيات، لكن مات عادل سنة 1963 وهو عمره 32 سنة وده أثر على بديع خيري تأثير نفسي كبير، ومع ذلك كمل في إدارة الفرقة لحد وفاته سنة 1966 على أثر هبوط مفاجئ في القلب وهو عمره 72 سنة، مات بديع وهو سايب لنا أعمال أدبية وفنية بتحكي حكاية مصر بفكرها وروحها وضحكها ومدنيتها وتطورها في فترة من أهم وأثرى فترات تاريخها.

d8a8d8afd98ad8b9-d988d8a3d8b3d8b1d8aad987 بديع خيري.. وحكاية إبداع.. بقلم: إيمان إسماعيل
بديع مع أسرته

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات